أمور على المسلم الحذر منها
أولاً : احذر أن تستصغر ذنباً مهما كان يسيراً
لأن الذنوب الصغيرة إذا تجمعت عليك دون أن تتوب منها قد تُهلكك
قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام :
( إياكم ومحقرات الذنوب , فإنما مثل محقرات الذنوب
كمثل قوم نزلوا بطن واد , فجاء ذا بعود , وجاء ذا بعود
حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم , وإن محقرات الذنوب
متى يؤخذ بها صاحبها تُهلكه ) . " رواه الإمام أحمد " .
ثانياً : هناك بعض الذنوب يراها عامة الناس صغيرة
وهي عند الله كبيرة
فيستسهلون الوقوع فيها لأنهم يُشاهدون بعض الناس يقترفونها
ويُجاهرون بها والعياذ بالله فيظنون أنها ذنوب صغيرة
ففي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري -
– قال :
( إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشَعر ,
كُنا نعُدها على عهد رسول الله
من الموبقات ) .
" مسند الإمام أحمد 3/3 " .
ثالثاً : احذر المُجاهرة بالذنوب وإخبار الناس بما اقترفته
من ذنوب ولو كانت في الماضي
قال رسول الله
:
( كل أُمتي مُعافى إلا المُجاهرين , وإن من المُجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً
ثم يُصبح وقد ستره الله تعالى فيقول يا فلان :
عملتُ البارحة كذا وكذا , وقد بات يستره ربه ,
ويُصبح يكشف ستر الله عنه ) . " رواه البخاري ومسلم "
والمُجاهرة بالذنب تُصبح ذنباً آخر إذا أعانت الناس على استسهالهم للذنوب
واستصغارهم لها وتُساعد على إشاعة الفاحشة بين الناس .
رابعاً : احذر من تأخير التوبة وتسويفها
فلا تدري متى سيدركك الموت قد يكون الموت أقرب مما تتخيل
وقد يأتي فجأه والتوبة لا تُقبل عند الغرغره أي عندما تبلغ الروح الحلقوم ,
قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام :
( إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يُغرغر ) . " رواه أحمد والترمذي وغيرهما " .
فسارع إلى التوبة من كل ذنب ولا تؤجلها
قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام :
( ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ , فيحسن الطهور
ثم يقوم فيُصلي ركعتين , ثم يستغفر الله بذلك الذنب ,
إلا غفر الله له ) . " رواه أحمد وغيره " .
خامساً : احذر الإصرار على الذنوب
قال عز وجل : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ
فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
" آل عمران : 135 " .
سادساً : احذر أن تقع فيما يقع فيه كثير من الناس
عندما يجدون أنهم لا يقومون ببعض الواجبات أو لا يجتنبون بعض المُحرمات
فيدخل عليهم الشيطان ويُزين لهم أن يقولوا ..
لا هذا ليس بواجب أو هذا ليس مُحرماً ويُجادلون
ويظنون أنهم بذلك قد أخلوا أنفسهم من المسئولية
وتخلصوا من العقاب بالإنكار ولكن هيهات .. هيهات
فالله يعلم ما تُخفي الصدور فاحذر هذا المدخل من مداخل الشيطان .
سابعاً : احذر أن تغتر بالنعمة الدنيوية الزائلة التي يُسبغها الله عليك
وأنت مُتمادي في معصيتك ولا تظن أن هذا يدل على أنك مع ما أنت عليه
من معصية بخير فهذا قد يكون استدراجاً من الله لك
قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام :
( إذا رأيت الله تعالى يُعطي العبد من الدنيا ما يحب
وهو مُقيم على معاصيه , فإنما ذلك منه استدراج ) .
" رواه الإمام أحمد وغيره صحيح الجامع 561 " .
ثامناً : احذر من القنوط من رحمة الله
قال الله عز وجل : ( قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ ) . " الحجر : 56 " .
وقال : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .
ثم حذر الله تبارك وتعالى من التسويف فقال :
(وأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) .
" الزمر : 53-54 " .