نـهايـة تسلسل الإمامة
والحق أن موت الحسن العسكري كان نكسةً
هدمت أركان العقيدة الشيعية
المبنية على تسلسل الإمامة وعدم انقطاعها
غير أنها انقطعت بانقطاع النسل
من الحسن الإمام الحادي عشر والأخير عند الشيعة .
وكان هذا بالتالي سبباً في تفرُّق وتمزّق الشيعة
إلى فِرقٍ وشيَعٍ عديدة لأنه تركهم بلا إمام
مما اضطر فئةً منهم إلى التعلق بجعفر بن علي
– أخي الحسن العسكري –
وهذا معارض لما نصّت عليه كتبُ الشيعة
من أن الإمامة تنتقل بعد موت الأب إلى ابنه لا إلى أخيه .[1]
لقد روّج لهذه الفكرة عثمان بن سعيد
– من ملازمي الحسن العسكري في حياته -.
ادّعى أن للحسن ولدٌ اسمه محمد مختفٍ في السرداب ،
وأنه الإمام بعد أبيه ،
وأنه قرّر اتخاذ عثمان باباً ووسيطاً بينه وبين الناس ،
وعيّنه نائباً عنه في جمع الأموال
وإيصالها إليه في السرداب.
وهم ينتظرون خروجه من السرداب ،
ويخصصون عند السرداب رجلاً
ينادي هذا الولد الغائب طيلة حياته :
" أخرج عجّل الله فرجك " .
وإذا مات هذا الرجل خَلفَه آخر من بعده .
ثم أصبح هذا السرداب بالتالي غنيمةً مادية ً سهلةً ،
فإن الشيعة يزورون هذا المكان
ويُلقون فيه الأموال الطائلة على نية الشفاء
أو كشف الضر أو حصول نفع .
أما سبب اختفاء الإمام الغائب فقالوا :
" إنه كان يخاف على نفسه من القتل ".[2]
غير أنهم ذكروا أن الأئمة لا يموتون إلا باختيارهم ،
وأن عندهم علمُ ما كان وما سيكون .[3]
قالوا :
" كان خوفه من الخلفاء العباسيين والأمويين وغيرهم "
غير أنه قد أُتيحت له مجالات للخروج والظهور
يوم أن استولى آل بُوَيْه الشيعيون على بغداد ،
ويوم أن استولى إسماعيل الصفوي على إيران
وأقام مجزرة في أهل السنة وأجرى أنهاراً من دمائهم ،
وكذلك يوم أن قامت الثورة الإيرانية مؤخراً ،
فما الداعي إلى تفضيل السرداب ؟
وإيثار البقاء فيه .
=============
[1] - انظر أصول الكافي ( باب ثبات الإمامة في الأعقاب
وأنها لا تعود في أخٍ ولا عمٍّ ولا غيرها من القرابات ) 1 : 285 .
[2] - الغيبة للطوسي 199 ، أصول الكافي 1 : 338
[3] - أصول الكافي 1 : 258 .