9 ـ أهمية العلم الشرعي في مواجهة الفتن:
فالمؤمن الذي يكشف زيف الدجال
وكذبه مسلم متمسك بالعلم الشرعي
المبني على الدليل الشرعي؛
لذا تجده يخاطب الدجال بلهجة الواثق
كما في صحيح البخاري:
"... فيقول: أشهد أنك الدجال
الذي حدثنا رسول الله
حديثه...(18).
فهو نَسَبَ عِلْمَهُ بالدجال لعلمه بحديث الرسول
،
وهذا من أعظم العلم الشرعي.
10 ـ ويتبع القاعدة الماضية سؤال أهل العلم عما أشكل
وخصوصاً وقت الفتن:
ومن ذلك ما تكرر من أسئلة الصحابة
ـ رضوان الله عليهم ـ عن هذه الفتنة.
فقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم(19):
"... قلنا: يا رسول الله! وما لبثه في الأرض؟
قال: أربعون يوماً:
يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة،
وسائر أيامه كأيامكم.
قلنا: يا رسول الله!
فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟
قال "لا. اقدروا له قدره.
قلنا: يا رسول الله!
وما إسراعه في الأرض..." الحديث.
ومن هذا الحديث أيضاً نرى حرص الصحابة
على الصلاة وإقامتها في وقتها.
11 ـ الكثرة ليست دائماً دليلاً على الحق،
والدجال باعتباره فتنةً عظيمة سيتبعه أناس كثيرون؛
فهل نقول إنه على الحق؟
لا، بالطبع؛
فعلى المسلم أن يلزم الحق ولو كان وحده
وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي
قال:
"يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة"(20).
قال ابن حجر في الفتح:
وأخرج أبو نعيم في ترجمة حسان بن عطية
أحد ثقات التابعين في الحلية بسند حسن صحيح إليه قال:
"لا ينجو من فتنة الدجال
إلا اثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة".(21)
وهذا لا يقال من قِبَلِ الرأي؛
فيحتمل أن يكون مرفوعاً أرسله،
ويحتمل أن يكون من بعض أهل الكتاب.
``````````````````````````````````````
(18) - صحيح البخاري، ح (7132).
(19) - رواه مسلم، ح (2137).
(20) - صحيح مسلم، ح (2944).
(21) - فتح الباري، (13/98).