اما قولك : إن الله تعالى ذكر النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ وجعل ابا بكر معه ثانيه ، فهو إخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا اثنين ، فما في ذلك من الفضل ؟! فنحن نعلم ضرورة أن مؤمنا ومؤمنا ، أو مؤمنا وكافراً ، اثنان فما أرى لك في ذلك العد طائلاً تعتمده. وأما قولك : إنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فإنه كالاول لان المكان يجمع الكافر والمؤمن كما يجمع العدد المؤمنين والكفار ، وأيضاً : فإن مسجد النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أشرف من الغار ، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار ، وفي ذلك يقول الله عز وجل : ( فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ) (4) ، وأيضا : فإن سفينة نوح ـ ـ قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة ، والكلب ، والمكان لا يدل على ما أوجبت من الفضيلة ، فبطل فضلان. رد: بما أن الله تعالى أخبر عن العدد فوالله إن لهذا الخبر لشأنا إذ هو خبر من الله لا من البشر أرأيت قوله تعالى عن خزنة جهنم(عليها تسعة عشر) أترى أن هذا مجرد عدد لا قيمة له؟؟!! إن من بلاغة قوله تعالى(ثاني اثنين) أن النصر أتى لهما مع قلة عددهما وقلة النصير وكثرة الطلب إذ كل من آمن من أهل مكة قد هاجر إما إلى الحبشة وإما إلى المدينة ولم يبق إلا علي بأمر من الرسول . ثم لماذا لم يخرج الرسول إلا مع أبي بكر؟ لماذا لم يختر عليا للخروج للهجرة وإنما جعله على فراشه؟ أبعد هذا يكون ذكر العدد لا فائدة منه؟!!! هذا قدح في كتاب الله.