بـاب السيـرة النبـويـة يختص بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومأثره والدفاع عنه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
الحمد لله الذي خلق الذكر والأنثى، من نطفةٍ إذا تُمْنى، وأن عليه النشأة الأخرى، أحمده سبحانه وأشكره على ما أعطى وهدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الأسماء الحسنى والصفات العُلى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي النُّهى، ومَنْ سار على دربهم واقتفى. أما بعد: فإن خير ما يوصي المرءَ أخاه: أن يتَّقي ربَّه ومولاه، ويعتصم بحبله وهداه؛ فهو العصمة من الفتن إذا تزاحمت، وهو النور في الإحَنِ إذا تراكمت: {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: 29]، {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282]. معاشر المسلمين: حينما يكون الحديث عن سيرة الحبيب - ![]() غير أن حديثنا عن حبيبنا لن يكون عن النبي القائد، ولا عن الرسول الداعية المربِّي؛ وإنما سيكون الحديث عن محمد - ![]() فتعالوا - أخوة الإيمان - نفتح نوافذ عن سيرته الأسرية، ونتفيَّأ شيئًا من حياته مع شريكات عمره. ما أحوجنا أن نروي أنفسنا ومجتمعنا من هذا النبع الصافي والخُلُق الوافي، وبالأخصِّ في هذا العصر الذي تطالعنا فيه الدراسات باستمرار عن ارتفاع معدَّلات الطلاق في المجتمع، أما أخبار النزاع الزوجي والعنف الأسري - فقد طفح كيلها وعلا زَبَدها!! إخوة الإيمان: لقد تمثَّل المصطفى - ![]() حبا الله تعالى نبيَّه أكمل الأخلاق وأنبل الصفات؛ فكان - عليه الصلاة والسلام - لزوجاته الزوج الحبيب، والموجِّه الناصِح، والجليس المؤانِس؛ كان - عليه الصلاة والسلام - يمازح نساءه في السرَّاء، ويواسيهنَّ في الضرَّاء، كان يسمع شكواهنَّ، ويكفكف دموعهنَّ، لا يؤذيهنَّ بلسانه، ولا يجرح مشاعرهنَّ بعبارته، يتحمَّل منهنَّ كما يتحمل أحدكم من أهله، وما ضرب بيده امرأةً قط. لا يتصيَّد الأخطاء، ولا يتتبَّع العثرات، ولا يضخِّم الزلاَّت، ولا يُديم العتاب. يتحمَّل الهفوة، ويتغاضى عن الكبوة. قليل الملامة، كثير الشكر والعرفان. ينظر إلى أحسن طباع المرأة، ويظهر حبه بهذا، ولا غرو في ذلك؛ فهو القائل: ((لا يَفْرَكُ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِه منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخر)). عباد الله: ولعلَّنا نقترب من بيوت النبوَّة؛ لنرى بعض المشاهد التي دوَّنتها كتب السنَّة، وحفظت لنا شيئًا من عشرة النبي - ![]() وأوَّل إطلالةٍ نقترب منها: هي مع ذلك البيت الصغير الذي مُليء إيمانًا وحكمة، وأذهب الله عنه الرِّجْس وطهَّره تطهيرًا. نُطِلُّ إلى ذلك المنزل المتواضع من كوَّةٍ فتحتها لنا أمُّنا؛ أم المؤمنين عائشة - ![]() ![]() ![]() "كان رسول الله - ![]() تأمل معي يا عبد الله هذه الكلمات المعدودات وهذا الوصف الوجيز البليغ: "كان أَلْيَنَ الناس، وأكرم الناس": لم يكن نبيُّنا تشغله قيادة الأمَّة وهمُّ دعوة الناس وإصلاح المجتمع عن إعطاء أخصِّ قراباته برَّه وكريم خُلُقه، لقد رأى الناس لين المصطفى - ![]() وكذا بلغ هذا اللين نهايته في تعامله مع أهل بيته. لقد رأى الصحابة كرم النبي - ![]() "كان ضحَّاكًا بسَّامًا": ما أحوجنا - عباد الله - أن نتمثَّل هذا الخُلُق مع أهلنا في منازلنا! يطول عجبك من حال البعض، يجود بالكلام الحَسَن والثغر المبتسم مع أصحابه ورفاقه، حتى إذا أغلق منزله وخلى بأهله - تغيَّرت شخصيته، فلا ترى إلا قتامة التجهُّم، وملالة التضجُّر، ولغة التأفُّف!! مع أن أهله بيته، ومَنْ جعل الله بينه وبينهم مودَّةً ورحمةً هم أوْلى الناس بالبشاشة، وأسعد العباد بهذا الخُلُق. ثم تأمل معي قول أمِّ المؤمنين "كان يكون في مهنة أهله": سَلْ نفسك يا عبد الله: كم كان حجم بيت المصطفى - ![]() ![]() ![]() لقد عاش نبيُّنا - ![]() ![]() ![]() كلا وربي، وإنما هو لمعنى أعمق: وهو أن هذه الأعمال وإن كانت يسيرة وحقيرة في نظر البعض - إلا أنها تحمل رسالةً إلى قلب الزوجة، تصنع فيها وشائج المودَّة ما لا تفعله ألاف الكلمات ومعسول العبارات. هذه الأعمال اليسيرة كأنما تنطق؛ فتقول: إن المشاركة مع المرأة في بيتها هي التي تبني المودَّة وتزرع الأُلْفَة، وتُديم الحياة الزوجية حيَّةً دفَّاقةً؛ لأن المرأة ترى زوجها قريبًا منها، يحمل عنها شيئًا من عبئها؛ فيكبر في عينها بقدر تواضعه، ويعظم في نفسها بقدر بساطته. ومشهدٌ آخر من بيت النبوَّة المبارَك: يجلس النبي - صلى الله عيه وسلم - في بيت عائشة، يتبادلان الحديث في جوٍّ هاديٍ مفعمٍ بالمودة.. فلم يفجأهم إلا طَرَقات الباب، وإذا هو خادم أمِّ المؤمنين زينب بنت جحش يحمل بين يديه طعامًا صنعته زينب للنبيِّ - ![]() فماذا صنع نبيُّنا وقدوتنا - صلى الله عله وسلم - أمام هذا المنظر؟ هل اعتبر هذا التصرُّف قضيةً تقلِّل من هيبته وتخلخل قِوَامته؟ أم تراه أسمع زوجته سلسلةً من كلمات العقاب وعبارات التوبيخ؟ أم تراه توعَّدها بالهجران؟ كلا.. كلا؛ لم يقل حينها شيئًا من ذلك، إنما تعامل مع هذا الخطأ بالأسلوب الأَمْثَل الذي ليس فوقه علاج، راعى في المرأة نفسيَّتها وسبب خطئها. جعل المصطفى - ![]() ومشهدٌ آخر في بيت أم المؤمنين عائشة - ![]() ينشب خلافٌ بينها وبين المصطفى - ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وإذا بعائشة التي كانت تراجع النبيَّ - ![]() ![]() فما كان من عائشة إلا أن استحيَتْ، وذهب ما كان من مراجعتها لرسول الله - ![]() ويشاء الله أن يمرَّ الصدِّيق من بيت عائشة؛ فيسمع رنين الضحكات، فيستأذن عليهما ويقول: "أدخِلاني في سِلْمِكما كما أدخلتُماني في حربكم"؛ قال النبي - ![]() ولعله يزداد عجبك يا عبد الله وتطول دهشتك - إذا عملت أن خير الخَلْق - ![]() يحكى لنا عمر بن الخطاب خبر هذا الهجران فيقول: "كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار". قال عمر: "فصخبت عليَّ امرأتي فراجعتني، فأنكرتُ أن تراجعني، فقالت: ولم تنكر أن أراجعك؟! فوالله إنَّ أزواج النبيِّ - ![]() ![]() أما نبينا - ![]() ![]() ومشهدٌ آخر تبرز فيه براعة المصطفى - ![]() يدخل النبي - ![]() فقال لها النبيُّ - ![]() ![]() وهكذا عالج النبيُّ - ![]() عباد الله: ومن صور عَيْش النبيِّ - ![]() ![]() يُصدُّ النبيُّ - ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() فأخذ المصطفى - ![]() ![]() تلك - عباد الله - حال نبيِّكم - ![]() بارك الله لي ولكم في القرآن والسنَّة، ونفعني وإيَّاكم بما فيهما من الآيات والحكمة. أقول ما تسمعون... الخطبة الثانية الحمد لله، حمدًا كثيرًا طيبًا مبارَكًا فيه، كما يحب ربُّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له العاقبة في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، نبيّه المرتضى ورسوله المجتبى، ![]() فيا أخوة الإيمان: هذا الخُلُق النبوي وهذه العِشْرَة المحمَّدية تحمل في طيَّاتها رسالةً إلى كلِّ مَنْ أساء فَهْم القِوامة، واختصرها في التَّعالي الأجوف، والأوامر الفضَّة والقسوة الحادة.
اعلم أيها الزوج المبارك: أن بيت المودة لا يُبنى على أعمدة الفضاضة وسقف الجفاء، وإنما يُشاد بالكلمة الطيبة، والخُلُق الحسن، والإعذار الدائم. تذكر أيها الزوج المبارك: أن امرأتك أمانةً في عنقكَ، أخذتَها من أهلها بأمان الله، واستحللتَ فرجها بكلمة الله؛ فاتَّقِ الله في ضعفها، وأحسن عشرتها، واستكمل حقوقها، ولا تكلِّفها العمل بما هو فوق وسعها. وتذكر: أن إكرام المرأة عنوان مروءة الرجل، وأصله وفائه، وأن إهانتها وظلمها برهانٌ على خِسَّة الخُلُق، وسفالة الرجولة. أيها الزوج المبارك: اجعل هدي نبيِّكَ مع أهله نبراسًا لك في حياتكَ؛ إذا كرهتَ من أهلكَ خُلُقًا فتذكر الصفات الإيجابية فيهم، ولا تنسَ أن كلَّ مخلوقٍ طُبِعَ على النقص، وأن الكمال مُحال. تعامل مع أخطاء أهلكَ بسماحةٍ ويُسْر، وعالِج الأمور بهدوءٍ واتِّزان، واجعل أمام عينيكَ دائمًا وصيةَ نبيِّكَ وحبيبكَ - ![]() اللهم صلِّ على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
i]d hgkfd - wgn hggi ugdi ,sgl lu .,[hji
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
![]() جزاك الله خير الجزاء
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
الشـــامـــــخ |
|
|