الخلاف الأول كان سياسياً
لقد كان الخلاف بين عليٍ ومعاوية
مجرد خلاف سياسي ،
غير أنه تطور بعد ذلك عند الشيعة
حتى صار عقائد مفرطة ،
وانفصلت عن الأمة الواحدة فرقة جديدة مستقلة
لها منهج جديد في الأصول والفروع
والعقائد والفقه والمواريث .
تُرى :
هل كان الخلاف بين عليٍ ومعاوية حول كل ذلك ؟
أم أن الخلاف كان في مسألة جانبية
لم تكن لتؤثّر فيما كان عليه كلاهما من المعتقد الواحد
الذي تلقياه عن النبي
؟!!
كان معاوية يرى التعجيل في القبض على قاتلي عثمان
في حين كان يرى عليٌّ
ضرورة التروي والتمهُّل إلى أن تخمد الفتنة ،
وقد كان هذا الرأي منه سديداً وصواباً،
وكان غيره مخطئاً.
يوضح عليٌ نفسه هذه الحقيقة بقوله
فيما رواه عنه الشيعة :
" وكان بدء أمرنا
أنا التقينا والقوم من أهل الشام ،
والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد ،
ودعْوتنا في الإسلام واحدة ،
ولا نستزيدهم
في الإيمان بالله والتصديق برسوله
ولا يستزيدوننا شيئاً
إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ".[1]
=============
[1] - نهج البلاغة جـ 3 ص 114.