العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت موسوعة طالب العلم > تـراجــم علمـائـنـا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم يوم أمس, 12:01 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 584 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 4
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : تـراجــم علمـائـنـا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه

فإن سير العلماء العاملين الزاهدين في حطام الدنيا عبرة وعظة وخاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الشح وأكل حقوق الناس والبخل المذموم نسأل الله العافية .

1. الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الثنيان رحمه الله (ت 1440هـ 2018م) رئيس المحكمة العامة بمكة المكرمة، ورئيس محكمة محافظة حفر الباطن الأسبق..


كان رحمه الله علامةً بارزة في حُبِّ الخير والبذل والكرم والعطاء والشفاعة،

وكان - بعد الله - مَلْجأ المحتاجين والمعوزين، وقصصه في هذا أمْرٌ عجيب..

كان المالُ في يَدِه كالجمرة التي سرعان ما يقذفها المرءُ بعيدًا كي لا يتأذّى منها..


كان يُفرِّقُ مالَه في مساعدة فقيرٍ، أو محتاجٍ، أو مديونٍ، أو موقوف، حتى إنه لا يَكاد يَبْقَى في حسابه البنكي نهاية الشهر سوى ألفِ ريالٍ أو ألفين، وكان رحمه الله مسرورًا جدًّا بذلك..

ومِن قصصه في هذا رحمه الله، أنّه إذا جاءه أصحابُ عقود الزواج في المحكمة ليُصَادِقوا على عُقودهم، أعطى كلّ واحدٍ خمسة آلاف ريال مساعدة منه، ويقول: هذه هدية زواجك واعذرنا قد لا نستطيع الحضور..

كان عنده في المكتب عامِلٌ ذو عيالٍ يخدمه، وكان فقيرًا لا يكفيه راتبُه ويسكن بيتًا بالإيجار، فما كان من الشيخ رحمه الله إلا أن اشترى له بيتًا بقرابة 180 ألف ريال، وقال هذا وقْفٌ عن والدتي رحمها الله، ثم قال للرجل الفقير: اسكن فيه أنت وأولادك ..

جاءه أحدُ الدعاة مرّة يشكو إليه حالَ رجُلٍ مَكْروب بدَيْنٍ مقداره 17 ألف ريال، فبادَر الشيخ رحمه الله إلى جَوّاله (هاتفه) ثم طلب رقم الحساب البنكي للرجُل وحوّل له المبلغ، وقال: بَلِّغْه سلامي وقُل له: لِيَقْضِ دَيْنَه ..

سَمِع رحمه الله عن بعض الفقراء في أحدِ أحياء مدينة حفر الباطن، فخرج صباحَ يومِ جُمعة، ومعه مبلغٌ كبير، فشَاهَد سيارةً قديمة متهالكة، وقريبٌ منها رجُلٌ كبيرٌ في السِّن ومعه بنت، فوقف الشيخُ وسأل الرجُلَ عن سبب وقوفه في هذا المكان - وهو مجمع قُمامة المحافظة - فقال الرجل: نَجْمع الحديدَ المَرْمِي على الأرض ونَبيعه حسب وزنه، فنزل الشيخُ رحمه الله ليُشَاهِدَ حالَ السيارة، فتَعجّب مِن وَضْعِها السيّئ، فقد خرج حديد مقاعد السيارة، لكنّ الفقير وضع وسادة ليجلس عليها، فأعطاه الشيخ سليمان المبلغ وقال: اشتر سيارة جديدة، فما كان مِن الرجُل إلا البكاء فرَحًا بالمبلغ ..

زارَ الشيخَ أحدُ رفقائه يومًا، فسأله الشيخُ عن بيته الجديد فقال: لمْ أدخله بعد! فسأله عن السبب فقال: نَقَص عليّ الأثاث، وها أنا أجمع للتأثيث، فقال الشيخ: كم مبلغ الأثاث؟ فقال: عشرون ألف ريال، فأخرج الشيخ شيكًا وكتب فيه المبلغ كاملًا..

ومِن عجائبِ مواقفِ الشيخ رحمه الله أنّ جمعيةً من الجمعيات تأخّر أعضاؤها العموميّون عن دَفْع الرسوم تهاونًا وانشغالًا، ومِن شَرْط حضور الاجتماع دَفْع الرسوم، فسأل الشيخ: كم مجموع المبالغ؟ فقالوا: عشرون ألف ريال، فدفعها الشيخ رحمه الله وقال: ادعوهم لحضور الاجتماع ولا تطلبوا منهم الرسوم..

ومِن قصصه العجيبة رحمه الله أنّ امرأةً مِن أهل سوريا سُجِن زوجُها، فجاءت للشيخ تشتكي حالها وحال أبنائها وعدم وجود سكن يأويها، فتَكَفّل رحمه الله بسَكَنِها، فدفع الإيجار، ومؤنة البيت حتى خرج زوجها من السجن ..

صلّى معه أحد الدعاة مرّة في مسجده، وتحادثا بعد الصلاة، فقال الشيخ: لعلنا نمشي حول المسجد لنتحدث في موضوعنا، وأثناء سيرهما قطع حديثهما طفلٌ صغير السنّ جدًّا، فبادَرَه الشيخ ليُسَلِّم عليه، وقبّل رأسَه ووضع في جيبه 500 ريال .. عَرَف صاحبُ الشيخ فيما بعد أنّ والدَ هذا الطفل فقيرٌ مُتعفّف، فناوَلَها ابنَه الصغيرَ حتى لا يَجْرح مشاعر والده ..

ذكَرَ أحدُ العاملين مع الشيخ رحمه الله المُقرّبين منه أنّ الشيخَ قال له : إذا رأيتَ مُعَاقًا أو مُحتاجًا أو فقيراً دخل المحكمة، فأعطِه مِن المال الذي في مكتبي إذا لمْ أكُنْ موجودًا..

منقول ...




كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





hgado hgtrdi hg;vdl sgdlhk fk uf] hgvplk hgekdhk vpli hggi hgekdhk hgvplk hgado hgtrdi hg;vdl vpli










توقيع : السليماني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)

قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة


مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح

https://albdranyzxc.blogspot.com/

عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس
قديم اليوم, 09:05 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
السليماني
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Nov 2021
العضوية: 12043
المشاركات: 584 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 4
نقاط التقييم: 10
السليماني على طريق التميز

الإتصالات
الحالة:
السليماني متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : تـراجــم علمـائـنـا
افتراضي

الشيخ سليمان الثنيان: المبارك أينما كان!

القاضي شخصية مهيبة في الواقع والخيال، وله مكانته الخاصة عبر العصور في مختلف الحضارات، وصدق من وصف القضاء بعرض الأمة، وهو عرض قمين بالصون من أهله وشتى طبقات المجتمع، فباستقلاله وقوته ونزاهته تُحفظ الحقوق، ويُحمى الضعفة، ويُؤطر على الحق كل أحد، وقد ظهرت هذه المعاني جلية في الرواق العدلي بتطبيقاته الإسلامية المبكرة فالصدّيق يحكم، والفاروق يقضي، وحين غدا القاضي حاكمًا ساد في القضاء والسياسة الشرعية حتى أصبح شيخها وواضع أسس قضائية وسياسية كثيرة باجتهاده الموفق، ولا غرو فهو المحدث الملهم دون غيره.

ونحمد الله على البقية الباقية من قضاة الحق وقضاء القسطاس المستقيم، ونسأله أن يزيد في الكم والكيف على الوجه الذي يرضيه، وتتحقق به المصالح وتندفع المفاسد وتعظم البركات، ولذا أقف في هذا المقال مع مرتكزات في شخصية القاضي المبارك الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الثنيان (1385-1440) الذي ينتسب لبلدة رياض الخبراء وقبيلة سبيع، وعمل قاضيًا ثمّ رئيس محكمة في محافظة حفر الباطن قريبًا من ثلاثين عامًا، وأمضى عشرها رئيس محكمة في مكة الطاهرة إلى أن ارتحل عن الدنيا تاركًا المثال، والقدوة، مع لوعة الفراق، وفي الله العوض عن كل مفقود وفقيد، وسيعرف القارئ سبب تزامن العزاء في وقت واحد بجدة والحفر والرياض، مع كثرة المعزين بحزن وكمد وتوجع ظاهر.

يبدو من سيرة الشيخ بره البالغ بوالديه ولذلك حرص على أن يكون عمله قريبًا منهما في حفر الباطن الطيبة إنسانًا وأرضًا، ودافع محاولات استقطابه من المناطق الأخرى مع أنها أكثر وجاهة من بلدته التي اختارها، ومن البر المعهود عنه إشراكه والديه في جميع صدقاته، وبكائه الشديد إذا ذكر والدته الراحلة، مع كثرة دعائه لهما، ثمّ واصل البر بإخوانه وأخواته والقرب منهم، وهذا الصنيع امتداد للبر بالأبوين؛ وهو فقه يغيب عن الإخوة المتنازعين أو المتباعدين.

كما أن للشيخ علاقة محبة وثناء مع زوجه التي تنتمي لفرع ثري من ذات الأسرة العريقة، وكان يقول للناس إذا شكروه على أعماله في الخير وخدمة المجتمع: إن الفضل يعود لأم عبدالرحمن فلولاها لما تفرغت للعمل، ومن خيريته تتابع إهدائه لها، وإذا سبقته بشراء شيء مما تحبه بادر بتحويل قيمته لحسابها حتى يسعدها بمحبته لها، ومشاركتها الفرحة.

أما طريقة الشيخ مع بناته الست وابنه الوحيد ففيها تربية، وتعليم، وتزكية، وإنفاق، وتشجيع، ولطف، ومزاح، ومسابقات ثقافية ولغوية، وهدايا في المناسبات الطبيعية أو التي يصنعها، ويعلن لهم ثقته بهم وأنهم سنده، وكان قريبًا منهم لدرجة استغراب صديقات البنات من مسلك الحنان واللين للشيخ القاضي في بيته، فلما روت البنات لأبيهن ذلك أجابهن: أترك القضاء والمشيخة في مكتبي، وأنا هنا أب لكم، ولم يقف إحسانه عندهن بل تجاوز البنات إلى صحبتهن، ومن جاور السعيد نال شيئًا من محاسن الجوار، ولربما أكرمت مدينة لأجل عين واحدة.

واستمرت صفة الكرم والسخاء مع الشيخ إلى خارج محيط أسرته، حتى يكاد الباحث أن يسأل من من المحتاجين القريبين منه لم ينل شيئًا من عطائه المالي لعلاج أو سكن أو تأثيث أو زواج أو غيرها من الضرورات والحاجيات؟! وفي أعطياته دروس منها أنه لا ينتظر أو يتأنى بل يصرف منحته مباشرة حتى لا يتراجع، وهو أول المنفقين لصالح المشروعات الخيرية التي تطلب منه المساندة بجاهه أو بإدارته، فالرجل كريم بماله، وجاهه، ووقته، ورأيه، وليس عجيبًا أن يتجاوب الأمراء والأثرياء مع طلباته للإنفاق على الخير، فهو المبادر الأول دون أن يكون ذا ثراء عريض.

ومن هذا الباب أنه مضياف سباق لدعوة القادمين إلى المحافظة على غداء أو عشاء، ويقيم مأدبة سنوية لأطباء مشافي حفر الباطن، ولا يُعرف أن أحدًا جمع قضاة المنطقة قبله، وبعد انتقاله لمكة استضاف مجلس إدارة إحدى الجمعيات على حسابه، وحجز لهم تذاكر الطيران مع الإقامة في أفخم نزل يطل على الحرم الشريف؛ مع أنها ليست مسؤوليته، وهم ليسوا بحاجة، وهو ليس بثري، وإنما يفعل ذلك رجل ليس للمال خانة في نفسه ولو كانت بعد فاصلة وأصفار!

كما يبرز الإصلاح الأسري والوفاق المجتمعي في مرتكزات حياة الشيخ القاضي، ولأجل ذلك بنى لأهل الحي مقرًا يجتمعون فيه، وحرص على لقاء العيد الذي يشارك فيه الجيران، ولتقليل مساحات الخلاف يسارع لإغلاق قضايا التركات والمواريث حتى لا توجد حزازات في النفوس، وله مواقف انتصر فيها لضعفة مظلومين من العمالة، أو لفتيات ابتلين بعضل الأولياء، ولم يأبه للتهديد وسوء ألفاظ بعض الفرقاء.

وإذا تخاصم عنده أزواج أصلح بينهما، وحال دون تدخل الآباء والأمهات في حياة الزوجين وغالب تدخلاتهم مفسدة لأنها تنشأ عن شقاق نسائي في الغالب، ومن هذا الباب أنه لا يوقع عقود النكاح إلّا مع الدعاء الصادق للعروسين، ويضع في الوثيقة شيئًا من المال يفرح به الزوج المكدود، وحين أرادت إدارة عمل خيري تكريم أحد موظفيها أصر على أن يشتري الهدية من ماله، وكانت ساعة ثمينة للموظف ومثلها لزوجة الموظف، وهل ينجز المرء إذا كانت قعيدة الدار لا تعينه؟!

بينما امتازت طريقته في الإدارة بما يمكن اختصاره بأنه منظم حتى في مكتبه وأوراقه، ولا يفرض رأيه بتوظيف أحد أو إجراء أيًا كان، ووضع آلة تصوير يرى فيها من يقف عند باب مكتبه إذا كان مغلقًا لدواعي قضائية؛ فينجزه إذ أن تأخير الآخرين لا يمتعه مثل بعض ذوي النفوس المتغطرسة، ولا يحب طول الاجتماعات، ويتخذ القرار متى ما استبان له الأرشد من الرأي، ويتراجع عن الخطأ، ويقدم مصالح العمل على مصالح الأفراد؛ ولذلك رفض الموافقة على نقل قضاة وموظفين يحتاجهم المكان.

ونهر قاضيًا جديدًا على سوء تصرفه قائلًا: هذا فعلك وأنت ملازم فكيف بك إذا صرت رئيس محكمة؟! والحقيقة أني أكره التعامل مع حديث التخرج من ثلاث فئات هم القضاة والضباط والأطباء، لأن بعضهم تعظم عليه نفسه في أول عمله ولا يرى الناس شيئًا، وكلما تقدم عرف الحقيقة، فيصير رئيس المحكمة والاستشاري والفريق ألطف من القاضي الملازم والطبيب المقيم والضابط الملازم، ولا أعمم لا أعمم.

أيضًا من ركائز حياة الشيخ سليمان انصرافه الشديد صوب العمل الخيري والمجتمعي والوقفي، وله استثمار للمناسبات في حث الأثرياء على الوقف، ومن عزم أنجز له أوراقه كي لا يتردد بوسوسة شيطان أو تثبيط إنسان أو هوى نفس، ومن عادته أن يقول لأيّ مقترح يخص العمل الخيري: استعينوا بالله؛ ولذلك بهرت حفر الباطن كثيرًا من المناطق في عملها الخيري ضمن عدة مسارات، والسر يكمن بعد توفيق الله بإخلاص أولئك الكرام في المحافظة، ومن رؤوسهم الشيخ الذي كان فعل الخير والمعروف مذهبه الوحيد.

ومع أن الشيخ لم يجد الوقت لإقامة درس علمي إلّا إنه كان بشهادة العارفين وراء كثير من الدروس العلمية والدورات المنهجية في المحافظة، وله خطبة جمعة يحافظ عليها بانضباط شديد وفيها علم وفقه، ورقائق وأدب ونصح، وفن في الخطابة والكلام، وله متابعات للأعمال التي شارك فيها ولو عن بعد دون أن يحس به أحد، ولم ينس ذوي الحاجات من الفقراء والمساكين، وظل يسأل عنهم خفية، ويرسل لهم الأموال من حسابه دون أن يخطرهم أو يخبر أحدًا بذلك ولو كان الشفيع لذي الحاجة.

على الصعيد الشخصي حرص الشيخ على أناقة الملبس والمظهر والمكتب والمنزل والمجلس، ولم يكتف بذلك بل سعى لامتلاك ناصية العذب من الكلام وبرع في إسعاد جلسائه؛ فأحاديثه لا تخلو من الدعاء والملاطفة وطرائف الحكمة، وحتى رسائله عبر تطبيق الواتساب شمل بها مجتمعه بأصنافه، وانتقى لكل فريق ما يناسبه دون إملال، وكان قريبًا من كبراء الناس وعامتهم حتى من العمالة التي لا تتكلم بلغتنا.

واشتهر بمعرفته لعادات القبائل وشيوخهم، وفراره من التكلف في اللقاءات والحوارات، ووصفه معاصروه بأنه بشوش، ويبث البشر والتفاؤل فيمن حوله، ويمنح ثقته للعاملين معه، ويكثر من الشفاعة، ويتواضع لأيّ أحد فيمازح الأطفال، ويشارك الأيتام في وجباتهم، ويعطيهم أموالًا لم يعتادوا على مثلها، وأجزم أن الشيخ ملأ حياته بأعمال البناء والإصلاح؛ وكم في الخير إذا تسامى من فضائل يخنس معها الباطل وإن قرعت الطبول أمامه وخلفه حتى يذوي أو تنكسر شروره.

من أعجب المواقف في حياة القاضي الثنيان أنه أوقف منزله لصالح جمعية تحفيظ القرآن الكريم في حفر الباطن بعد رحيله عنها، ولم يمنعه من ذلك تثمين البيت بالملايين، وحاجته وأسرته لقيمته، ومنها متابعته للشأن البلدي حتى في تعديل مطبات الشوارع، والموقف الأهم حين وقع على أرض ضخمة أحاط بها بعض النافذين للسطو عليها، فحال دون ذلك، وبحث عن مالكها حتى علم أنه متوفى منذ أربعين عامًا، وله وريث واحد توفي قبل أيام من اكتشاف الشيخ لسر الأرض، فصارت هذه الأرض من نصيب أربعة أبناء للوريث الوحيد وهم في حال عوز وفقر، ولم يتركهم الشيخ فريسة للمتلاعبين؛ بل ساعدهم على بيعها بسبعمئة مليون ريال، ورفض أن يستفيد من السعي الضخم صيانة لسمعة القضاء، ومنعًا لسريان الفساد المالي في القطاع العدلي.

أشير إلى أني بنيت ما ورد أعلاه على أحاديثي مع بعض أسرة الشيخ، ثمّ قراءة كتاب نافع عنوانه: البيان في مآثر الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الثنيان، جمع وترتيب د.عقيل بن سالم الشمري الأستاذ بجامعة حفر الباطن


، ومشاهدة حلقة على اليوتيوب عن الشيخ الراحل ألقاها الأستاذ الشيخ يوسف الجوعي؛ علمًا أن المؤلف والمتحدث من أعيان العمل العلمي والخيري والمجتمعي في محافظة حفر الباطن، ولهم بالشيخ قرب واختصاص.

وواجب عليّ التنويه إلى أن الشيخ سليمان الثنيان غادر الدنيا الفانية تاركًا عددًا من البنات وابنًا واحدًا، بعد أن استفرغ الوسع في التربية والتعليم والتزكية، وأصبحت ذريته من أهل النبوغ والتميز في اختصاصاتهم المتنوعة في الشريعة والقانون والهندسة والتمويل والطب والبقية على الدرب سائرون، وإنه لمن إحسان المرء لنفسه وذريته أن يرتبط مع أمثال الشيخ القاضي الذي خدم مجتمعه بتفان وإخلاص وتجديد، والسعيد من فاز به جدًا لبنيه وأولاده،


وقد كان العربي يقول وهو صادق: إني أرى أبنائي قبل زواجي من معرفتي بوالد المرأة وأخيها، ومن ظفر بالدر النفيس فلن يستكثر عليه حين ينظم أحسن العقود.

أحمد بن عبدالمحسن العسَّاف-الرياض










توقيع : السليماني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)

قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة


مدونة لنشر العلم الشرعي على منهج السلف الصالح

https://albdranyzxc.blogspot.com/

عرض البوم صور السليماني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 :
السليماني

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 05:41 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant