التقية
مفهومها عند أهل السنة
إن الأصل في الكذب عند أهل السنة
أنه سمة من سمات النفاق واستعماله حرام ،
اللهم إلا في حالات ضيقة استثنائية
تتعرض فيها حياة المؤمن للخطر من قبل ( الكفار )
كأن يرغموه على الجهر بالكفر ،
ففي مثل هذه الحالة رخّص الإسلام للمؤمن
أن يتلفظ بلسانه ما ليس في قلبه
تخلّصاً من بطشهم وتعذيبهم .
قال تعالى :
{ منْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ
إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ }
[ النحل 106 ]
غير أن الأحسن منه حالاً من صمد وقوي
وأظهر رفضه لكلمة الكفر ظاهراً وباطناً ،
ولو أدى به ذلك إلى الموت .
لكن الله برحمته وعلمه
بتفاوت عباده من حيث القوة والضعف
رخص ذلك للضعفاء منهم
ولم يرخِّصها لتُتَّخذ ذريعة
للمرواغة والكذب على المؤمن والكافر .
إذن فالتقية رخصة وليست عزيمة ،
ويجوز الأخذ بها بشرطين أساسيين :
1 – أن تُستخدَم في حالة الضراء لا في حالة السراء .
2- أن تُستخدَم ضد الكفار لا المؤمنين من إخوانهم .
لكن هذه الرخصة ليست الحال الأفضل بالنسبة للمؤمن
وإنما الأفضل أن يمتنع عن الجهر بالكفر ،
ويصرّ على إظهار إيمانه
ولو أدى ذلك إلى قتله .