البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
رسالة من فم الغار ها أنا ذي على طريق السفر أعبرُ القرنَ بعد القرن، أنظر يمنة ويسرة فأرى مناراتٍ وأشباحا من عقول وقلوب، بعضها مُشعٌّ وهّاج، وبعضها نورها ساطع، وبعضها تلمع تارة وتنطفِئُ تارة، وفي المقابل رأيت كثيرا منها يعلوها ركام من الجهل، وأخرى تسير مقيدة في ذيل التقليد، وأخرى يجرها مركب الهوى، وأرى أهل القرون يتفاوتون تفاوتا بيِّنا؛ فكلما اقتربت من مشارف القرن الأول ازدادت القلوب والعقول توهجا واستنارة، فأيقنت أن القبس مصدرُه ثّمَّ. أحط رحالي الآن على منبع النور، يا الله! إنه غار!، أينبثق النور من غار مظلم؟! فتفكرتُ هُنيهة وقلت: نعم، لا غرابة؛ فالشمس لا تشرق إلا بعد سوادٍ طويلٍ من الليل، لقد حطتْ رحالي عند فمِ غار حراء، ألتفتُّ حولي باحثة عن رفيق يدلني على مرامي إذ وجدتُ امرأةً يافعةً ترمقني بنظرات ملؤها الحب والاحترام، فتيمَّمْتُها وألقيتُ عليها تحيتي فردتْ عليّ بأحسنَ منها، ثم تعجبتُ من هيأتها ولباسها وحديثها؛ لَكَأنّها امرأةٌ من قرني!، فرتبتْ بيدها على كتفي وسألتني: من أنتِ؟ وما الذي جاء بك إلى القرن الأول؟ قلت: أنا ابنة القرن الخامس العشر، وإنْ شئتِ فقولي: ابنة القرن العشريت، الذي يزعمون أنه قرن المرأة المتحضرة، جئتُ لأحمل معي من هنا سراجا منيرا أحبوه إلى الحيارى والسائلين، إلى الذين ما زالوا يتجادلون حول هويتي وانتمائي وغايتي، فقالت: نِعم الحامل والمحمول، وقد أصبتِ هدفكِ، فباغتُّها بسؤالي: أخبريني بربكِ من أنتِ؟ لقد سررتُ أن هيأتك من قرني، فهل جئتِ إلى هنا مثلي؟ لا أُخالكِ أنكِ من أهل القرن الأول!، فقالت: أنا امرأة وُلِدتْ على فم هذا الغار، حين أتى جبريل _ ![]() ![]() ولدت في كنفه الكريم _ ![]() ![]() اعلمي يا ابنة القرن العشرين أننا نحيا في دنيا طُبِعتْ على النقص، وجُعِلت للابتلاء، فلا غروَ أن نجد أناسا رضوا أن يكونوا ذيلا في باطل، النورُ بين أيديهم ويقتاتون الظلام، غشتْ أعينَهم غمامةُ هوىً، فلم يروا من هذا النور الذي يُجللني إلا قيودا، فراموا فكّه وكسره، وأردوا أن يستبدلوا جحر الضب بنور الغار[2]، وهيهات أن ينالوا مني؛ فالنور القدسي الذي أحمله علمني أن العاقل لا سيتبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ لقد رَبِيتُ تحت مشكاة النبوة، فلا وربي لا أترك السبيل البيِّن إلى سبل الظلمات، ولا أفارق سماء النبوّة؛ حتى لا تتخطّفني طير أباطيلهم. إنّ من تحيا في كنف النبوة ويقرَّ في قلبها نورُ القدس لا تنحني لمناهج وضعها بشرٌ، مختلفةٌ عقولهم، متضاربةٌ أهواؤهم، متباينةٌ مقاصدهم، مهما بدتْ أقوالهم يعْلُوها قطرُ العسل، فإنها مطوية على سمٍّ زعاف، فأنا ربانية في ورودي وصدوري،[3] ربانية في واجباتي وحقوقي، ربانية في أقوالي وأفعالي. إنّ أول غرسٍ نبوي علمنيه _ ![]() إنه الاستسلام لله، ولمراد الله يا ابنة القرن العشرين – قرن الانفتاح والعلم!– . قولي لمن يتجادلون حول هويتكِ ويتناقشون في قضيتكِ، ولِأولي المؤتمرات والمعاهدات، وللأمم المتحدة وغير المتحدة قولي: لقد أتعبتم أنفسكم؛ إن النبي _ ![]() إنه _ ![]() ![]() وبينما أنا أدرج في صفحات الأيام قلّد النبيُّ ![]() ومنذ نشأتي اهتمّ _ ![]() ![]() ![]() وسدد بصيرته إلى أخلاقي ظاهر وباطنا، فأوصاني بالكلمة الطيبة، والصدق في القول والعمل، والأمانة، وغض البصر عما لا يحل، أوصاني بالحياء بيني وبين أخواتي، وبيني وبين الرجال. واهتم بنشاطي وطموحي؛ فأباح لي أن أكتسب من عمل يدي، وأن أخدم أمتي بما فيه صلاحها ورفعتها وكفايتها، وقد راعى نبيِّ أن يكون كلُّ ذلك موافقا لطبيعتي الأنثوية، مراعيا مقاصد الشريعة، فلم يجعلني أكدُّ كما يكدُّ الرجال، ولا أسلك في عملي مسالكهم؛ إنما جعلني مَكْفيَّةً مَرْعِيَّةً؛ لأن وليِّ هو المسؤول أصالةً عني في النفقة، واجبةٌ عليه بلا منَّة. فلما حان موعد زواجي أوصاني بحسن اختيار الزوج الذي معه يُحفظ ديني، وأخبرني أن في طاعته بالمعروف أجورا عظيمة من الله تعالى، تعدل جهاد الرجل في ساحة العدوّ، وفي المقابل أمره أيضا بحسن عشرتي، وأخبر أن خير الرجال هو خيرهم لأهله، إن اللقمة يضعها في فمي يؤجر عليها، وإن البسمة أبتسمها له أؤجر عليها، وهكذا الحياة بيني وبينه أجر يتلوه أجر، فهلّا وجدتِ في قوانين البشر قاطبة ما يمنح الرباط الزوجي هذه القدسية المباركة؟ فبالله ماذا يريد أولئكِ الذين يقطّعون أواصر هذه العلاقة بأفكار لا ترتقي لها الأرواح الطاهرة؟ ولأن الحياة نصفها رجل ونصفها امرأة لم يجعلني أسيرُ في علاقتي مع الرجل بلا هادٍ، بل أرشدني وبيّن، فنهى وأمر، وأباح وحظر، صان حديثي لهم من الخضوع في القول، وصان عيني عنهم بغض البصر، وصان جسدي عنهم بالحجاب، وصان قلبي بالبعد عنهم ما ابتغيت إلى ذلك سبيلا، ولم يكتفِ بذلك، بل أمرهم أيضا ونهاهم، وحذرهم وأوصاهم، لأن الحياة لا تسير بنصفها فقط. فكلنا مسؤول عن قوله وفعله. ثمَُّ أما بعد، فهاكِ ذيّاكَ القبس يا ابنة القرن العشرين من فم الغار، يرتِّلُه نبيُّكِ ![]() [1]النبيُّ: مرفوع على القطع عما قبله. [2]الباء تدخل على المتروك. [3]الورود والصدور الذهاب لمكان الماء والرجوع منه {ولما ورد ماء مدين} [4]راجع خطبة الوداع تألق ![]()
vshgm lk tl hgyhv
التعديل الأخير تم بواسطة عقيدتي نجاتي ; 28-03-16 الساعة 02:27 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
البيــت العـــام
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
البيــت العـــام
![]()
قال ![]() "من صنع إليه معروفا فقال: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء" سنن الترمذي حكم الحديث: صحيح فجزاكم الله خيراً ونفع الله بكم وبما قدمتم وجعله في موازين حسناتكم
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
ALSHAMIKH, تألق |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|