تعريف البدعة وبيان أنواعها وأحكامها تعريفها البدعة في اللغة : مأخوذة من البدع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق . ومنه قوله تعالى : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أي : مخترعها على غير مثال سابق . وقوله تعالى : ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ )أي : ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد ، بل تقدمني كثير من الرسل ، ويقال : ابتدع فلان بدعة ، يعني : ابتدأ طريقة لم يسبق إليها . والابتداع على قسمين : ابتداع في العادات: كابتداع المخترعات الحديثة ، وهذا مباح ؛ لأن الأصل في العادات الإباحة , وابتداع في الدين: وهذا محرم ؛ لأن الأصل فيه التوقيف قال :(( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) [ رواه البخاري ( 3 / 167 ) ، ومسلم ، الحديث برقم ( 1718 ) . ] . أنواع البدع: البدعة في الدين نوعان : النوع الأول : بدعة قولية اعتقادية ، كمقالات الجهمية والمعزلة والرافضة وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم . النوع الثاني : بدعة في العبادات ، كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها وهي أنواع : النوع الأول : ما يكون في أصل العبادة - بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع ، كأن يحدث صلاة غير مشروعة ، أو صيامًا غير مشروع أو أعيادًا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها . النوع الثاني : ما يكون في الزيادة على العبادة المشروعة ، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلًا . النوع الثالث : ما يكون في صفة أداء العبادة بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة ، وكالتمديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول . النوع الرابع : ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصل الصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل . حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة ؛ لقوله : ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) [ رواه أبو داود ، الحديث برقم ( 4607 ) ، والترمذي ، الحديث برقم ( 2676 ) . ] وقول النبي : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، وفي رواية : ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، فدل الحديث على أن كل محدث في الدين فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة مردودة . ومعنى ذلك : أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة ، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة : فمنها : ما هو كفر صراح ؛ كالطواف بالقبور تقربًا إلى أصحابها ، وتقديم الذبائح والنذور لها ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم . وكمقالات غلاة الجهمية والمعتزلة . ومنها : ما هو من وسائل الشرك ؛ كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها . ومنها : ما هو فسق اعتقادي ؛ كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية . ومنها : ما هو معصية ؛ كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع . تنبيه : من قسم البدعة إلى : بدعة حسنة ، وبدعة سيئة -فهو غالط ومخطئ ومخالف لقوله : ( فإن كل بدعة ضلالة ) ؛ لأن الرسول حكم على البدع كلها بأنها ضلالة . وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ، بل هناك بدعة حسنة ، قال الحافظ ابن رجب في . : فقوله : ( كل بدعة ضلالة ) من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء . وهو أصل عظيم من أصول الدين . وهو شبيه بقوله : ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه . وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة . انتهى . وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هي ) وقالوا أيضًا : إنها أحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه . والجواب عن ذلك : أن هذه الأمور لها أصل في الشرع ، فليست محدثة . وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه إذا قيل : إنه بدعه فهو بدعة لغة لا شرعًا ؛ لأن البدعة شرعًا ، ما ليس له أصل في الشرع يرجع إليه ، وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ؛ لأن النبي كان يأمر بكتابة القرآن . لكن كان مكتوبًا متفرقًا فجمعه الصحابة في مصحف واحد ؛ حفظًا له . والتراويح قد صلاها النبي بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم ، واستمر الصحابة يصلونها أوزاعًا متفرقين في حياة النبي وبعد وفاته إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب خلف إمام واحد ، كما كانوا خلف النبي ، وليس هذا بدعة في الدين . وكتابة الحديث أيضًا لها أصل في الشرع فقد أمر النبي بكتابة الأحاديث لبعض أصحابه لما طلب منه ذلك ، وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما توفي انتفى هذا المحذور ؛ لأن القرآن قد تكامل وضبط قبل وفاته ؛ فدون المسلمون السنة بعد ذلك حفظًا لها من الضياع . فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا ؛ حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم من الضياع وعبث العابثين . [كتاب التوحيد للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان]
الموضوع الأصلي: تعريف البدعة وبيان أنواعها وأحكامها || الكاتب: ابو أسامة || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد www.ansaaar.com كلمات البحث شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــدjuvdt hgf]um ,fdhk Hk,huih ,Hp;hlih
شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار
juvdt hgf]um ,fdhk Hk,huih ,Hp;hlih