إن كلاً من الشيعة والصوفية متفقان
على مخالفة آيات الله
{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }
[ الجن 18 ]
إذ أن لدى كل من الفريقين كم هائل
من الأضرحة والمقامات ورصيد هائل من البدع.
وقد قال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ
فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
[ الأعراف 194 ]
وقال :
{ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ
وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ }
[ فاطر 14 ]
لقد جاء هذا الكتاب ليكون دليلاً آخر
على استحالة التقارب بين السنة والشيعة،
ما دام الشيعة يُصرون
على تجريح الصحابة وأمهات المؤمنين وتفسيقهم
واتهامهم بتبديل الدين وتحريف القرآن
والتآمر على شخص الرسول
.
إن الهدف من التقارب والوحدة
حصول التآلف بين القلوب وتحاببها،
فهل يمكن التأليف بين قلبين
أحدهما ملئ بحبِّ أصحاب النبي
والآخر مليء بكراهيتهم ؟
لقد جاء هذا الكتاب ليكون دليلاً آخر
على أن الشيعة اليوم لم يختلفوا عن شيعة الأمس ،
وأن شيعة اليوم لم يتخلصوا من الطعن في
أصحاب النبي
،
فهل يعي الدعاة المخلصون ذلك.[1]
إن التاريخ لم ينس مواقف أصحاب النبي
الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولادهم،
وفتحوا الأقاليم ونشروا الإسلام في ربوع الدنيا،
من الذي فعل كل ذلك سوى الصحابة؟
إن المنصفين المتعقلين من الشيعة
لم يتنكروا لهذا الجميل والتضحية
التي قام بها الصحابة على أتم وجه،
فقد قال الشيخ محمد حسن آل كاشف الغطاء
" لما رأى عليٌّ أن أبا بكر وعمر
بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد
وتجهيز الجيوش وتوسيع الفتوح
ولم يستأثروا ولم يستبدوا :
بايع وسالم " [2]
=============
[1] - وحتى الخميني لم يستطع أن يُخْفِ موقفه من الصحابة
فوصف الصحابي سمرة بن جندب بأنه مفْتَرٍ
يفتري الأحاديث التي تطعن في كرامة علي بن أبي طالب .
( الحكومة الإسلامية 131 ).
[2] - أصل الشيعة وأصولها 91.