على أن المتعة التي يدعو إليها الشيعة
تختلف اختلافاً جذرياً
عن المتعة التي شُرِعتْ أول الأمر
ثم حرمت إلى يوم القيامة ،
وإليك بيان ذلك :
(1)
أن الشيعة جعلوا الإيمان بالمتعة
أصلاً من أصول الدين ، وجعلوا منكرها منكراً للدين ،
فقد نقل ابن بابويه القُمّي الملقَّب بالصدوق ،
والكاشاني عن جعفر الصادق قوله:
" إن المتعة ديني ودين آبائي ،
فمن عمل بها عمل بديننا ،
ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير ديننا ". [1]
(2)
أنهم جعلوها من فضائل الأعمال وتطفئ غضب الرب
فزعموا أن النبي
قال :
" من تمتع مرةً أمِنَ من سخط الجبار " [2]
(3)
أنهم رتّبوا عليها مغفرة الرحمن ،
فزعموا أنه لما أُسْرِيَ بالنبي
قال له جبريل :
" يا محمد إن الله يقول :
إني قد غفرتُ للمتمتعين من أمتك من النساء " .[3]
وسأل رجلٌ جعفرَ الصادق
:
" هل للمتمتع ثواب ؟
قال:
" إن كان يريد بذلك وجه الله :
لم يكلِّمها كلمةً إلا كتب الله له بها حسنة ،
فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً
فإذا اغتسل غفر الله
بقدر ما مرّ من الماء على شعره ".[4]
(4)
أنهم جعلوا المتعة من أعظم أسباب دخول الجنة
بل إنها توصلهم إلى درجة تجعلهم
يزاحمون الأنبياء مراتبهم في الجنة
وزعموا أن النبي
قال:
" من تمتع مرةً أمِنَ من سخط الجبار ،
ومن تمتع مرتين حُشِرَ مع الأبرار
ومن تمتع ثلاث مرات زاحمني في الجنان ".[5]
(5)
أنهم حذروا من أعرض عن التمتع
من نقصان ثوابه يوم القيامة فقالوا:
" من خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة
وهو أجدع ( أي مقطوع العضو ) [6]
=============
[1] - كتاب من لا يحضره الفقية 3 : 366 ،
تفسير منهج الصادقين 2 : 495 .
[2] - تفسير منهج الصادقين للكاشاني 2 : 493.
[3] - كتاب من لا يحضره الفقيه 3 : 463
[4] - كتاب من لا يحضره الفقيه 3 : 366.
[5] - من لا يحضره الفقيه 3 : 366 .
[6] - تفسير منهاج الصادقين 2 : 495 .