احذر التسويف
إن العبد لا يدري متى أجله , ولم بقي من عُمره ,
ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون :
ليس هذا وقت التوبة , دعونا الآن نتمتع بالحياة ,
وعندما نبلغ سن الكِبر نتوب .
إنها أهواء الشيطان , وإغراءات الدنيا الفانية ,
والشيطان يُمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك .
فالبدار البدار ....!!
و الحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل ,
فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً .
تب قبل أن يحضر أجلك ويتقطع أملك ,
فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك ,
وتنقطع أنفاسك , وتنصرم لياليك .
تب قبل أن تتراكم الظُلمة على قلبك
حتى يصير ريناً وطبعاً فل يقبل المحو .
تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت
فلا تجد مهلة للتوبة .

لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه
بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي ,
فإذا نُصح وحُذّر من عاقبتها قال :
ما بالنا نرى أقواماً يبارزون الله بالمعاصي ليلاُ ونهاراً ,
وامتلأت الأرض من خطاياهم , ومع ذلك يعيشون
في رغد من العيش وسعة الرزق .
ونسي هؤلاء أن الله يُعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ,
وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم ,
يقول عليه أفضل الصلاة والسلام :
(( إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب
فإنما هو استدراج , ثم تلا قوله عز وجل : ( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ
فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَ
خَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ
وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) )) . [ رواه أحمد وإسناده جيد ] .
أخيـــــراً :
فِر إلى الله بالتوبة , فِر من الهوى , فِر من المعاصي ,
فِر من الذنوب , فِر من الشهوات , فِر من الدنيا كلها ,
وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً
اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك , أو تعاظمت ,
فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ,
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ,
فهل من مُشمر للتوبة ؟
تحميل أو الإستماع لمحاضرة دموع التائبين
الشيخ بدر بن نادر المشاري هنا
*****
المراجع : كتيب كيف أتوب
إصدار مؤسسة الحرمين .
ومطوية كيف أتوب
إعداد القسم العلمي بمدار الوطن .
منقول من هذين المرجعين بتصرف يسير