30-07-11, 07:25 PM
|
المشاركة رقم: 2
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2011 |
العضوية: |
1961 |
المشاركات: |
150 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
سنية |
بمعدل : |
0.03 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
15 |
نقاط التقييم: |
121 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
عين مشتاقة للجنة
المنتدى :
بـاب شهـــر رمضــان
انحرف فهم كثير من الناس لحقيقة الصيام
فراحوا يجعلونه موسمًا للأطعمة والأشربة والحلويات والسهرات والفضائيات، واستعدوا لذلك قبلشهر رمضان بفترة طويلة؛ خشية من فوات بعض الأطعمة؛ أو خشية من غلاء سعرها.
فاستعد هؤلاء بشراء الأطعمة، وتحضير الأشربة، والبحث في دليل القنوات الفضائية لمعرفة مايتابعون وما يتركون، وقد جهلوا -بحق- حقيقة الصيام في شهر رمضان، وسلخوا العبادةوالتقوى عنه، وجعلوه لبطونهم وعيونهم.
وانتبه آخرون لحقيقة صيام شهر رمضان فراحوا يستعدونله من شعبان، بل بعضهم قبل ذلك،
ومن أوجه الاستعداد المحمود لشهر رمضان:
التوبة النصوح وكثرة الاستغفار
وهي واجبة في كل وقت، لكن بما أنه سيقدم على شهر عظيم مبارك فإن من الأحرى له أن يسارع بالتوبة مما بينه وبين ربه من ذنوب، ومما بينه وبين الناس من حقوق؛ ليدخل عليه الشهر المبارك فينشغل بالطاعات والعبادات بسلامة صدر، وطمأنينة قلب.
قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). سورة النور 31
وعَنْ الأَغَرَّ بن يسار عن النبي صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ» رواه مسلم: 2702
جاء رجل إلى الحسن البصري - رحمه الله - وقال له يا أباسعيد : أجهز طهوري وأستعد لقيام الليل ولكني لا أقوم , ما سبب ذلك ؟
فقال له الحسن : قيدتك ذنوبك .
نعم - الذنوب والمعاصي - سببٌ للحرمان من كل خير .
كم نرى من التفريط وضياع الوقت وعدم استغلالنا لمواسم الخيرات كرمضان وغيره مع علمنا بفضلها , لاشك أن من الأسباب الرئيسية ان ذنوبنا قيدتنا , وحرمتنا هذا الخير .
إن الطاعة شرف , والوقوف بين يدي الله منقبة , واغتنام موسم الخيرات غنيمة , يهبها الرحمن من رضي عليه من خلقه .
كم ترى من طائعين في رمضان
فهذا يكثر من السجود والركوع , وذاك يحبس نفسه في بيوت الله عاكفاً على القراءة , وآخر يتابع أعمال البر من تجهيز سفر للصائمين ومعونة الفقراء والمساكين , في أعمال بر ذؤوبة لا تكاد تنقطع , فمن قربهم ومنحهم تلك الفرص وغيرهم يمضون الشهر بين اللعب والبطالة ؟
إنه التوفيق من الله , وحرصهم على البعد عما يحرمهم من هذا الخير - وهي الذنوب والخطايا -.
والأشد والأنكى من يُحرم كثيراً من الطاعات ويكون منغمساً بالمعاصي حتى في شهر رمضان , فلا ينتهي من واحدة إلا تلبس بأخرى في حرمان موجع , وخذلان مفجع .
إن من حُرم خير هذا الشهر فهو المحروم , ومن خُذل في مواسم البر فهو المخذول .
ولا علاج لهذا إلا بالتوبة النصوح قبل بلوغ الشهر .
التوبة التي يتخلص العبد عندها من كل خطيئة تحول بينه وبين هذه الرحمات .
التوبة التي تؤهل العبد لأن يدخل في زمرة من وأيدهم وأعانهم على مراضيه .
فلنكن منهم فهي الفرصة التي إن فاتت فات كل خير
النية الصادقة
إن للنية أثرها في التوفيق للطاعة , فقبل إقبال هذا الموسم لننوي أن نغتنم كل ساعة من ساعاته , وكل لحظة من لحظاته .
واعلم أن ربك العظيم مطلع على النويا ويعطي العبد على قدر صدقه فيها .
لقد سجل القرآن الكريم نويا الصادقين الأتقياء فقال سبحانه :
"وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه "
لقد نوى الهجرة ولكن الموت أدركه قبل بلوغ مقصده وربك الكريم سبحانه أثابه عليها وجعله في عداد المهاجرين لصدق نيته , وبذله للمستطاع .
كم سيموت من خلق قبل رمضان بأيام بل وساعات !
كيف لو نوى أكثرهم أنه سيغتنم الشهر ويتقرب لربه كم سيُكتب له الأجر بإذن الله تعالى .
ومن أمد الله في عمرهم وأنسأ له في أثره وبلغ الشهر, وكان قد نوى فعل الخير أستفاد من هذه النية توفيقا , وحاسب نفسه عند كل تفريط إذ سيراجعها ويقول لها : ألم تكن تنوي اغتنام الموسم فأنت في الأمنية فكوني مع الصادقين .
فانوِ الخير , واعقد العزم , واشحذ الهمة , تكن من الفائزين .
العزيمة الصادقة
العزيمة الصادقة تتبع النية .
إن كثيرا من الناس يدعي أنه سيغتنم الشهر وأنه سيفعل كذا وكذا من الطاعات , حتى إذا ما بلغه انفرط عقد تلك العزائم , وتهاوت تلك القوى , ولكن من علم عظيم الأجر , وكثرة الثواب للطائعين , لاتضعف عنده تلك القوى , لأن الثواب جليل القدر , عظيم الرفعة , يكفيه أن الله تعالى هو المُكرم المنعم المتفضل .
اضف الى ذلك قصر مدة رمضان فهو - أيام معدودات - كما وصف الكريم المتعال .
فلتكن لنا عزيمة على المحافظة على الصلوات وأدائها مع الجماعة , وتؤدينها يا أمة الله في أول وقتها .
لتكن لنا عزيمة على الإكثار من النوافل من صلاة التروايح والسنن الرواتب وغيرها .
لتكن لنا عزيمة على ختم القرآن وتأمله وتدبره , والإنتفاع بعظاته .
لتكن لنا عزيمة صادقة على العمرة ولزوم الذكر والإعتكاف والصدقة وغيرها من القربات .
هل تعلم أن عدد ساعات رمضان سبع مئة وعشرون ساعة لونمت كل يوم ثمان ساعات - والجاد لايفعل لعلمه بفضيلة الزمان - لكان بقي لك أربع مئة وثمانين ساعة , أليست فرصة لأن تتزود فيها من الطاعات مايكون لك خير زاد يوم القدوم على الله .
|
|
|