عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-22, 10:11 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 420 [+]
بمعدل : 0.46 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 3
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

(22)


قال الشيخ رحمه الله (وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية وهي ربوبية الله .... )


120) الشرح :

الذين يغلبون مقام الربوبية ويقصرون في مقام الألوهية والعبادة هذا من أوجه الجهل العامة والمطبقة التي دخلت على كثير من المتكلمين تارة أو على أرباب الأحوال والسلوك تارة

فترى في المتكلمين من يقول بالجبر وأصلها نظرية باطلة أيضاً وليست من نظريات المسلمين

بل هي نظرية في جوهرها الفلسفي منقولة وليست مماتولد في نظر ناظر من نظار المسلمين أو متكلميهم

ولهذا أول من تكلم بها لم يكن له علم معروف وإنما ممن له نزعة معروفة في الميل للفلسفات المنقولة المترجمة والمولدة إلى تاريخ المسلمين وهو مايسمى بنظرية ( الجبر ) التي قال بها جهم بن صفوان وجماعة من قدماء النظار .
ثم تخففت هذه النظرية باستعمال بعض المتكلمين المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة وكثير من مادتها وإن تحاشوا ألفاظها ولكنهم وقعوا في كثير من مادتها
وإن كانوا فرقوا بينها وبين ماهم عليهم بجملة من أوجه الفروقات في المعاني كما فرقوا في جملة ذلك من جهة الألفاظ .
ولكن يبقى أن جوهر هذه المادة لم ينفكوا عنه

وإلا أصلها من الفلسفات القديمة كما ذكر ذلك الرازي وجماعة من النظار والمتكلمين .
ويقع في ذلك من يعظم مقام الربوبية من الصوفية ولكنه لايحقق مقام العبودية ومقام الأمر والنهي فهذا من الغلو يشترك فيه أهل الكلام مع أهل التصوف وإن كانوا لايتصانعون على منهج واحد لكن بينهم اشتراك من هذا الوجه .

ويقابلهم في المتكلمين من يغلو في باب الأمر والنهي ويقصر في تحقيق مقام الربوبية كطريقة المعتزلة الذين قالوا إن الله لم يرد ولم يشأ أفعال العباد

وإن كانوا يقولون إن الله علم ماكان وماسيكون وعلم أفعال العباد فهذا مماتقر به المعتزلة وجميع أهل القبلة .

إنما نازعوا في خلق أفعال العباد ومشيئة الله لها وإرادته لها ورأوا أنهم بذلك محققون لعدل الله سبحانه وتعالى ولهذا سموا كلامهم في هذا الباب بالعدل كما في أصولهم الخمسة جعلوا منها العدل .

كماقال القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني عندما دخل على أحد السلاطين قال بعد أن سلم وفيه رجل من متكلمة المثبتة الذين يقولون بالكسب وهو الاستاذ أبو إسحاق الإسفراييني

قال القاضي عبد الجبارالمعتزلي : ( سبحان من تنزه عن الفحشاء )

فأجاب عليه أبو إسحاق الاسفراييني ( سبحان من لايكون في ملكه إلا مايشاء )

فإنك إذا قلت بإن الله لم يرد أفعال العباد كأنك قلت بأنه يكون في ملكه مالايريده

والله سبحانه وتعالى بالعقل والفطرة والأدلة المستفيضة لايعجره شئ في الأرض ولافي السماء .

ولو أن هؤلاء وهؤلاء ممن غلا في باب الأمر والنهي أو غلا في مقام القدر انفك عن مادة الغلو

لإن مادة الغلو في الحقائق الشرعية سبب كثير من الفساد بل مادة كثير من أصل الانحراف عن دين المرسلين هي من هذه المادة .

ولهذا قال الله جل وعلا لأهل الكتاب
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ...) الآية

فمادخل الغلو في أمر إلا أفسده ولهذا قال النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة كمافي الصحيح وغيره
( هلك المتنطعون ) وجاء عن ابن مسعود قالها ثلاثاً .

وإلا فإن مقام الأمر والنهي موافق لمقام القدر ولهذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بعثوا بتحقيق هذين المقامين

( مقام الجمع بين الشرع والقدر )


الإيمان بقضاء الله سبحانه وتقديره مع الإيمان بأمره ونهيه سبحانه وتعالى ووعده ووعيده والإيمان بحكمته في قضاءه وقدره فإن الله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة التي لايحيط العباد بها .

ولهذا جاء في الصحيح عن النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ( والشر ليس إليك )


وكماقال الصالحون من الجن المؤمنين ( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا )

فلم يضيفوا الشر إلى الله تعالى كما ذكر الله تعالى عنهم في القرآن لإن الشر ليس إليه كما هي أصول دين الرسل .


وإنما الشر فعل العبد وظلمه وعدوانه


وأما الله سبحانه وتعالى فإن الشر لايضاف إليه . )

( د . 24)










عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس