الموضوع: عقدة المظلومية
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-11, 10:43 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
أبو عائشة السوري
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 5125
العمر: 40
المشاركات: 508 [+]
الجنس:
المذهب: القرآن و السنة بفهم سلف الأمة
بمعدل : 0.10 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 15
نقاط التقييم: 91
أبو عائشة السوري سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عائشة السوري المنتدى : بيت وثائق وبراهين
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ولا بد لنا أيضاً من تسليط شيء من الضوء على مظلومية الفلاسفة وأصحاب الكلام،وسندرك من خلال هذا التعليق خطورة ومرارة التكليف،والسر وراء أن الجبال عجزت عنه في حين حملناه،وحقيقة أن الإنسان لهذا السبب ظلوم وجهول،وسندرك السر وراء الهجوم الشرس الذي كان وما زال الربانيون يشنه على الكلام والفلسفة وأهلها،وسنكتفي بمثال واحد على أبي العلاء المعري،لننظر أولاً إلى عقيدته في توحيد الله تبارك وتعالى إذ يقول:
يد بخمس مئين عسجد فديت ... ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقضٌ ما لنا إلا السكوت له ... ونستعيذ بمولانا من النار

وقد رد عليه عبد الوهاب المالكي -بيض الله وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه- فقال:
قل للمعري عارٌ أيما عارِ جهل الفتى وهو عن ثوب التقى عاري
تقدحن بنود الشرع عن شبهٍ شعائر الدين لم تقدح بأشعار
فاليد ما دامت لا تمتد إلى ما هو ليس لها فهي كريمة تفدى بخمسمائة دينار ذهب،وعندما خانت هانت،لكن ما يهمنا ليس ما قرأناه في العقيدة،ليس هنالك أسهل على أي إنسان من أن يقول ويعتقد ويجزم بأن حكم الله لا يقاس بحكم القوانين الوضعية،ولا أسهل من أن يقول ويعتقد ويجزم بأنه يؤمن بأسماء الله وصفاته ويثبتها كما جاءت في النقل دون تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تجسيم،لكن لنلقي معاً نظرة أخرى في سلوك أبي العلاء المعري ونفسيته وعقليته الفاسدة ،فلقد قال عند آخر لحظة في حياته،وقيل بأنه كتبها على قبره هذين البيتين:
هذا جناه أبي علي ... وما جنيت على أحد
أولاً:نقول للمعري وكل من على شاكلته:أنت تقول :"وما جنيت على أحد"ومن اشتكى منك أصلاً ومن جنايتك أياً كانت!ومم اشتكوا !ولماذا ومم توجه هذه الملامة لنفسك ثم تنفيها؟!
ثانياً:وقاحة المعري عندما يقول:"هذا جناه أبي علي"نقول له ولكل من على شاكلته أيضاً:"يا قليل الأدب،ماذا فعل لك أبوك حتى رميت الجناية عليه!ألأنه رباك وسهر عليك وأفنى حياته لتكبر أمام عينيه!ونذكر بأن المعري كان ضريراً لا بصر له ولا بصيرة،ولنتذكر أيضاً مقولة لضرير منحرف آخر ،ألا وهو طه حسين عميد قلة الأدب العربي إذ يقول في كتابه المسمى في الشعر الجاهلي:"إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه"و الفرعونية مرتبطة بالاستعلاء والكبر بغير حق،والنفاق،والجاهلية،والسحر،والماسونية،والسر وراء نجمة داود عليه الصلاة والسلام مثلث لفوق،ومثلث لتحت،هو أنهم وحدهم فوق،وباقي البشر حيوانات على شكل بشر لخدمتهم،والسر وراء الخطين الأزرقين هو أنها من الفرات إلى النيل،فالفرات - بلاد الرافدين حفظها الله وأهلها وطهرها من رجس اليهود والنصارى وأذنابهم - هو مقر نزول هاروت وماروت اللذان علما الناس السحر،وهي نجد،التي قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة عنها بأنها:"يطلع منها قرن للشيطان"ولنعد إلى المعري.
ثالثاً:قول المعري:"جناه أبي علي"يذكرنا كم من المرات ورد أن المشركين في القرآن كانت حجتهم:"حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا"ومداره هو العادات والتقاليد والميل إليها وتجاهل النقل من الوحي والكتب السماوية،ونوضح ذلك بمثال واقعي وبسيط:
لنفترض أن شاباً في مقتبل العمر يمشي في الطريق ومعه أهله والناس على اختلافهم موجودون في الشارع،ثم جاء إليه أحد الناس وأوسعه ضرباً وشتماً،لنفترض أن هذا الشاب أراد في هذه اللحظة أن يطبق الوحيين المطهرين،ينظر أولاً إلى قوله تعالى:"إن الله يأمر بالعدل والإحسان"فالعدل هنا هو "جزاء سيئة سيئة مثلها"وهي أن يرد عليه بالضرب وبالمثل،والإحسان الذي يحبه الله ويأمر به وقال عن أهله :"ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"لنتأمل في هذا الشاب وهو يبتسم ويضحك لهذا الرجل الذي وجه إليه هذه الإساءة المنكرة أمام أهله والناس،ويقول له - في رمضان أو حتى غير رمضان - "سامحك الله،أنت أخي في الله ،غفر الله لي ولك"من الذي سوف يطيق هذا التطبيق العملي لنصوص الوحيين المطهرين؟الجواب في قوله تبارك وتعالى:"وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"وماذا نقول عن أهله وباقي الناس الذين يشاهدونه في هذا الموقف ويشفقون عليه أو يشمتون به أو يلومونه أو حتى يحتقرونه؟الجواب في قوله تبارك وتعالى:" وإن تطع أكثر من في
الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون"فالرباني يقول في نفسه:"سواءاً كنت قادراً على رد الإساءة بالمثل أو أكثر فلن أرد عليها وأحتسب ذلك لوجه الله تعالى ،والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً إن كان في الدنيا عبر خجل الرجل المسيء واعتذاره لي ،أو حتى في الدار الآخرة"ومن يخرج عن المنهج الرباني - ولو قيد أنملة - أول ما سيتذكر هو قول رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة :"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"وسيتعامى بعقليته التي دخلتها الشوائب عن قوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:"ليس الشديد بالصرعة،وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"فإن كان قادراً على المسيء فربما يحرقه ويكويه بالنار ليشفي هذا الشعور الداخلي بالاضطهاد والمظلومية والذل،وإن لم يقدر في تلك المرة على الرد فسيبحث عن أحدى النوادي الرياضية ليتعلم فناً من فنون الدفاع عن النفس ليكون قادراً على الرد في المرة المقبلة،ومن هنا نفهم السر وراء مظلومية النساء وأن أكثر أهل النار منهن،فهي تنظر إلى أنها من ضلع مكسور وتحاول دائماً تعويضه بشتى الوسائل،إلا من رحم الله،ولذلك فلقد كمل من الرجال كثير ومن النساء أربعة فقط نعرفهن جميعاً.
فالتكليف الذي رفضته الجبال،حمله الإنسان وهو ظلوم جهول إلا من رحم الله،فظلمه يدفعه لظلم غيره ونفسه،وجهله بثواب الله في الدنيا والآخرة،أحدهما أو كلاهما،سيدفعه إلى الانحراف عن المنهج الرباني كما أسلفنا،ودواؤه في سورة الفاتحة كما نعلم،فهي حمد لله وحده،ثم وصفه بالرحمة التي قلت في قلوب العباد لسبب أو لآخر،ثم التذكير بأنه هو وحده مالك لليوم الآخر والثواب والعقاب،وإياك نعبد لطرد الرياء والنفاق،وإياك نستعين لطرد الكبر فالله هو المستعان ونرجو منه ألا يكلنا حتى إلى أنفسنا وشحها طرفة عين ولا أقل من ذلك،والصراط المستقيم هو صراط الذين أنعم الله عليهم من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين،والصديقين وهم أقرب الناس إليهم،والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ودنياهم كلها لأجل هذا المنهج،غير المغضوب عليهم من اليهود الظلمة المستكبرين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين،ولا الضالين من النصارى الجهال ومن انتهج نهجهم إلى يوم الدين فلم يستضئ بنور العلم،ولم يلجأ إلى ركن وثيق،والعلم كما قال مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله:"ليس العلم كثرة المسائل،وإنما العلم الخشية"والخشية ضاعت بسبب ضياع العلم،وضياع العلم كما قال السلف رحمهم الله:"ضاع العلم بين مستحي ومستكبر"و ومصطلح الخجل هنا أصح من مصطلح الحياء،لأن الحياء دافعه هو الخوف من الله وحده لا شريك له،والخجل دافعه من المخلوقين،ونحن نؤمن قولاً وفعلاً وعملاً واعتقاداً بأن لا فضل لعربي على عجمي،ولا لأبيض على أسود،ولا لجميل على قبيح،ولا لغني على فقير،ولا لسيد على خادم،إلا بالتقوى،فالدنيا كما نرى حق وباطل،فالحق ألوهية الله وحده،والباطل ألوهية غيره،والحق هو أصوات الطبيعة والطيور الجميلة،والباطل هو المعازف والموسيقا،والحق هو مظلومية أهل الحق في سبيل الحق وإن ظهرت للناس بمظهر الباطل،والباطل مظلومية أهل الباطل وإن ظهرت للناس بمظهر الحق،والحق هو الزهر والورد الطبيعي وإن ذبل بعد حين،والباطل هو الزهر والورد الصناعي وإن تجمل وإن تلون وإن وضعوا له العطر والروائح الزكية،والحكمة هي الوحي المنزل وإن ظهر هو وأهله بمظهر السفاهة،والسفاهة هي الفلسفة وعلم الكلام وإن تسمى بمحبة الحكمة،وأهل المنهج الرباني الصحيح يطبقون قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"العقل الصريح لا يتعارض مع النقل الصحيح"وأقول حسب اجتهادي الشخصي:"الشريعة الإسلامية لا تتعارض مع الفطرة السوية"وهم لا يكذبون ولا يتجملون،ولا يحقدون ولا يحسدون،ولا يخشون في الله لومة لائم كائناً كان من يكووووووووووون،لأن من يغتاب ويلوم ،مهما كانت صفته ومنزلته،لئن يغتابه ويلومه على حق،خير وأحب إلى الله من أن يغتابه ويلومه على باطل.
ولننظر الآن إلى رد أحمد شوقي رحمه الله على أبي العلاء المعري،المعري قال:هذا جناه أبي علي ... وما جنيت على أحد
يقول أحمد شوقي رداً عليه:
بيني وبين أبي العلاء قضية ... في البر أسترعي لها الحكماء
هو قد رأى نعمى أبيه جناية ... وأرى الجناية من أبي نعماء
فدأب أهل الباطل إيذاء أهل الحق بكل وسيلة متاحة لديهم وهم عالة عليهم في الحقيقة،فالروافض والصوفية وغيرهم يسمونهم بالوهابية،والشيوعيون والعلمانيون يسمونهم بالرجعية والتقوقع والتخلف،والكثير من الحزبيين مدعي السلفية يسمونهم بالجامية نسبة للعلامة محمد أمان الجامي رحمة الله عليه ويتطاولون على علماء المنهج الأفاضل - ولا نزكي على الله أحداً - من أمثال الشيخ ربيع المدخلي وعبد المحسن العباد والشيخ الفوزان،والمشركون في كل زمان ومكان ينسبون الشرك لآبائهم والعادات والتقاليد دون الاستضاءة بنور العلم واللجوء إلى ركن وثيق والسعي لإنقاذ أنفسهم وأهليهم والناس أجمعين من ضيق الدنيا والآخرة.
لا بد لنا من كلمة حول ألوهية الخروف وأن النصارى خراف يعبدون الخروف كما ورد بشكل متكرر في الكتاب المقدس

وجميع ما سأقوله اجتهاد شخصي مني أسأل الله ألا يؤاخذني عليه

فمنذ بداية البشرية فلقد تقبل الله قربان قابيل الذي هو خروف أو أحد الماشية والله أعلم

فكما أن الخروف ذليل،فصاحب المظلومية ذليل في داخله شعور الاضطهاد والنقص ويتظاهر بالعزة بأفعال الإثم والاستكبار على العباد والتسلط على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وهذا عين النفاق،ولهذا فهو غير قادر على تحمل أدنى إساءة ممن هو أقل وأضعف منه في المرتبة سواءاً العقلية أو المادية أو الاجتماعية ،ولكنه يبتلعها ويضحك لها إن كانت ممن هو أعلى منه أو حتى مساوياً له في المرتبة.

وكما أن الخروف،يطعمه الموحدون ويسقونه ويعتنون به إلى آخر لحظة في حياته ثم يذبحونه ويأكلوه لحمه ويتلذذون به،كذلك فصاحب المظلومية يتجبر على الموحدين ويتسلط عليهم حتى آخر لحظة ولكن عندما يأخذه الله لا يفلته وتكون عاقبته وخيمة ومخزية في الدنيا والآخرة.

وكما أن الخروف بهيمة لا عقل له على الإطلاق،فلقد وصف رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الخوارج بأنهم:"سفهاء الأحلام"يعني عقولهم لا حكمة فيها،وهذا يشملهم ويشمل كل من خرج عن المنهج الرباني ولو قيد أنملة حتى من الملحدين،فسفاهة عقولهم والقليل منها تدفعهم لأفعال السوء والظلم والاستكبار في الأرض والاستعلاء على الخلق بغير الحق.

والنصارى عندما يقولون بأن الذبيح هو إسحق وليس إسماعيل عليهما الصلاة والسلام فهذا من أقوى أساليب التلبيس على العباد من ناحية،ومن ناحية أخرى فهم عرفوا كيف يستهدفون إسماعيل عليه الصلاة والسلام وحفيده أشرف الخلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .

وحتى لا يكون أحدنا خروفاً وضع نفسه إلهاً أو خرافاً يتبعون خروفاً بأي شكل من الأشكال فلنتأمل قوله تبارك وتعالى:

"إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ"

من مصطلح الثقة بالنفس وما يتعلق به من الأبحاث والكتب والمجلدات خاطئ ولا أصل له من الصحة،فإن الإنسان لا يقدر على مثقال ذرة في الكون أو في نفسه إلا أن يشاء الله،ومن اعتمد على نفسه وقدراته العقلية أو المادية أو العلمية أو الاجتماعية مهما كانت فلن يفلح أبداً مالم يجرد عقله وقلبه وروحه ونفسه لله وحده لا شريك له إلا أبعد الحدود،والأصل في الإنسان هو إنكار الذات من جهة،والتفاني في إنقاذ جميع البشرية من ضيق الدنيا والآخرة بكل الوسائل إلا العنف،ولا يستثني منهم أحداً،قوياً كان أم ضعيفاً،غنياً كان أم فقيراً،سفيهاً كان أم عاقلاً،جميلاً كان أم قبيحاً،عربياً كان أم عجمياً،مؤمناً كان أم كافراً أم فاسقاً،سيداً كان أم خادماً،حراً كان أم عبداً،وتحمل الأذى في سبيل ذلك وإيثار كل هؤلاء على النفس ولو كان بها خصاصة.

وهذا هو سر استثناء رب العباد لصنف من الناس وصفهم بأنهم:"إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ" والسر في الصلاة هو الركوع والسجود والسكينة والتواضع لله ،السجود هو سجود القلب،يعني تواضع الإنسان للوالدين وخفض جناح الذل من الرحمة لهما وللمؤمنين والمؤمنات،ولهذا فلقد أمر الله عباده بصفة الرحمة ونهاهم وزجرهم عن صفة التكبر،ولهذا فلقد وصف رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الخوارج بأنهم"دعاة على أبواب جهنم"و"كلاب أهل النار"وهي شاملة لكل من خرج عن المنهج الرباني سواءاً كان من التكفيريين أو الزيدية أو الصوفية أو الأشاعرة أو حتى الملحدين ولذلك فهم يكفّرون بالصغائر فضلاً عن الكبائر،وسماهم العلماء بـ"المارقين"لأنهم يقرأون النصوص والكتب السماوية بدون تطبيق عملي لها،ذلك لأنهم يتعبدون نار الحقد التي سكنت قلوبهم على الحقيقة ولا يتعبدون الله بإصلاح الأرض وإعمارها والسعي لتبيان الحق للخلق ،وإيصال الخير للغير،وأهل المنهج الرباني أخذوا الدين والدنيا على أنها تكليف ومشقة ومرارة ففازوا بنعيم الدنيا والآخرة،وأهل المظلومية أخذوا الدين والدنيا على أنها تشريف وملذات وشهوات فخسروا الدنيا والآخرة.

باختصار شديد،يكفي الإنسان حتى يتنعم بجنة الدنيا والآخرة،أن ينكر ذاته إلا أبعد الحدود،ويؤثر جميع الناس على نفسه إلى أبعد الحدود،وأن يستعين بالله وحده لا شريك له إلا أبعد الحدود.

ومن هنا نفهم لماذا وصف الله عباده الصالحين بمصطلح "المستضعفين"ولم يقل "الضعفاء"لأن المستضعفين ينتصرون ولو بعد حين،ولو بعد موتهم،ومن هنا نفهم قوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:"ليس الشديد بالصرعة،وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

والدنيا تلحق الهارب،وتهرب من الطالب،فإن أدركت الهارب جرحته،وإن أدركها الطالب قتلته،فإذا سكنت الدنيا القلب فلن تنالها اليد،وإن سكنت اليد فالقلب لا يعمره إلا توحيد الله والدار الآخرة.

ومن هنا نفهم الآية الكريمة التي تقول:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ "فميزة أهل المنهج الرباني أنهم كثيروا الفعل قليلوا القول،ونبينا محمد الأمي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أوتي جوامع الكلم ودانت له الدنيا بأسرها،والمفسدون في الأرض كثيروا القول والمجلدات والأيديولوجيات قليلوا الفعل،وإن فعلوا فعملهم لا يعدل إلا هباءاً منثوراً.

ومن هنا نفهم أيضاً كيف أن اليهود ومن سار على نهجهم يلبسون الحق بالباطل،فمظلومية أهل الباطل باطل وإن ظهرت بمظهر الحق،ومظلومية أهل الحق حق وإن ظهرت بمظهر الباطل،والقرآن والسنة وأهلها حكمة وأهلها حكماء وإن ظهروا بمظهر السفهاء وإن قصروا الأثواب وأرخوا اللحى،والفلسفة وعلم الكلام سفاهة وإن تسمت بمحبة الحكمة،وأهلها سفهاء وإن تسموا بالحكماء،وأهل المنهج الرباني أقوياء وإن ظهروا بمظهر الضعف،والمفسدون في الأرض ضعفاء أذلاء وإن تظاهروا بالقوة،وأهل المنهج يحسنون الظن بغيرهم ويسيئون الظن بأنفسهم إلا أبعد الحدود،وأهل الباطل يحسنون الظن بأنفسهم ويسيئون الظن بغيرهم إلى أبعد الحدود،وكفار قريش رغم أنهم أهل الجاهلية والسفاهة إلا أنهم لم يجدوا سوى رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ليتهموه بالجنون،ورغم أنهم أهل القيافة والطيرة والتبرك بالنجوم إلا أنهم وصفوا القرآن بالسحر ووصفوا رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بالساحر.
ولا بد لنا من كلمة حول الليبرالية أيضاً،ومنشأ هذا الفكر الخبيث يعود إلى جماعة أخوان الصفا،الفلاسفة المشهورين،الذين قالوا في رسائلهم بأن لديهم متسعاً لجميع العقائد والملل الباطلة أياً كانت،وكل ذلك تحت مسمى الأخوة الإنسانية ،ومن ملحقاتها هي نزعة القومية،التي دخلت أمتنا الإسلامية على يد المفكر المعروف باسم رفاعة الطهطاوي،الذي رافق البعثة المصرية إلى فرنسا،وكان من المفترض عليه كشيخ أزهري أن يحمي شباب البعثة من المؤثرات السلبية للغرب،لكنه بدلاً من ذلك عاد بهذه النزعة العنصرية التي كان من أحد نتائجها شقاء ومظلومية شعب بأكمله ألا وهو الشعب الكردي،والليبرالية إما أن تكون كلية فيتقبل الليبرالي حتى الملاحدة واليهود والنصارى،وإما أن تكون جزئية فيتقبل الروافض مثلاً،أو يرفضهم ويدعو للتقارب مع الأشاعرة والصوفية وغيرهم ،و الأصل في الموحد ألا يقبل بإله غير الله،ولا بعقيدة غير عقيدة التوحيد،ولا بأي محدث على دين تم واكتمل ولله الحمد من قبل ومن بعد،يعني باختصار شديد،التمسك بعقيدة الولاء والبراء،ولنفهم السبب ينبغي علينا أن نوضح ذلك بقصة واقعية حدثت مع أبي حفص البلقيني رحمه الله تعالى وهو أحد مشايخ البخاري رحمه الله تعالى،فلقد قام أبو حفص رحمه الله بتحقيق كتاب"الكشاف"للزمخشري رحمه الله الذي يلقب ب"شيخ الاعتزال" بل كان إذا طرق الباب على أحد من جيرانه أو أقاربه وسألوه:"من الطارق"أجابهم بقوله:"جار الله المعتزلي"مفتخراً باعتزاله ،يقول أبو حفص رحمه الله بعد أن فرغ من تحقيق كتاب الكشاف:"لقد استخرجت من الكشاف معتزليات بالمناقيش"وذلك لأن الزمخشري كان فحلاً من فحول البلاغة وعالماً بلغة العرب،والسر في ذلك هو الآية الكريمة :"فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم"فالفتنة هي ما يصيب القلب ومصدرها الشبهة،ومصدر الشبهة من خلل في الاعتقاد،ونتيجة الخلل في الاعتقاد هي الخلل في العقل والفكر،والعذاب الأليم هو ما يصيب البدن،ومصدره من الشهوات،وينتج عن الشهوات المعاصي وارتكاب المحرمات،وسنسلط الضوء الآن على جماعة تعتبر خلفاً نسبياً لأخوان الصفا ألا وهم الأخوان المسلمين،لننظر أولاً إلى زعيمهم حسن البنا عفا الله عنا وعنه إذ في كتاب " الملهم الموهوب حسن البنا " يقول عمر التلمساني المرشد العام (ص78) : " وبلغ من حرصه (حسن البنا) على توحيد كلمة السملمين أنه كان يرمي الى مؤتمر يجمع الفرق الاسلامية ، لعل الله يهديهم الى الاجتماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم ، خاصة وأن قرآننا واحد ، وديننا واحد ، ورسولنا واحد ، والهنا واحد.
ولقد استضاف لهذا الغرض (( فضيلة!)) الشيخ محمد القمي‎ـ أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم ـ في المركز العام فترة ليست بالقصيرة ، كما أنه من المعروف أن الامام البنا قد قابل المرجع الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948 م وحدث بينهما تفاهم.
قال (البنا) :" الشيعة فرق تشبه على التقريب ما بين المذاهب الأربعة عند أهل السنة .. وهناك بعض فوارق الممكن إزالتها ، كنكاح المتعة ، وعدد الزوجات للمسلم ، وذلك عند بعض فرقهم ، وما أشبه ذلك ، مما لا يجب أن نجعله سببا للقطية بين أهل السنة والشيعة ، ولقد قام المذهبان جنبا إلى جنب مئات السنين ، دون أن يحصل احتكاك بينهما إلا في المؤلفات ، مع العلم بأن أئمتهم فد أثروا التأليف الإسلامي ثروة لا تزال المكتبات تعج بها .."
هذا عن زعيمهم حسن البنا،لكن ينبغي علينا أن نسلط الضوء على علم من أعلامهم ألا وهو المدعو سيد قطب،يقول سيد في خاتمة كتابه المعروف باسم "التصوير الفني في القرآن":"
وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم”. التصوير الفني ص (255)بكل بساطة يتحرر من كل ما أسماه بالقيود! وأين سنذهب بمقولة أبي بكر الصديق نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وأرضاه التي تقول:"أي سماء تظلني،وأي أرض تقلني،إن قلت على الله ورسوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بغير علم".
وأما عن طعونه في سلف الأمة رضوان الله عليهم فكثيرة ونكتفي بواحدة منها:قال سيد عن الخليفة الراشدي عثمان بن عفان جامع القرآن ذي النورين زوج ابنتي رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وأحد العشرة المبشرين بالجنة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وأرضاه:" مضى عثمان إلى رحمة ربِّه وقد خلّف الدولة الأموية قائمة بالفعل بفضل ما مكّن لها في الأرض وبخاصة في الشام ، وبفضل ما مكّن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام من إقامة الملك الوراثي والاستئثار بالمغانم والأموال"في كتابه المسمى بالعدالة الاجتماعية وهو ليس بعدالة على الإطلاق ص : 161.....يتبع
وقال:" منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مئتي ألف درهم ، فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين وقد بدا في وجهه الحزن وترقرقت في عينيه الدموع ، فسأله أن يعفيه من عمله ، ولما علم منه السبب وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربـًا : (أتبكي يا ابن أرقم أن وصلتُ رحمي ؟) ، فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف : (لا يا أمير المؤمنين ، ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضـًا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ، والله لو أعطيته مائة درهم لكان كثيرًا ، فغضب عثمان على الرجل الذي لا يطيقُ ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين ، وقال له : (ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم فإنا سنجد غيرك)"العدالة الاجتماعية ص : 159.
وشاهدوا هذا الرابط الذي يحوي طابعاً إيرانياً عليه صورة سيد قطب اعترافاً منهم بعظيم خدمات هذا الرجل بقصد منه أو بغير قصد.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وسترون أيضاً صورة خالد اسلامبولي، الذي قام باغتيال الرئيس السابق أنور السادات،وهذا يدل على دعم إيران واستفادتها من كل توجه خارجي تكفيري في الأمة الإسلامية
وما كان من صواب وسداد وتوفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له،وما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان،والله ورسوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة منه براء
وصلى الله على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه وزوجاته أمهات المؤمنين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليماً كثيراً










عرض البوم صور أبو عائشة السوري   رد مع اقتباس