المهدي الإمام الثاني عشر
إن أهل السنة يؤمنون أن الله يؤيد دينه وعباده
في آخر الزمان برجلٍ من أهل البيت
يملأ الأرضَ عدلاً كما مُلِئتْ ظلماً وجوراً ،
يُواطئ اسمه اسمَ النبي
،
واسمُ أبيه اسمَ أبيه ( محمد بن عبد الله ) .
ويؤمنون أنه يولد في آخر الزمان وليس في أول الزمان ،
وتتزامن بداية دعوته مع نزول المسيح
عليه الصلاة والسلام ،
هكذا صحّت الأخبار فيه وبلغت مبلغ التواتر .
أما الشيعة فيعتقدون أن اسم المهدي المنتظر :
محمد بن الحسن العسكري وليس محمد بن عبد الله ،
وأنه وُلد في القرن الثاني للهجرة
من الإمام الحادي عشر ( الحسن العسكري ) .
وأنه دخل سرداباً ثم اختفى فيه ،
وكان عمره آنذاك خمس سنوات ،
ولا يزال الشيعة ينتظرون خروجه منه إلى اليوم
بعد أن دخله منذ ما يزيد على الألف ومئتَيْ سنة .
ونحن لا نريد أن ندخل في جدلٍ
حول التفسير العقلي المنطقي
لفكرة بقاء رجلٍ تحت السرداب آلاف السنين
اللهم إلا أن يكون هناك نصٌّ شرعيٌ
كالنصوص التي تحدَّثتْ عن عُمْر نوح وأصحاب الكهف ،
وإنما نكتفي في ردّ هذه الفكرة بأن ننقل ما أكدته
كتب الشيعة وعلماء تواريخهم وأنسابهم :
أنه لا حقيقة ولا وجود لهذا الولد ،
وعلى افتراض وجوده ،
فإن علماء الشيعة قد نصوا في كتبهم
أن الصبي لا يسمى إماماً بسبب صِغر سنّه ،
وبموجب الشروط التي ذكرها مشايخ الشيعة في الإمام ،
فقد اشترطوا فيه :
العقل ، البلوغ ، حسن التدبير ،
العدالة ، العلم بالقانون الإسلامي . [1]
لقد أكّدت كتب الشيعة بحزم
أن الحسن العسكري – الإمام الحادي عشر –
كان عقيماً ولم تحمل منه زوجاته ولا جواريه ،
وأنه لما مات سنة 260 هـ
دخل أقرباؤه على زوجاته وجواريه
لعلهم يجدون واحدةً منهن حاملاً ،
فلم يجدوا أحداً منهن حاملاً ،
مما جعلهم يقسّمون ميراثه بين أمه وأخيه جعفر .[2]
وأن السلطان أرسل إلى دار الحسن العسكري
من يفحص زوجاته وجواريه ،
فتبين له أنه لم يكن له ولدٌ أبداً .[3]
ولهذا قال الشيخ الشيعي المفيد:
" فلم يظهر له ولدٌ في حياته
ولا عرفه الجمهور بعد وفاته " [4]
ومع ذلك يُصِرُّ الشيعة اليوم
على وجود هذا الولد الغائب
الذي عمّر أكثر مما عمّر نوحٌ
.
=============
[1] - انظر كتاب الحكومة الإسلامية للخميني 45 – 46 .
[2] - الكافي الحجة 505 ، الإرشاد للمفيد 339 ، كشف الغمة 408 ،
الفصول المهمة 289 ، كتاب جلاء العيون 2 : 762 ،
وكتاب أعلام الورى للطبرسي 377 .
[3] - المقالات والفِرق للقمي 102 كتاب الغيبة للطوسي 74
[4] - الإرشاد 345 إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 380 .