التعليق على القصة
قد يقول قائل : ما لنا وللماضي ؟
وهل يجوز تحميل الشيعة كلهم
وزر ما فعله الطوسي والعلقمي ؟
الجواب على ذلك :
1-الحق أنه ليس من العدل أن نُحمِّل كل شيعي
مسئولية ما فعله الطوسي وابن العلقمي ،
غير أننا نريد أن ننبه الغافلين
إلى أن الخميني الذي تحمس له كثيرون من أهل السنة
وعلّقوا عليه الآمال
وظنوا أنه سيعيد لهم الأقصى وأفغانستان :
كلما ذكر اسم نصير الدين ترضى عنه
وذكره بخيرٍ ودعا له بالرحمة [1]
حتى قال
بأن نصير الدين كان له دَوْرٌ في نصرة الإسلام ،
وقال:
" ويشعر الناس بالخسارة
بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وغيره
ممن قدّموا خدماتٍ جليلة للإسلام ".[2]
ومن عظيم الغفلة والجهل
أن المسلمين يجهلون حقيقة مراد الخميني
فإن تسبب الطوسي
في مقتل مليونيْ مسلم سني
يعتبر عند الخميني خدمةً للإسلام ،
إن هذا يُظهر الحقد الذي جعل العلقمي والطوسي
يضعان أيديهما بيد طاغوت التتار وسفاحهم.
هكذا يترضى الخميني عن الطوسي
الذي تواطأ مع التتار الكفار
وتمت على يده مذبحة بغداد
وتسليمها إلى الطاغية هولاكو [3]،
بينما يذكر عمر بن الخطاب ولا يترضى عنه
وإنما يلعنه ويسبه
فهل يستوي عمر والطوسي ؟
هل يستوي من فتح بغداد وأخذها من الكافرين
ومن سلّم بغداد إليهم ؟
فلماذا يترضى هؤلاء عن الطوسي
ويلعنون ابن الخطاب وأبا بكر؟
هل الذي صحب هولاكو وصار وزيراً له
أكرم عند الله
من الذين صحبوا رسول الله
؟
2- إن فهمنا للحاضر متوقف على فهم الماضي
لنأخذ منه العبر
ولنكون أكثر حذراً في تعاملنا مع الفِرَق
التي حفل تاريخها بالخيانة والطعن من الخلف
ومد يد العون إلى أعداء هذه الأمة .
=============
[1] - الحكومة الإسلامية 142 .
[2] - الحكومة الإسلامية 128 .
[3] - الذي ختم الله له بالموت بمرض الصرع وهو الجنون .