الموضوع
:
شبهات حول استخلاف أبي بكر الصديق
عرض مشاركة واحدة
26-01-11, 02:39 PM
المشاركة رقم:
2
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
البيانات
التسجيل:
Oct 2010
العضوية:
14
المشاركات:
10,332 [
+
]
الجنس:
ذكر
المذهب:
سني
بمعدل :
1.96 يوميا
اخر زياره :
[
+
]
معدل التقييم:
10
نقاط التقييم:
949
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بيت شبهات وردود
شبهة تأخير بيعة علي لأبي بكر
شبهة أخرى ساقوها للتأكيد على أحقية علي بن أبي طالب في الخلافة، قالوا إنه لم يكن راضيًا على اختيار أبي بكر الصديق
ولذلك لم يبايعه لمدة ستة شهور كاملة، فهل غضب علي بن أبي طالب حقًا؟
وإذا كان غضب فلماذا؟
والحقيقة أن هناك رواية في صحيح مسلم تذكر أن عليًا بن أبي طالب
لم يبايع إلا بعد وفاة السيدة فاطمة
ا بستة أشهر
ومع ذلك فقد روى ابن حبان بسند صحيح موصولًا إلى أبي سعيد الخدري
أن عليًا بايع أبا بكر الصديق
في اليوم الثاني للخلافة، فما تفسير ذلك؟
التفسير الذي يرجحه ابن كثير رحمه الله أن عليًا ابن أبي طالب، قد بايع مرتين، المرة الأولى في اليوم الثاني لوفاة الرسول
والمرة الثانية بعد وفاة السيدة فاطمة
ا، وذلك بعد ستة شهور من المبايعة الأولى للصديق
.
أما المبايعة الأولى فهي التي جاءت في رواية الحاكم والبيهقي وابن سعد وابن حبان بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري
وفيها أن أبا بكر الصديق
صعد المنبر في اليوم الثاني- يوم البيعة العامة للجمهور- فنظر في وجوه القوم
فلم ير الزبير بن العوام
، فدعا بالزبير فجاء (الزبير في ذلك الوقت كان في بيت الرسول
يجهزه للدفن، ولم يكن قد دفن بعد في اليوم الثاني)
فقال أبو بكر له:
قلت ابن عمة رسول الله
وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين.
فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله
.
فقام فبايع، ثم نظر أبو بكر في وجوه القوم، فلم ير عليًا، فدعا به فجاء فقال:
قلت ابن عم رسول الله
وختنه على ابنته، أردت أن تشق عصا المسلمين.
فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله
.
فبايعه.
فهنا تصريح بالمبايعة، وقد تخلف الزبير وعلي
ا عن الحضور في يوم السقيفة، وفي اليوم الثاني، لأنهما كانا مشغوليْن بتجهيز رسول الله
للدفن
ولما استراب أبو بكر
لغيابهما، أرسل إليهما يلومهما، فجاءا يعتذران ويبايعان.
بل إن الطبري روى بأسانيده عن حبيب بن أبي ثابت رحمه الله، أن عليًا كان في بيته، فأتى إليه الخبر عن جلوس أبي بكر للبيعة، فخرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء عَجِلًا
كراهية أن يبطئ عنه حتى بايعه، ثم جلس إليه وبعث فأحضر ثوبه وتخلله ولزم مجلسه.
ثم إن عليًا والزبير بن العوام
ا كانا يشعران بشيءٍ من الغضب أو عدم الرضا بخصوص ما تم في السقيفة بني ساعدة
لم يكن ذلك لعدم اقتناعهما بأبي بكر الصديق
، ولكن لأنهما أخرا عن المشورة، وهما- كما يعلم الجميع- على درجة عالية من الفضل، والسبق والرأي.
- روى الحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن عوف
، أن علي بن أبي طالب والزبير بن العوام قالا:
ما غضبنا إلا لأنا أخرنا عن المشورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وإنا لنعرف شرفه وخبره، ولقد أمره رسول الله
بالصلاة بالناس وهو حي.
كانت هذه هي المبايعة الأولى، يصاحب هذه المبايعة موقف آخر، هو طلب السيدة فاطمة
ا ميراث رسول الله
فلما جاء سيدنا علي
يطلب ميراث السيدة فاطمة
ا في أبيها
، رفض أبو بكر الصديق
وقال لها حديث رسول الله
لا نورث، ما تركنا صدقة، فوجدت، أي غضبت السيدة فاطمة في نفسها، تفسير هذا الوقف سنأتي له إن شاء الله في فقرة قادمة
لكن المهم هنا أن السيدة فاطمة
ا وجدت في نفسها، ثم ما لبثت أن مرضت، ولزمت بيتها يعالجها ويمرضها زوجها علي بن أبي طالب
وكان مراعاة لمشاعرها يقلل من اختلاطه بمجلس أبي بكر
، فلما ماتت السيدة فاطمة بعد ستة شهور من وفاة الرسول
ودفنها علي بن أبي طالب
، شعر أن بعض المسلمين يشعرون بهجرته للخليفة أبي بكر الصديق، فأراد أن يؤكد على بيعته
وأنه ما انعزل عنه إلا لأمر السيدة فاطمة
ا، فذهب وبايع البيعة الثانية له، ومما قاله علي بن أبي طالب في هذه المبايعة الثانية
كما جاء في صحيح البخاري عن عائشة
ا أن عليًا قام فعظم حق أبي بكر، وحدث إنه لم يحمله على الذي صنع (من هجره للصديق، ومن غضب أصابه للتأخير عن المشورة) نفاسة على أبي بكر، ولا إنكارًا للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر (أي في أمر اختيار الخليفة) نصيبًا، فاستبد علينا (أي سارع إلى الاختيار دون انتظار علي والزبير والعباس
جميعًا) فوجدنا في أنفسنا، فَسُرّ بذلك المسلمون (أي سروا ببيعة علي بن أبي طالب)، وقالوا: أصبت.
وكان المسلمون إلى علي قريبًا حين راجع الأمر المعروف.
أي كان المسلمون قريبين من علي بن أبي طالب فرحين به لما راجع الأمر المعروف أي البيعة التي اجتمع عليها المسلمون.
وبالطبع فإننا قد شرحنا من قبل لماذا أسرع أبو بكر وعمر باختيار الخليفة في سقيفة بني ساعدة دون انتظار، وذلك خوفًا من الفتنة الكبيرة كما فصلنا قبل ذلك
ثم إن علي بن أبي طالب لا يخفى أمره وليس بالمجهول عند الصحابة، ولو أراد الصحابة في بني ساعدة أن يختاروا عليًا لرشحوا اسمه للخلافة حتى في غيابه
ولكن كان من الواضح أنه لا يوجد أحد في المدينة يتقدم على أبي بكر الصديق
.
إذن الفريق الأول من العلماء يقول أن عليًا قد بايع مرتين:
المرة الأولى بعد وفاة الرسول
بيوم، والمرة الثانية بعد وفاة السيدة فاطمة
ا، لطرد الشائعات بأنه لا يرضى عن خلافة الصديق
.
لكن ما زال هناك موقف يحتاج إلى تفسير، وهو أن رواية مسلم تقول بالتصريح أن عليًا لم يبايع إلا بعد ستة أشهر فما تفسير ذلك؟ يفسر هذا الموقف بأمرين:
الأمر الأول
أن هذه الرواية، وإن كانت في صحيح مسلم، إلا أن البيهقي رحمه الله ضعفها، وذلك لأن الزهري أحد رواتها رواه رواية غير متصلة فالسند ـ كما يقول ـ منقطع
فلو كان صحيحًا فلا يبني عليها هذا النفي للبيعة، وعلى
الطرف الآخر
إن صحت هذه الرواية، فإنها تحمل على أن الراوي لهذا الحديث لا يعلم أن عليًا قد بايع المبايعة الأولى
فهنا حديث صحيح يثبت لعلي بن أبي طالب بالبيعة الأولى، وحديث آخر لو صح ينفي البيعة الأولى لعلي بن أبي طالب،
فبأي الحديثين نعمل؟
يقول الفقهاء في ذلك الأمر أن الحديث المثبت يقدم على المنفي، لأن الذي نفى، نفى أن يكون قد وصل إلى علمه، ولكن قد يكون الأمر حدث، ولم يعلمه
أما الذي أثبت فقد أثبت؛ لأنه تيقن من الثبوت، مثال ذلك:
روى البخاري ومسلم وبقية الخمسة إلا أبو داود أن السيدة عائشة قالت:
(
ما بال الرسول
قائمًا قط.
هذا نفي.
وعلى الناحية الأخرى روى أيضًا البخاري ومسلم وبقية الخمسة عن حذيفة بن اليمان قال:
رأيت رسول الله
يبول قائمًا
.
هذا إثبات.
أي الحديثين نقدم؟
قال العلماء يقدم المثبت على المنفي، حذيفة رأى النبي
يبول قائمًا فهذا حدث، أما السيدة عائشة فقالت إنه لم يبل قائمًا، وهذا علمها وصدقت فيه، لكن هذا لا يمنع إنه بال قائمًا بعيدًا عنها ولم تعلمه.)
فخلاصة الأمر في هذا أنه لو صح حديث يثبت لعلي بن أبي طالب البيعة الأولى، فإنه يقدم على الحديث الآخر الذي نفى البيعة الأولى، وإن صح هذا الحديث.
ثم بفرض أن عليًا لم يبايع فعلًا إلا بعد ستة شهور، أيقدح هذا في صحـة خلافة الصديق
؟
أبدًا، إن البيعة تنعقد ببيعة أهل الحل والعقد، ثم بيعة الجمهور، وهذه البيعات قد تمت بالفعل لأبي بكر الصديق
ولا يضر البيعة أن يناقضها رجل أو رجلان أو عشرة أو أي أقلية، ومع ذلك فإن علي بن أبي طالب
لم يتخلف عن أمر الصديق
، ولم يتردد عن طاعة أوامره
ولم يشق عصا المسلمين، وهذا هو المطلوب منه، وليس بالضرورة أن يكون في اختلاطه معه كما كان قبل الخلافة
فإنه من المعروف أن عليًا بن أبي طالب لم يكن يتخلف عن الصلوات خلف الصديق
، لم يكن يتخلف عن الشورى معه
ولما خرج الصديق
لقتال المرتدين بنفسه، وقف له علي بن أبي طالب كما روى الدارقطني عن عبد الله بن عمر
ا يقول:
أخذ علي بن أبي طالب
بزمام راحلة أبي بكر
وقال:
إلى أين يا خليفة رسول الله
؟
أقول لك ما قال لك رسول الله
يوم أحد: شم سيفك- أي رده إلى غمده- ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة ,
فوالله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدًا.
ولما اضطر أبو بكر للخروج بنفسه بعد أن خرجت كل الجيوش لحرب المرتدين، ثم هجمت عبس وذبيان على المدينة
خرج معه علي بن أبي طالب إلى ذي القصة يحارب معه المرتدين، وروى البخاري عن عقبة بن الحارث
:
رأيت أبا بكر
، وحمل الحسن وهو يقول:
بأبي شبيه بالنبي، ليس شبيه بعلي. وعلي يضحك.
وفي رواية الإمام أحمد أن هذا كان بعد وفاة الرسول
بليال، وذلك بعد صلاة العصر، فهذا ينفي الانقطاع المذموم الذي روج له المغرضون.
إذن علي بن أبي طالب
لم يكن خارجا عن الجماعة بأي صورة من الصور، ولم يثبت أبدًا أي اعتراض له على خلافة الصديق
وبايع علي الصديق إما مرتين، وهذا هو الأقرب ,
أو يكون قد بايع مرة واحدة بعد وفاة السيدة فاطمة
ا، وهذا لا يقدح في خلافة الصديق
ولم يكن لعدم البيعة أي مردود على طاعة علي بن أبي طالب للصديق
أجمعين.
ومع فداحة الشبهات السابقة إلا أن سهام المغرضين لا تنتهي.
توقيع :
الشـــامـــــخ
يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية
-
-
-
-
-
-
-
-
الشـــامـــــخ
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الشـــامـــــخ
زيارة موقع الشـــامـــــخ المفضل
البحث عن كل مشاركات الشـــامـــــخ