بيت شبهات وردود لايسمح بالنقاش او السؤال هو فقط للعلم بالشبهة وماتم الرد عليها من أهل العلم والمتخصص بهذا الشأن |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت شبهات وردود
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد؛ هذا نسف لدلالة آية التطهير على عصمة الأئمة عند الرافضة؛ أخذته من بحث لي كنت أعده حول أدلة الإمامة عند الإثنى عشرية عرض ونقض، لكن لم أكمله وتوقفت مذ فترة - أسأل الله التيسير - والله الهادي إلى سواء السبيل. *************** قال تعالي: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]. هذا الجزء يطلق عليه اسم آية التطهير، ويرى الرافضة أن المراد بأهل البيت هم: علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، بدلالة حديث الكساء، وأن الخطاب في قوله تعالى {عَنكُمُ}، {وَيُطَهِّرَكُمْ} بالجمع المذكر يدل - كما يقولون - على أن الآية الشريفة في حق غير زوجات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإلا فسياق الآيات يقتضى التعبير بخطاب الجمع المؤنث؛ أي {عنكن} و{يطهركن} فالعدول عنهما إلى الخطاب بالجمع المذكر يشهد بأن المراد من أهل البيت غير الزوجات. ثم الاستدلال الآخر وهو: أن إذهاب الرجس والتطهير، أي: العصمة، فيكونون بذلك معصومين، ويكون علي ![]() ![]() والرد من وجوه: أحدها: أن هذا التفسير الذي أخذ به الشيعة الرافضة يخالف ما ذهب إليه أهل اللغة في تفسير معنى الرجس والتطهير، فلا علاقة لغوية بين الآية وبين الامتناع من الوقوع في الخطأ في الاجتهاد أو الرأي عموماً: فالرجس لغةً هو القذر والنتن، ولهذا يطلق على الذنوب والمعاصي كالكفر والفسوق. لكنه لا يطلق في لغة العرب على الخطأ حتى يمكن أن نقول: إن (إذهاب الرجس) يحتمل معنى عدم الوقوع فيه. (2) فإذا علم هذا بطل الاستدلال بالآية على (العصمة) من الأساس. فالآية لا علاقة لها بالخطأ البتة فكيف يمكن الاستدلال بها على (العصمة) منه!! ويكفي في رد القول بدلالة اللفظ على (العصمة) أنه مجرد دعوى لا دليل عليها. ــــــــــــــ (1) انظر أدلتهم في: التبيان (8/339 -340)، ومجمع البيان (22/137 -139)، والميزان (16/330-331). (2)راجع مادة "رجس" فى: مختار الصحاح، تاج العروس، ولسان العرب. *************** الوجه الثانى: أن "التطهير" و"إذهاب الرجس" ورد فى غير أهل البيت، كما فى قوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبه: 102-103]. وهؤلاء القوم ارتكبوا المعاصي، فلو كان "التطهير" يعني العصمة من الذنب لما أطلق على هؤلاء المذنبين الذين {اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ} وقد وصف هؤلاء بالتزكية إضافة إلى التطهير {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} والتزكية أعلى وقد وصف بها هؤلاء المذنبون ومع ذلك لم يكونوا معصومين ولم يوصف بها أولئك الذين يقال عنهم " أئمة معصومون " ، وإنما اكتفى بلفظ " التطهير " فقط، وهو أقل منزلة من حيث المعنى فكيف صاروا به - وهو أقل - معصومين ؟!!. وقال جل وعلا عن رواد مسجد قباء من الصحابة الأطهار: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنوب بالاتفاق . وقال عن النساء: {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ} [البقرة: 222] وليس معنى اللفظ: ولا تجامعهون حتى يُعصمن. فإذا عُصمن فجامعوهن! ولو كان لفظ (التطهير) معناه العصمة، لكان هذا هو تفسير الآية، ولكان في الإسلام لا يجوز غير جماع المعصومات! ثم قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} ولا علاقة لهؤلاء المتطهرين بالعصمة؛ بل عم جميع المسلمين فقال: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} [المائدة: 6] . واللفظ {يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} واحد في الآيتين. فلو كانت إرادة التطهير تعني (العصمة) لكان كل مسلمًا معصومًا! وهكذا سقط السند اللغوي لإمكانية تفسير الآية "بالعصمة" فضلا عن عصمة أشخاص بعينهم، وأن القول بها بدلالة النص إنما هو ظن وشبهة، وليس نصاً صريحاً. والظن لا يجوز دليلاً في أساسيات الدين، واتباع المتشابه ممنوع بنص القرآن الحكيم(1)، فسقط الاحتجاج بالآية على ذلك من الأساس. ــــــــــــــ (1) بينت في مقدمة البحث طريقة القرآن في إثبات الأصول، ولعلي أفرده في موضوع "أصول الإستدلال على الأصول". *************** الوجه الثالث: أن أهل الرجل زوجته بدليل اللغة والشرع والعرف والعقل ولا دليل آخر مع هذه الأربعة. أما اللغة: قال الخليل: أهل الرجل زَوْجُه. والتأهُّل التّزَوّج. وأهْل الرّجُل أخصُّ النّاسِ به. وأهل البيت: سُكّانه. ومِن ذلك: أَهْلُ القُرَى: سُكَّانُها. وتأهل: تزوج، ورجل آهل. وفي الحديث: " أنه أعطى العزب حظاً وأعطى الآهل حظين " . وآهلك الله في الجنة إيهالاً: زوجك ". وقال الرَّاغِبُ وتَبِعه المُناويُّ : أَهْلُ الرجُلِ في الأصل : مَن يَجمعُه وإيَّاهُم مَسْكَنٌ واحِدٌ ثمّ تُجُوِّزَ به فقيلِ : أهلُ بَيْتِه : مَن يَجْمعُه وإيّاهُم نَسَبٌ. فهذا دليل اللغة(1)، فلفظ "أهل البيت" يتضمن الزوجة أولاً، ثم من يشتمل عليه البيت من الأبناء والبنين والأب والأم وغيرهم ثانياً. ثم يتسع - من بعد - ليعم الأقارب ثالثاً. دليل الشرع : قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ} [القصص: 29] ولم يكن معه ساعتها غير زوجه. {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} [هود: 72] وهذا قول سارة زوجة إبراهيم ![]() حتى امرأة العزيز خاطبت زوجها فقالت: {مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا} [يوسف: 25] أي زوجتك. وهذه عدة آيات عن لوط ![]() {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} [الأعراف: 83]. {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ} [النمل: 57]. {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} [الشعراء: 170-171]. {قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ} [هود: 81]. {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} [العنكبوت: 32]. {لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} [العنكبوت: 33] فكرر الاستثناء مع أن الآيتين متقاربتان وفي سياق واحد . {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (134) إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} دليل العرف: وإطلاق لفظ (الأهل) والمراد منه الزوجة أمر متعارف عليه إلى اليوم: يقول الرجل مثلا: ( جاءت معي أهلي ) يقصد زوجته والناس تفهم منه ذلك. دليل العقل: إذ كل رجل إنما يبدأ بيته بزوجته وكل عائلة تبدأ بأب وأم أو رجل وامرأة هي زوجته وهنا يصح اطلاق لفظ (الأهل) على الزوجة حتى قبل مجيء الأولاد وحتى لو لم يكن عند الرجل أب أو أم أو أخوة . فالزوجة أول شخص في البيت يطلق عليه اسم (الأهل) فهي أول أهل بيت الرجل أو أهل البيت . ولذلك قيل للزوجة : (ربة البيت) فهي ليست أهله فحسب أو من أهل بيته وإنما هي ربة هذا البيت. فالزوجة إذن أهل الرجل ومن أهل بيته فبأي حق تخرج أزواج النبي ![]() ![]() ــــــــــــــ (1) انظرمادة "أهل" فى معجم مقاييس اللغة، أساس البلاغة، تاج العروس، ولسان العرب. *************** الوجه الرابع: أن قوله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] جزء من آية لا يمكن بحال تجريدها منه، وعزلها عنه وإلا اختل الكلام لفظاً ومعنى، والآية جاءت فى سياق كله حديث عن أزواج النبى ![]() يبدأ السياق بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} ويستمر الكلام فى خطابه لنساء النبى ![]() {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 28-34]. فكيف يقتطع جزء من آية تخاطب زوجات النبي ![]() ثم تأمل كيف قال الرب جل وعلا : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} ثم قال : {أَهْلَ الْبَيْتِ} ثم قال {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ} ثم بعد عدة آيات يتكرر ذكر (البيت)، ولكن هذه المرة مضافاً إلى النبي ![]() والبيوت المذكورة في الآية الأخيرة ليست بيوتاً أخرى غير البيوت التي ذكرت في الآيات الأولى، وإنما هي بيوت واحدة محددة تضاف مرة إلى أزواجه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}، {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ}، ومرة تضاف إلى النبي ![]() ولا شك أن هذه البيوت واحدة، فبيوت النبي ![]() ![]() فبأي حق نخرج هذه الأزواج الطاهرات الطيبات أمهات المؤمنين من (أهل بيت) رسول الله ![]() فإخراجهن من حكم الآية إسفاف وخروج عن العقل والعرف والذوق، ولا مسوغ له إلا التحكم بالكلام بغير ضابط، ولَيُّ أعناق النصوص بالهوى. ثم إن كل من يملك ذوقاً لغوياً عربياً يدرك بالفطرة أن دخول كلام أجنبي بين ثنايا كلام مسوق لقصد معين ممتنع في كلام العقلاء. فكيف بكلام الله ؟!! *************** الوجه الخامس: أن سبب نزول الآيات أنه " لما فتحت على المسلمين أرض قريظة وغنموا أموالهم وكانت أرض النضير قبيل ذلك فيئا للنبي ![]() ![]() ولكن الله أقام رسوله ![]() ![]() أن يعلمهن سيرة الصالحات في العيش وغيره. وقد روي أن بعضهن سألنه أشياء من زينة الدنيا فأوحى إلى رسوله بهذه الآيات المتتابعات. وهذا مما يؤذن به وقع هذه الآيات عقب ذكر وقعة قريظة وذكر الأرض التي لم يطؤوها وهي أرض بني النضير. وإذ قد كان شأن هذه السيرة أن يشق على غالب الناس وخاصة النساء أمر الله رسوله ![]() واستمرت الآيات تعالج هذا الموضوع الذي أثير في بيت النبي ![]() فالآية تشمل أزواج النبي ![]() ![]() ــــــــــــــ (1)التحرير والتنوير (21/314-315). *************** الوجه السادس: أما قولهم "لو كان المقصود بالآية أزواجه لقال الرب: (عنكن) و(يطهركن) بالتأنيث ولم يقل (عنكم) بالتذكير". قال الرازي (1): "ثم إن الله تعالى ترك خطاب المؤنثات وخاطب بخطاب المذكرين لقوله: (ليذهب عنكم الرجس) ليدخل فيه نساء أهل بيته ورجالهم واختلفت الأقوال في أهل البيت والأولى أن يقال: هم أولاده وأزواجه والحسن والحسين منهم وعلي منهم..". وقال القرطبى(2): "والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم وإنما قال: (ويطهركم) لأن رسول الله ![]() وقال ابن الجوزي بعد أن ذكر القول الأول في معنى الآية وأنه: في نساءالنبي ![]() ![]() ![]() فلو كان الله تعالى قد قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُن الرِّجْسَ) لكان الحكم مقصوراً على أزواج النبي ![]() ![]() لذا جاء الخطاب بالتذكير ليشمل الذكر والأنثى: النبي وزوجاته. وهو المستعمل في عامة لغة العرب: قديماً وحديثاً. وبالرجوع إلى كتاب الله تعالى نجد قوله: {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} [هود: 73] وهذا خطاب لامرأة إبراهيم ![]() وقوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} [القصص: 29] ومعلوم أن موسى سار بزوجته ابنة شعيب. وقوله تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ} [القصص: 12]. وقوله عز وجل: {إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} [العنكبوت: 33]. وقوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [يوسف: 29]. إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تبين أن الاستعمال القرآنى لا يمنع أن يكون المراد بأهل البيت في الآية الكريمة نساء النبي مع الخطاب بالجمع المذكر، بل إن المذكر هو الذي يتمشى مع هذا الاستعمال، فلم أجد التعبير بالمؤنث مع كلمة الأهل - سواء أأريد بها الزوجات أم غيرهن - في القرآن الكريم كله. ومن العجيب أنهم يخرجون نساء النبي ![]() ![]() إن الكيل بمكيالين دليل الهوى والضلال لا أكثر. ــــــــــــــ (1) مفاتح الغيب (25/168). (2) الجامع لأحكام القرآن (14/183). (3) زاد المسير في علم التفسير (3/462). *************** الوجه السابع: أما احتجاجهم بحديث الكساء على قصر أهل البيت على فاطمة وزوجها وابنيها رضى الله عنهم، لقول النبى ![]() فهذا مثل قول الله جل وعلا {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8] فهل قصر الله جل وعلا وصف "الصادقين" على المهاجرين لا غير؟!!!! وقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة: 36] أى من الدين القيم؛ وإلا فلا يقول عاقل أن الدين يقتصر على هذه المسألة!!! فكذلك قول النبي : "هؤلاء أهل بيتي" أي من أهل بيتي. ــــــــــــــ (1)أخرجه بهذا اللفظ الترمذى فى جامعه (6/182) حديث [3871] ، وأحمد في "المسند" [26508] وفي فضائل الصحابة [978]، وأبو يعلى في مسنده [7021]، وابن أبي شيبة في "المصنف" [32103]، والحاكم في "المستدرك" [3558]، والطبراني في "الأوسط" [7614] وفي "الكبير" [2663]، والآجرى في "الشريعة" [1695]، جميعهم عن أم سلمة ![]() *************** الموضوع الأصلي: الرد على أهل التطبير في الإستدلال بآية التطهير! || الكاتب: أبو سفيان الأثري || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hgv] ugn Hig hgj'fdv td hgYsj]ghg fNdm hgj'idv! |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
ابو يقين |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|