سأبدأ أولا - بتوفيق الله - بملاحظات عامة على كلامك وبعض الإلزامات ثم أبدأ - بعون الله وتسديده - الرد التفصيلي، ولولا إطلاع العوام عليه ما عبأت بالرد التفصيلي. 1- يظهر من كلامك كله أنك سلبت الإيمان عن كل الصحابة –- بالتلميح تارة، وبالتشكيك تارة أخرى، ولو صرحتَ لأرحت نفسك. 2- ثم وقوعك في التناقض حيث قلتَ: أنك لا تستطيع التمييز بين الصحابي المنافق والصحابي المؤمن، وهذا إقرار منك أن منهم مؤمنا ولا إخالك تقصد عليا فقط، لأن عبارتك توهم أن المؤمن من الصحابة كُثُر. 3- جهلك بالتفريق بين المنافق والصحابي، فنحن أهل السنة والجماعة لا يجتمع لدينا وصف الصحابي مع وصف المنافق البتة، فمن كان منافقا لا يكون صحابيا، ومن كان صحابيا لا يمكن أن يكون منافقا. فعليك أن تعرف من هو الصحابي شرعا وليس لغة. 4- جعلتَ المعصية سببا لسلب الإيمان وارتفاع الرضا تماما وأنه لا يمكن أن يعود. وهذا مبني على عقيدة الغلو في التكفير (وعليك أن تأتي بدليل يدل على أن مجرد المعصية رافعة للرضا تماما) إلا إن كنت تقصد يرتفع حال المعصية ويعود حال الطاعة. لأن كلامك يوهم أن مجرد وقوع صحابي في معصية يرفع عنه كل مزايا الصحبة في الدنيا والآخرة. 5- يبدو أنك نسيتَ أن تستثني عليا في فراره مع الصحابة في غزوة حنين التي كانت سنة 8، كما استثنيته في فتح خيبر سنة7 !!، فهل ارتفع عنه رضا الله بعد غزوة حنين بسبب فراره أم أنه حالة خاصة؟! وهذا من جميل التناقض. 6- لم تأتِ بدلالة صريحة تدل على نفاق الصحابة كما أتيتُ أنا بدلالات كثيرة على إيمانهم، دلالة الماضي ودلالة اسم الموصول مع السياق. 7- غمزك الذي تحاول جاهدا أن تخفيه على الصحابة هو طعن صريح في النبي سواء تقصد ذلك أم لا تقصده إنما هو مفهوم كلامك وإلزام لا مفر لك منه بل لا مفر للرافضة جميعا منه، حيث أن النبي –بحسب عقيدتكم- لم يحسن اختيار أصحابه، ومعلوم في أعرافنا وتقاليدنا أن الشخص الذي لا يحسن اختيار صاحبه إنسان فاشل ولا يصلح لشيء، وحاشاه بأمي وأمي ونفسي عليه الصلاة والسلام من ذلك كله. 8- أيضا في غمزك للصحابة طعن في الله لأن الله رضيهم أن يبلغوا دينه ولم يبلغ دين الله بعد وفاة النبي إلا هم فإما أن يكونوا مسلمين وبلغوا الدين الصحيح وإما أن يكونوا كافرين -بزعمكم- وبلغوا دينا غير الإسلام، ودخل الناس في غير دين الله أفواجا!، وبالتالي لم يحفظ الله دينه! نعوذ بالله من هذا الاعتقاد، فعليك أن تحدد إما هذا أو هذا. 9- تتناسى أن الصحابة بشر يقعون فيما يقع في البشر من أخطاء ومعاصٍ، فهم عندنا ليسوا بمعصومين، فكان ينبغي لك إن كنت منصفا أن نتظر في حسناتهم العظام التي لولا الله ثم هي لم تسمع شيئا اسمه الإسلام. 10- نقطة للتأمل: ما قام به الصحابة من صالحات أثنى الله عليهم بها ووعدهم بها الخير في الدنيا والآخرة، بينما ما وقع من بعضهم من معصية لم يذمهم بها بل عاتبهم، ولم يتوعدهم عليها بنار بل وعدهم بالتوبة فهل تستطيع أن تأتي بآية صريحة فيها وعيد للصحابة بالنار؟ لن تجد ورب الكعبة.