{ لوثـــات شيعيــّة /38/ معركة النخيل }
بعد تطهير منطقتنا (( الغــرّاف )) من جراثيم إيران وعودة العوائـــل المنكوبة إلــى
منازلهــا ... أخذنــا نتفقــد جيراننــا .. أصدقائنــا .. أقـاربنــا .. مع متابعـة الأخبــــار
عن طريق الراديــو .. خصوصاً إذاعـــة لنــدن وصوت المذيــع المشهـــور..........
(( هنــا لنــــدن ,, هــــذا ماجـد سرحان يحييّـكم )).. ولا تــزال كلمات هذا المذيـــع
المتألّــق التي يصف فيهــا وقائع الحـرب محفوظة في الذاكرة ومنها جملته المشهـورة
(( وأصبحت بغـــداد وكأنها مدينة للأشبـاح )) ..... فيسيطــر عليك الوجــوم ...
قبل سنتين كانت إيران تخــــوض حربـاً طاحنــة مع العراق .. وكان المفترض فــــــي
إيران أن تقف في الصف المواجه لعدوّها اللدود .. ولكن العقليّة الفارسية لاتلبــــث إلاّ
أن تفرز حقدهــا .. لقــد وقفت إيران على الحيــاد ..ليس من أجــل الحق وإنمــــــا
لأنها تكــنّ العــداء للعـرب ..وهـو عــداء فطــري في سلوك الفرس .. إلاّ من رحم الله ..
يذكــر لنــا التاريخ الكثير من الحركات المعاديـة للعرب المسمّـاة بــ (( الشعوبيّة ))
وبالتالي معــاداة ماعليــه العرب من الإسلام ....فنجــد أكثر الزنادقــة في العصــور
الأولى هم من الفرس ..أو من الموالي ..الجعد بن درهم خراســاني من مـــوالي بني
مروان .. الجهم بن صفوان خراساني من اهل ترمـذ .. بشر المريسي من موالــي
بن عدي .. عبدالله بن المقفع أو (( روزبة الفارسي )) .. البرامكة الذيــن
نكبهم هارون الرشيـد ..وغيرهم
دوماً يتبادر إلى ذهني هذا السـؤال .... لماذا لايكره الزنادقة ذوي الأصول العربيـة
الفرس ؟؟ بينما يحقـد زنادقة الفرس على العرب ؟؟
يقول المفكر الشيعــي الإيراني الدكتورعلي شريعتي أن الحركة الشعوبية تحولت تدريجيا
مـن حركة تسوية إلى حركة تفضيــل العجم على العرب وعملت عبــر ترويــج المشاعــر
القوميــة وإشاعة اليأس من الإسلام إلى ضرب سلطة الخلافة ..
ويقول أيضــاً عن الحركة الصفوية متطرقا إلى استنادها إلى مبدأ "الشعوبية":
«وبغية ترسيخ أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس وعجنها مع عقائدهم وإيمانهم عمدت الصفوية
إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتهــا وجرّها إلى داخــل بيت النبي إمعانا في التضليــل
ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية شيعية مستغلة التشيع لكي تضفي على الشعوبية طابعا
روحيا ساخنا ومسحــة قداسـة دينيــة ولم يكن ذلك الهــدف الذكي متيسرا إلا عبر تحويل الديــن
الإسلامي وشخصية محمد وعلي إلى مذهب عنصري وشخصيــات فاشية تؤمــن بأفضلية التراب
والدم الإيراني والفارسي منه على وجه الخصوص»..
عبدالله هو أحـد أقاربنا ويسكـن في منطقة (( المسيّب )) الواقعـة على طريق كربلاء _
بغــداد .. وعلى الرغــم من أن أهله كلهم من الشيعــة إلاّ أنـه كان فيه ميل إلى أهل السنّـة
وذلك بسبب مخالطته لهم عندما كان مقيماً في إحدى دول الخليج ..
أخبرني عبدالله بأن المرتزقة الإيرانيين سيطـروا على منطقتهم .. وجرى فيها مثل ماجرى
في مـدن العـراق الأخرى ... ولكـن بعـد هجـوم الحرس الجمهوري على منطقـتهم هـرب
المسلحون الشيعــة إلى النخيل للإحتماء ... وقــال بأن الجيش وحتى يقطع الطريق علـى
المسلّحيــن قام بتدمير وحرق بساتين النخيل .. وتم قطــع أكثــر من مليـــون نخلــة ..!!
خلال إسبــوع واحد ..
بعد ذلك إلتجــأ المتبقون منهم إلى مرقد الحسين في كربلاء لأنهم لم يجدوا منفذاً
للهروب إلى إيران ... فامتلأ المرقــد بآلاف الفارين لاعتقــادهم بأنهم في حماية
الحسين .. فما كان من الجيش إلاّ أن قاموا بنصب راجمات الصواريخ بالقرب
من المدينة ..... و .....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟