|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بـاب الحــــج
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على إمام المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه : إن موسم الحج موسم فاضل كريم يتربى فيه المؤمنون على كل فضيلة وخير ، ويتزود فيه المؤمنون بخير زاد ، والله جلَّ وعلا قد قال لعباده في أثناء آيات الحج : { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } [البقرة:197] ولهذا كان متأكداً على كل مؤمن أن يحرص على الاستفادة من مشاعر الحج وأعماله سواء مَنْ حجَّ أو لم يحج ، لأن الحج مدرسة إيمانية يتربى فيها المؤمنون على الأخلاق الفاضلة والعبادات الكاملة وحُسن التقرب إلى الله جلَّ وعلا والبعد عن مساخطه ومناهيه ؛ ولهذا أيضاً كان متأكداً على الدعاة إلى الله ومن يُعْنَون بالنصيحة لعباد الله أن ينتهزوا هذه الفرصة المباركة الثمينة لغرس الفضائل ونشر الآداب ودعوة الناس إلى الكمال بالإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلوات الله وسلامه عليه . وقد حجَّ رسولنا محمد ![]() ![]() ![]() ![]() وكان من أعظم ما قرر النبي ![]() أنه جاء في حديث جابر بن عبد الله ![]() ![]() فانظر أيها المؤمن هذا التأكيد العظيم والاهتمام البالغ بهذا الأمر في يوم عرفة وفي يوم النحر : ((إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا)) وجاء في الصحيح من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: ((اسْتَنْصِتْ النَّاسَ )) - أي أطلب منهم أن ينصتوا وأن يصغوا - ثُمَّ قَالَ عليه الصلاة والسلام : ((لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)) [3] ؛ فأكَّد على هذه المسألة العظيمة ؛ وهي الحذر من دماء المسلمين والتعرض لرقابهم والاعتداء عليهم ؛ (( لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا )) ، وسمى صلوات الله وسلامه عليه هذا العمل كفراً كما في قوله في الحديث الآخر : (( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ )) [4] ، وهو ليس بالكفر الناقل من الملة إلا أنه عمل ليس من خصال الإيمان وليس من خلال أهل هذا الدين القويم ، وإنما هو من خصال الكفر وأعمال الكافرين ، ولهذا سماه صلوات الله وسلامه عليه كفراً فقال : ((لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)) ، وأكد على هذه القضية مرَّات وكرَّات ، ومن تأكيده عليها : ما جاء عنه في حجة الوداع من حديث فضالة بن عبيدٍ ![]() وتأمل تحقيق الإيمان وتكميل الإسلام بأي شيء يكون ؟ وتأمل أيضاً في الوقت نفسه في حال من بسط يده في دماء المسلمين قتلاً وعدواناً وبغياً وظلما ؛ أين هو من تحقيق الإيمان ؟ وأين هو من تحقيق الإسلام الذي دعا إليه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ؟ ومن تأكيده على هذا الأمر في الحج : ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن سلمة بن قيسٍ الأشجعي ![]() إن هذا الأمر العظيم والعناية به لابد فيه أولاً من صلاح القلب ؛ بأن يكون القلب يبتغي وجه الله ، وفي الوقت نفسه ناصحاً لولاة أمر المسلمين وعامتهم ، وفي الوقت نفسه كذلك لازماً لجماعتهم ؛ فإذا كان المرء بهذه الصفة تحققت فيه الخصال الكريمة والخلال العظيمة والآداب القويمة ، وكان بعيداً كل البعد عن الاعتداء على الأموال والأنفس والأعراض ولعظم هذا المقام فقد أكَّد النبي ![]() ![]() وتأمل هذه الخصال الثلاثة العظيمة : الإخلاص لله ، والنصيحة لولاة الأمر ، ولزوم الجماعة ، وقد أخبر صلوات الله وسلامه عليه أن قلب المسلم لا يغل على هذه الخصال ؛ أي : لا يحمل غلاً وإنما يحمل صفاء ونقاء ، فهو في أعماله كلها يبتغي وجه الله سبحانه وتعالى ، لا يريد رياء ولا سمعة ، ولا يريد بها حطام الدنيا ، ثم هو ناصح لولاة أمر المسلمين ، ولازم لجماعتهم ، وحريص كل الحرص على ذلك ؛ بقلب طيّب ونفس مؤمنة ورجاء لعظيم موعود الله تبارك وتعالى . ولما كان هذا المقام لا يتحقق – أعني استتباب الأمن وبقاء الدماء والأموال بدون أن تُنتهك وتُنال بأذى - يتطلب جماعة ويتطلب وحدة وصفاء بين أمة الإسلام - ولا جماعة للمسلمين إلا بإمام - نبّه النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع على أهمية السمع والطاعة لولاة الأمر ، وأخبر صلوات الله وسلامه عليه أن ذلك من موجبات دخول الجنة ، فعن أبي أمامة الباهلي ![]() ![]() ومن تأكيده أيضاً على هذه الأمور في حجة الوداع : ما جاء في صحيح مسلم عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : سَمِعْتُ جَدَّتِي تُحَدِّثُ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقُولُ : (( وَلَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا )) [9] إذ إن انتظام أمر المسلمين لا يكون إلا بهذا ، وبدونه ما ثمَّ إلا الضياع والدمار . ونسأل الله الكريم أن يوفقنا لاتباع هدي النبي الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولزوم نهجه والعمل بوصاياه الكريمة ونصائحه القويمة وإرشاداته السديدة ؛ فهو القدوة والأسوة صلوات الله وسلامه عليه ، والحمد لله أولاً وآخرا . -------------------------
[1] صحيح مسلم (1218) [2] صحيح البخاري (1739) من حديث ابن عباس ، صحيح مسلم (1679) من حديث أبي بكرة ، واللفظ للبخاري . [3] صحيح البخاري (121). [4] صحيح البخاري (48). [5] مسند الإمام أحمد (22833) . [6] مسند الإمام أحمد (18220) . [7] مسند الإمام أحمد (16138) . [8] سنن الترمذي (616). [9] صحيح مسلم (1838). الموضوع الأصلي: خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الحج والتأكيد على حرمة الدماء والأموال والأعراض || الكاتب: عقيدتي نجاتي || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد o'f hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl td hgp[ ,hgjH;d] ugn pvlm hg]lhx ,hgHl,hg ,hgHuvhq
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|