28-07-11, 02:44 PM
|
المشاركة رقم: 8
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Apr 2011 |
العضوية: |
2735 |
المشاركات: |
6,427 [+] |
الجنس: |
انثى |
المذهب: |
سني |
بمعدل : |
1.25 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
34 |
نقاط التقييم: |
729 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
هناك معالم عامة تؤثر في التفكير الصحيح
إذا كان المنهج المقصود منه التفكير الصحيح، فإن المعالم التي تجعل هذا التفكير صحيحا متمثلة في عدة أمور:
الأمر الأول هو الحذر من الفتن، فإن الفتنة في القول أو في العمل،
هذه يجب أن نحذرها سواء على أنفسنا أو في مجتمعنا،
ولذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صحّ عنه كما في البخاري أنه قال
«ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة»
والفتنة مأمور أن نبتعد عنها وعن أسبابها.
فإذن من المؤثرات أن يكون من منهجنا أن نبتعد عن الفتن ونسعى في السلامة، فكل شيء يؤدي إلى فتنة واختلاف في القول والعمل وحدوث فتنة في المسلمين فهذا من الأساسيات أن نبتعد عنه حتى نصل إلى التفكير الصحيح.
أما إذا أتى أحد وقال: لا يهمني، المهم أني أصل إلى الأمر سواء حدث فتنة أو ما حدث فتنة، الصحابة تقاتلوا وحصل ذبح وحصل قتال ونحو ذلك.
فهنا بدأ الهز في التفكير، وحينئذ لا تستغرب أن يكون بعدها نتائج عنده في التفكير أخرى.
فإذن الوقاية من الفتن هذا منهج، ولذلك كان من سمة الصحابة، حتى لما وقع الاختلاف أنهم حذّروا وابتعدوا عن الفتن وما يؤدي إليها.
الأمر الثاني أن نحسن الظن بالله جل وعلا وأن نتفاءل
فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صح عنه أنه قال «لا يمت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه تعالى» والتفاؤل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحب الفأل.
فإذن هناك معلم من معالم الوصول إلى التفكير الصحيح،
أن لا تنظر إلى الأمور بيأس، بقنوت، بنظرة -كما يقولون- سلبية سوداوية،
إنما تنظر بتفاؤل؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «إن هذا الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء» قال العلماء: معنى قوله (بدأ غريبا وسيعود غريبا) أنه كما أنه في أول البعثة في أول الرسالة بدأ غريبا ثم قوي وانتشر، فكذلك سيعود غريبا ثم يقوى وينتشر،
وهذا يعطيك الفأل وحسن الظن، وهذا مصداقه في قول الله جل وعلا
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)[الفتح:28]، من الذي شهد بهذه الشهادة؟ الله جل وعلا.
فإذن يكون من معالم تفكيرك فيما أنت فيه وفي المستقبل أنك تكون متفائلا محسّنا الظن بالله جل وعلا كما وعد الله جل وعلا أنه سينشر هذا الدين، وقد صح عنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ أنه قال «لا تقوم الساعة حتى لا يكون بيت من مدر ولا وبر إلا أدخله الله في هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل،
عزا يعز الله به الإسلام وأهله»، وهذا يعطينا انشراح الصدر والتفاؤل، فحينئذ يكون التعامل في الحياة الدنيا والعمل والدعوة والمواقف مبنية على الفأل لا على القنوت ولا على اليأس
(وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ)[الحجر:56].
فإذن من معالم الضلال والبعد الاهتداء للطريق الصحيح أن يكون هناك يأس وقنوط؛ بل لا بد أن نكون كما أمر الله جل وعلا وكما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نكون متفائلين، نحسن الظن بالله جل وعلا، ونعلم أن وعد الله حق، وحينئذ تكون موقفنا وتفكيراتنا فيها الإيجابية وفيها العمل للمستقبل بالعمل الصحيح المؤثر.
من معالم التفكير الصحيح أنّ المسلمين فيهم حسنات وفيهم سيئات،
سواء أكانوا عامة أم خاصّة، سواء أكانوا ولاة أم علماء أم طلبة علم أم دعاة أم من عامة المسلمين، كلّ فيه حسنة وفيه سيئة، لابد من موجود هذا وهذا، فهل أحد يسلم من السيئات؟ لا، وهل هناك مسلم لا يكون عنده حسنات؟ ليس كذلك.
فإذن من منهجنا في التفكير أن نمتثل قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «من قال فسد الناس فهو أفسَدَهم» وفي ضبط «فهو أفسَدُهم»، (من قال فسد الناس) هؤلاء الناس سيئين لا يهمونك، يقول هو الذي أفسدَهم لماذا؟ لأنه مبني على القاعدة التي سأذكرها لك.
إذن إذا كان هناك وجود للحسنات وجود للسيئات، كيف نفكر؟ نفكر بأن الحسنات ننشرها ونضخمها؛ لأن الناس يقتدون ويتأثرون بذلك، والسيئات نكتمها ولا نظهرها.
الآن من سمة الناس أو من سمة بعض الناس أنهم إذا سمعوا بأي خبر سيء إما معصية أو قصور مقصر أخذوا يتحدثون به، هذا له أثر سلبي كبير جدا حتى على الطاعة؛ لأن هذا يؤدي إلى أن الناس يتساهلون في المعصية، ويقل عندهم الرغبة في الخير، ويتصورون أن الشر كثير، وهذا ليس بصحيح. (1)
فإذا مثلا جاء أحد وقال: والله انتشر الفساد وصار فيه كذا وكذا. وجاء النظر فيه وفق التقييم الصحيح وجدت أنه لا يتعدى خمس في المائة، عشر في المائة، خمسة عشر في المائة، في مجتمعنا مثلا، لكن هل هذا صار هو الغالب؟ لا.
لكن إذا كان المنهج غير صحيح، فإنه حينئذ تنظر السلبيات، وتضخم وللحسنات فتُضْعف، وبالتالي يكثر الفساد شيئا فشيئا.
والواجب أن يكون منهجنا في التفكير قائما على إبراز الحسنات، وعلى ذِكرها،
وأن نحذر من فسد الناس، أو الأمور صارت فاسدة، أو البلاء في كذا، العلماء فيهم، والدولة فيها، الناس فيهم، فسد، بيت فلان فيه كذا، وهؤلاء عملوا كذا، هذا ينشر الفساد شيئا فشيئا.
أما إذا تعاونتَ على البر والتقوى،
فأكثرت من الحسنات وجعلت السيئات تقل حتى بالذِّكر، فإنه حينئذ يزيد الخير.
والحظ هنا أن من مظاهر زيادة السوء والفساد في الناس التحدث به، يتحدّث به، ربما يتحدث المرء عند أولاده، فلانة فيها كذا وهذه عملت كذا، وهذا فلان عمل كذا، يغريهم ويسهل عليهم كثيرا من الأمور.
فإذن من منهجنا في التفكير الصحيح أن نُظهر الحسنات، ونبرزها، ونكثر من الحديث عنها لأنها تشرح النفس وترغب وتجعل الناس يسيرون فيها، ونخفي السيئات ونُخفي آثارها؛ لكن هذا لا يعني أن لا نتعامل مع السوء وفق القواعد الشرعية، إذا كان مقتضى النصيحة فننصح، مقتضى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وفق الشريعة، مقتضى عمل ما نعمل به.
إذن فهناك نظر صحيح بالنظر إلى الحسنات وإلى السيئات.
|
|
|