4. قول الزور والعمل به والجهل في الصيام وغيره :
فقول الزور والعمل به منكرٌ لايحل ،لما ثبت في " صحيح البخاري" عن أبي هريرة -

-قال :قال النبي

((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)).
والجهل بقول الفحش والمسابة ونحو ذلك سوء خُلق ،ومنكر ٌ خاصةً للصائم : فقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله

قال

(قال الله تعالى:كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به.والصيام جُنَّةٌ،فإذا كان يومُ صوم أحدكم فلايرفث ولايصخب فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل : إنِّي صائم إنِّي صائم)).
وروى ابن خزيمة في صحيحه أن النبي -

- قال: (( ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيامُ من اللغو والرفث ،فإن سابَّك أحدٌ أو جَهِلَ عليك فقل : إني صائم إني صائم)).
وحديث أبي هريرة المتقدم أولاً رواه البخاري في (الأدب)من (صحيحة) بلفظ (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل)) ويدخل في الجهل كل ماكان فحشًا أو سِبَابًا أو غيبةً أو نميمةً أو كذبًا أو زورًا ونحو ذلك من آفات اللسان والجوارح،فيجب على الصائم أن ينزه نفسه عن الكذبِ والغيبةِ والجهلِ والسبابِ وكذلك يجب على غير الصائم، ولكنه في حق الصائم أشدُّ لحرمةِ الشهرِ والصيام.والله الموفق لتجنبها...
ِانتهى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5. طلاق البصر والسمع على وجه محرم :
قال تعالى: (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )) [سورة الإسراء : 36]
فالجوارح التي ائتمن عليها العباد هم المسؤولون عنها وفيم استعملوها، وقد اعتاد بعض الناس رؤية المنكرات أو سماعها كرؤية المتبرجات داعيات الفتنة، وهذا كله واجب الاجتناب في شهر الصيام وغيره، وتأكده في شهر الصيام ظاهر؛ لحرمة ومكانة شهر الطاعة والغفران.
وما أجمل أن يتخذ المسلم من شهر الصيام وسيلة لقطع العلائق والصلة بالمحرمات المرئية أو المسموعة، وسائر الشهوات، وفي الحديث القدسي (( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي )).
انتهى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6. استماع آلات اللهو في شهر الصيام وغيره :
وذلك أنه قد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم سماع المعازف وما يصاحبها، قال تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ))
[سورة لقمان : 6]
قال ابن مسعود -

- وغيره: هو الغناء، ولا شك أن المعازف والغناء داخلة في لهو الحديث الذي يضل عن سبيل الله.
وفي صحيح البخاري تعليقا بصيغة الجزم -وقال بعض العلماء موصول- : (( ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الحر والحرير والمعازف.....)) الحديث. وهذا ظاهر في التحريم ؛ وذلك لأن الاستحلال لا يكون إلا للمحرم، وصدق رسول الله -

- ، فقد استعمل الناس من أمة محمد المعازف والغناء على وجه فيه التهاون وعدم المبالاة، والواجب على المسلم إتباع ما جاء في القرآن والسنة، وترك المحرمات في شهر الصيام وهو آكد بالمنع لفضيلة الشهر وفي غيره.
انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7. التساهل بمعرفة أحكام الصيام :
فالواجب على المسلم معرفة أحكام الصيام الظاهرة الواجبة عليه؛ كوقت الفطر والإمساك، وكأنواع المفطرات، وكالذي يجب الإمتناع عنه وشروط الصيام ونحو ذلك؛ حتى تقع العبادة موقعها ويكون مأجورا عليها لفضيلة العلم.
انتهى.
المصدر/[المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة - لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ]