![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]() قال رسول الله ![]() ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وأنتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعت رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن أستأذن لم يؤذن له وأن شفع لم يشفع ) قوله : " تعس " أي : خاب وهلك قوله: " عبد الدينار " الدينار : هو النقد من الذهب والدينار الإسلامي زنته مثقال وسماه عبد الدينار لأنه تعلق به تعلق العبد بالرب فكان أكبر همه وقدمه على طاعة ربه ويقال في عبد الدرهم ما قيل في عبد الدينار والدرهم هو النقد من الفضة وزنة الدرهم الإسلامي سبعة أعشار المثقال فكل عشرة دراهم سبعة مثاقيل وقد أراد المؤلف من إيراده لهذا الحديث أن يبين أن من الناس من يعبد الدنيا أي : يتذلل لها ويخضع لها وتكون مناه وغايته فيغضب إذا فقدت ويرضي إذا وجدت ولهذا سمي النبي ![]() وهذا من يُعنى بجمع المال من الذهب والفضة، فيكون مريدًا بعمله الدنيا وقوله : " تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة " وهذا من يعنى بمظهره وأثاثه لأن الخميصة كساء جميل والخميلة فراش وثير ليس له هم إلا هذا الأمر فإذا كان عابدًا لهذه الأمور لأنه صرف لها جهوده وهمته فكيف بمن أراد بالعمل الصالح شيئًا من الدنيا فجعل الدين وسيلة للدنيا فهذا أعظم وقوله : " إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط " يحتمل أن يكون المعطي هو الله فيكون الإعطاء قدريًا أي : إن قدر الله له الرزق والعطاء رضي وانشرح صدره وإن منع وحرم المال سخط بقلبه وقوله كأن يقول : لماذا كنت فقيرًا وهذا غنيًا وما أشبه ذلك فيكون ساخطًا على قضاء الله وقدرة لأن الله منعه والله سبحانه وتعالى يعطي ويمنع لحكمة ويعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين لمن يجب والواجب على المؤمن أن يرضي بقضاء الله وقدره إن أعطي شكر وإن منع صبر ويحتمل أن يراد بالإعطاء هنا الإعطاء الشرعي أي : إن أعطي من مال يستحقه من الأموال الشرعية رضي وإن لم يعط سخط وكلا المعنيين حق وهما يدلان على أن هذا الرجل لا يرضي إلا للمال ولا يسخط إلا له ولهذا سماه الرسول ![]() وقوله : " تعس وانتكس " تعس أي : خاب وهلك وانتكس أي : أنتكست عليه الأمور بحيث لا تتيسر له فكلما أراد شيئًا انقلبت عليه الأمور خلاف ما يريد ولهذا قال : " وإذا شيك فلا انتقش " أي : إذا أصابته شوكة فلا يستطيع أن يزيل ما يؤذيه عن نفسه وهذه الجمل الثلاث يحتمل خبرًا منه ![]() عن حال هذا الرجل وأنه في تعاسة وانتكاس وعدم خلاص من الأذى ويحتمل أن يكون من باب الدعاء على من هذه حاله لأنه لا يهتم إلا للدنيا فدعا عليه أن يهلك وأن لا يصيب من الدنيا شيئًا وأن لا يتمكن من إزالة ما يؤذيه وقد يصل إلى الشرك عندما يصده ذلك عن طاعة الله حتى أصبح لا يرضي إلا للمال ولا يسخط إلا له وقوله : " طوبي لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله " هذا عكس الأول فهو لا يهتم للدنيا وإنما يهتم للآخرة فهو في استعداد دائم للجهاد في سبيل الله و" طوبى " فعلى من الطيب وهي اسم تفضيل فأطيب للمذكر وطوبي للمؤنث والمعنى : أطيب حال تكون لهذا الرجل وقيل إن طوبي شجرة في الجنة والأول أعم كما قالوا في ويل : كلمة وعيد وقيل : واد في جهنم والأول أعم وقوله : " آخذ بعنان فرسه " أي ممسك بمقود فرسه الذي يقاتل عليه وقوله : في سبيل الله ضابطه أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا لا للحمية أو الوطنية أو ما أشبه ذلك لكن إن قاتل وطنية وقصد حماية وطنه لكونه بلدًا إسلاميًا يجب الذود عنه فهو في سبيل الله وكذلك من قاتل دفاعًا عن نفسه أو ماله أو أهله فإن النبي ![]() فأما من قاتل للوطنية المحضة فليس في سبيل الله لأن هذا قتال عصبية يستوي فيه المؤمن والكافر فإن الكافر يقاتل من أجل وطنه وقوله : " أشعت رأسه مغبرة قدماه " أي : رأسه أشعت من الغبار في سبيل الله فهو لا يهتم بحاله ولا بدنه مادام هذا الآمر ناتجًا عن طاعة الله عز وجل وقدماه مغبرة في السير في سبيل الله وهذا دليل على أن أهم شيء عنده هو الجهاد في سبيل الله أما أن يكون شعره أو ثوبه أو فراشه نظيفًا فليس له هم فيه وقوله : " إن كان في الحراسة فهو في الحراسة وإن كان في الساقة فهو في الساقة " الحراسة والساقة ليست من مقدم الجيش فالحراسة أن يحرس الإنسان الجيش والساقة أن يكون في مؤخرته وللجملتين معنيان : الاول : أنه لا يبالي أين وضع إن قيل له : أحرس حرس وإن قيل له : كن في الساقة كان فيها فلا يطلب مرتبة أعلى من هذا المحل كمقدم الجيش مثلًا الثاني : إن كان في الحراسة أدى حقها وكذا إن كان في الساقة والحديث صالح للمعنيين يُحمل عليهما جميعًا إذا لم يكن بينهما تعارض ولا تعارض هنا وقوله : " إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع " أي : هو عند الناس ليس له جاه ولا شرف حتى إنه إن استأذن لم يؤذن له وهكذا عند أهل السلطة ليس له مرتبه فإن شفع لم يشفع ولكنه وجيه عند الله وله المنزلة العالية لأنه يقاتل في سبيله والشفاعة : هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة والاستئذان : طلب الإذن بالشيء والحديث قسم الناس إلى قسمين : الأول : ليس له هم إلا الدنيا إما لتحصيل المال أو لتجميل الحال فقد استبعدت قلبه حتى أشغلته عن ذكر الله وعبادته الثاني : أكبر همه الآخرة فهو يسعى لها في أعلى ما يكون مشقة وهو الجهاد في سبيل الله ومع ذلك أدى ما يجب عليه من جميع الوجوه ويستفاد من الحديث : 1 = أن الناس قسمان كما سبق 2 = أن الذي ليس له هم إلا الدنيا قد تنقلب عليه الأمور ولا يستطيع الخلاص من أدنى أذية وهى الشوكة بخلاف الحازم الذي لا تهمه الدنيا وقنع بما قدره الله له 3 = أنه ينبغي لمن جاهد في سبيل الله ألا تكون همه المراتب بل يكون همه القيام بما يجب عليه إما في الحراسة ، أو الساقة ، أو القلب ، أو الجنب ، حسب المصلحة 4 = أن دنو الإنسان عند الناس لا يستلزم منه دنو مرتبته عند الله عز وجل فهذا الرجل الذي إن شفع لم يشفع وإن استأذن لم يؤذن له قال فيه الرسول ![]() ولم يقل : إن سأل لم يعط بل لا تهمه الدنيا حتى يسأل عنها لكن يهمه الخير فيشفع للناس ويستأذن للدخول على ذوي السلطة للمصالح العامة و الحديث فيه مسائل : الأولى : إرادة الإنسان بعمل الآخرة وهذا من الشرك لأنه جعل علم الآخرة وسيلة لعمل الدنيا فيطغى على قلبه حب الدنيا حتى يقدمها على الآخرة والحزم والإخلاص أن يجعل عمل الدنيا للآخرة الثانية : تفسير آية هود الثالثة : تسمية الإنسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة وهذه العبودية لا تدخل في الشرك ما لم يصل بها إلى حد الشرك ولكنها نوع أخر يخل بالإخلاص لأنه جعل في قلبه محبة زاحمت محبة الله عز وجل ومحبة أعمال الآخرة الرابعة : تفسير قوله ![]() إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط " وهي علامة عبوديته لهذه الأشياء أن يكون رضاه وسخطه تابعًا لهذه الأشياء الخامسة : وقوله : " تعس وانتكس وإذا شيك فلا أنتقش " يحتمل أن تكون الجمل الثلاث خبرًا أو دعاء السادسة : الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات وقوله في الحديث : " طوبى لعبد " يدل على الثناء عليه وأنه هو الذي يستحق أن يمدح لا أصحاب الدراهم والدنانير وأصحاب الفرش والمراتب منقول من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
',fn guf] ho` fukhk tvsi td sfdg hggi
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
معاق محتسب
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
معاق محتسب
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]() امين واياكم بارك الله فيكم وجزاكم الله خير
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
معاق محتسب
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]() بارك الله فيك |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
معاق محتسب
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]() امين واياكم بارك الله فيكم وجزاكم الله خير
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
معاق محتسب
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]() جزاك الله الفردوس
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
معاق محتسب
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]() جزاكم الله خيرآ كثيرآ وجعله في ميزان حسناتكم ..
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
معاق محتسب
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]() جزاكم الله خير وبارك الله فيكم ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|