![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
التعريف والنشأة التعريف بالشيخ هو الإمام الزاهد الورع، بقية السلف: عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله آل باز. وُلِدَ في مدينة الرياض في الثاني عشر من ذي الحجة سنة 1330هـ في أسرة معروفة بالعلم والفضل، فمن أعيان هذه الأسرة:
أسرته والد الشيخ: هو عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله آل باز، وقد توفي في ذي القعدة سنة 1333هـ، وعمر الشيخ ثلاث سنوات. والدة الشيخ: هي هيا بنت عثمان بن عبدالله بن خزيم، تزوَّجت أولًا فهد بن مضحى، وأنجبت له منيرة، ثم تزوجت عبدالرحمن بن سيف، وأنجبت له إبراهيم، ثم تزوَّجت والد الشيخ وأنجبت له محمدًا وشيخنا، وتوفيت سنة 1356هـ، والشيخ في السادسة والعشرين من عمره. إخوة الشيخ:
زوجات الشيخ: تزوَّج الشيخُ - رحمه الله - أربع زوجات، هن:
للشيخ - رحمه الله - عشرة من الأبناء، أربعة ذكور، وست إناث: أما الذكور فهم:
حياته العلمية بداية طلبه للعلم لقد حثَّ الإسلام على طلب العلم، وجعل له مقامًا عظيمًا في شريعتنا الغراء، ورفع أهل العلم وجعلهم ورثةً للأنبياء، وقد وردت الأدلة الشرعية التي تحض على طلب العلم والحرص عليه ومن ذلك قول النبي ﷺ: مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقًا إلى الجنة[5]، وقال ﷺ: مَن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين[6]. ومن رحمة الله ولطفه بعباده أن قيَّض لهم في كل زمانٍ زمرةً من أهل العلم والفضل، يهدون الناس إلى صراط الله المستقيم، ويرشدونهم إلى المنهج القويم الذي رسمه سيد المرسلين محمد ﷺ. ويعد الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - واحدًا من رجال هذه الزمرة المباركة، الذين اختارهم الله جل وعلا ليحملوا ميراث النبي ﷺ ويبلغوه إلى الناس وقد هيأ سبحانه كافة السبل والوسائل التي أعانت الشيخ على السير في طريق العلم والاجتهاد في تحصيله. البيئة المحيطة: بدايةً من مولده ونشأته في مدينة (الرياض) هذه المدينة الغراء التي عُرفت في ذلك الوقت باجتماع أهل العلم والفضل، وكثرة وفود طلاب العلم إليها من شتى البقاع فكانت بمثابة البيئة العلمية التي استقبلت الشيخ منذ نعومة أظفاره، فأثرت في نشأته، وانطبعت في شخصيته، وأصبح محبًّا للعلم، مقبلًا عليه. [7] التشجيع الأسري: وإلى جانب تأثير هذه البيئة العلمية، كان لمحيطه الأسري أثرٌ عظيمٌ في إقبال الشيخ على العلم والتحصيل، حيث كانت الأسرة تشجعه أيما تشجيعٍ، وتدفعه دفعًا إلى ورود حياض العلم فبالرغم من الوضع المادي والمعيشي الذي كانت تعيشه الأسرة، إلا أن والدته - رحمها الله - كانت حريصة على تهيئة الجو المناسب لطلب العلم، وكانت تعينه بالنصح والتوجيه وكذلك كان يحرص أخوه على العمل والتكسب؛ لكي ينفق عليه ويكفيه مؤنته فيصبح متفرغًا للعلم بعدما كان يتاجر معه في الأسواق. [8] النبوغ والذكاء وعلو الهمة: ومما أعان الشيخ كذلك على السير في طريق العلم قدمًا ما حباه الله جل وعلا به من نبوغٍ وذكاءٍ فطري، وعلو همةٍ ونفسٍ وثابةٍ، فبالرغم من الأوضاع المادية والمعيشية والاجتماعية الصعبة التي كانت تسود بيئته والبيئات المحيطة به في ذلك الوقت لم تمثل هذه الأوضاع أية عوائق له، وذلك بفضل هذه النفس الوثابة والطموح العالي والهمة السامية التي كانت تحول بينه وبين اليأس والخنوع للواقع. [9] يقول عبدالرحمن بن يوسف: "لقد عُرف سماحته - رحمه الله - بالنبوغ المبكر، والألمعية النادرة، والنجابة الظاهرة، والذكاء المفرط منذ نعومة أظفاره، حتى بزَّ أقرانه ورفاق أترابه، فهو منذ صغره صاحب همة عالية ونفس أبية، وقلب طموح، وعليه فقد جعلته تلك الصفات الجليلة موضع تقدير واحترام وتبجيل وتعظيم لكل من عرفه آنذاك أو خالطه وزامله". [10] قوة الحفظ والذاكرة : ولقد تميز سماحة الشيخ منذ طفولته بقوة الحفظ والذاكرة حيث أتم حفظ كتاب الله تعالى بإتقان قبل البلوغ، كما حفظ عددًا كبيرًا من المتون العلمية وعندما ابتلي - رحمه الله - بفقدان بصره لم يكن ذلك عائقًا له عن السير في طريق العلم والاجتهاد في تحصيله - كما يحدث لبعض المبتلين - إنما استطاع أن يُحول المحنة إلى منحة حيث ساعده فقدان البصر على توفير مساحة واسعة من التأمل والتركيز والحفظ بإتقان.. يقول عبدالرحمن بن يوسف: "إن نعمة الحفظ وقوة الذاكرة هما من الأسباب القوية - بعد توفيق الله عز وجل - على تمكنه من طلبه للعلم، وازدياد ثروته العلمية المبنية على محفوظاته التي وعتها ذاكرته في مراحل التعلم والتعليم، وقد حباه الله من الذكاء وقوة الحفظ وسرعة الفهم ما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة". [11] بداية التحصيل: بدأ الشيخ - رحمه الله - طريقه بحفظ القرآن كعادة أهل العلم، وقد أتم حفظه قبل سن البلوغ على يد الشيخ عبدالله بن مفيريج، ثم اشتغل بطلب العلم على يد المشايخ في الرياض وأول من قرأ عليه: الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، قاضي الرياض، المتوفى سنة 1372هـ حيث قرأ عليه (الأصول الثلاثة) و(كتاب التوحيد) و(كشف الشبهات) وغيرها من كتب الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب. كما قرأ على الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ مدة في بيته في العقيدة وغيرها وقرأ كذلك على الشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق - رحمه الله - في الجامع الكبير في الرياض في النحو وغيره عام 1344هـ وقرأ على الشيخ سعد بن وقاص البخاري في القرآن والتجويد عام 1355هـ وقرأ على الشيخ العلامة حمد بن فارس الفارسي سجل (بيت المال) وكتاب (الآجرومية) في النحو. كما قرأ على الشيخ العلامة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ - مفتي البلاد السعودية سابقًا - المتوفى سنة 1389هـ، وقد لازم دروسه نحو عشر سنوات ابتداء من سنة 1347هـ إلى 1357هـ، وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية، حيث رُشِّح للقضاء من قِبل سماحته. [12] وبعد، فقد رأينا كيف تضافرت الظروف البيئية والسمات الشخصية على تنشئة سماحة الشيخ نشأة علمية؛ لتصبح سيرته العلمية نموذجًا فريدًا، حريٌّ بطلاب العلم أن يستلهموا منها الفوائد والعبر؛ ليكونوا من العلماء الربانين. من تأثر بهم أو أثر فيهم أولا: من تأثر بهم الشيخ: لقد تتلمذ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - على يدي زمرة من أهل العلم والفضل البارزين والأئمة الناصحين، وقد أفاد منهم أشدَّ الإفادة، وأخذ عنهم الصفات الحميدة، والعلوم الشرعية المفيدة والتوجيهات السديدة، والأخلاق الرشيدة، فكان لذلك أكبر الأثر في تكوينه وتحصيله العلمي. وقبل أن نشرع في ذكر هؤلاء العلماء، نشير إلى دور والدته - رحمها الله - التي أحاطته برعايتها وغرست فيه حبَّ العلم والإصرار على طلبه وكانت دائمًا تشجعه وتهيئ له البيئة المناسبة لطلاب العلم وكان الشيخ كثيرًا ما يذكر فضلها وأثرها في نشأته ويثني عليها، ومن ذلك قوله: "ولا شك أن لوالدتي - رحمة الله عليها - فضلا كبيرا وأثرا عظيما في تشجيعي على الدراسة والإعانة عليها، ضاعف الله مثوبتها، وجزاها عني خير الجزاء". [13] أبرز الشيوخ والعلماء الذين أخذ سماحة الشيخ عنهم العلم: 1- الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ: الذي ولد ونشأ في الرياض عام 1283هـ، في بيت علمٍ وفضلٍ، حيث كان والده الشيخ عبداللطيف مرجعًا للمسلمين ومصدرهم في العلم والفتوي فحفظ القرآن وحفظ المتون وأخذ العلم عن والده وعن غيره من علماء عصره: كالشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبدالملك بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن محمد بن حميد وغيرهم حتى صارت له اليد الطولى في علوم التوحيد والتفسير والحديث والفقه والعربية وأصبح من كبار علماء عصره وزمانه. [14] 2- الشيخ سعد بن حمد بن على بن عتيق: ولد في الحلوة عام 1268هـ، نشأ في بيئة علمية معروفة بالخير والتقى والصلاح، فوالده الشيخ حمد بن على بن عتيق، الذي حرص على تربيته تربية سليمة فشرع في القراءة عليه في القرآن الكريم والعلوم الشرعية الأخرى: كالحديث والفقه والتفسير والنحو، ثم سمت به الهمة للسفر إلى الهند سنة 1301هـ للتزود من العلوم النافعة وتحصيلها والقراءة على علماء الحديث هناك، وأخذ الإجازات العلمية والحديثية منهم. [15] 3- الشيخ حمد بن فارس بن محمد آل فارس: ولد في بلدة العطار عام 1263هـ، نشأ في بيئة علمية فقد كان والده الشيخ فارس من أهل العلم فنشأ نشأة طيبة، ورباه تربية صالحة فلازم والده ملازمة تامة حتى حفظ عليه القرآن الكريم، وقرأ عليه في علوم الفرائض والحساب ومبادئ العلوم، كما أخذ العلم عن عددٍ من علماء آخرين منهم الشيخ عبدالله بن حسين المخضوب القحطاني والشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ. [16] 4- الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين آل الشيخ: ولد في بلدة السلمية من إحدى بلدان محافظة الخرج سنة 1277هـ، ونشأ في بيئة علمية إذ والده الشيخ عبدالعزيز كان من العاملين بالقضاء وقد دخل الكتاب وتعلم مبادئ الكتابة والقراءة، ثم حفظ القرآن عن ظهر قلب، ثم شرع في طلب العلم مبتدئًا بالمتون العلمية المهمة وخاصة كتب شيخ الإسلام ومجدد الملة والدين الإمام محمد بن عبدالوهاب وغيرها من الكتب النافعة، وقد أخذ العلم من عددٍ من العلماء منهم: الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، والشيخ عبدالله الخرجي والشيخ حمد بن فارس، والشيخ محمد بن محمود - رحمهم الله جميعًا، وغيرهم من العلماء. [17] 5- الشيخ سعد بن وقاص البخاري: هو من العلماء الأفاضل المعروفين بسلامة المعتقد، وأصالة الرأي، وحسن التعليم، وإتقان التجويد وقد ذكر الشيخ ابن باز أنه أخذ عنه علم التجويد وقد شارك سماحته في الأخذ عن الشيخ سعد بن وقاص عددٌ من العلماء وطلبه العلم النجديين ومنهم العلامة عبدالله بن حسن قعود - رحمه الله. [18] 6- الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ: ولد في الرياض عام 1311هـ، ونشأ في بيئة علمية معروفة بالخير والعلم والإيمان، وخاصة في كنف والده الشيخ إبراهيم ولما بلغ الثامنة من عمره أدخله مدرسة تحفيظ القرآن التي هي للمقرئ المعروف عبدالرحمن بن مفيريج - رحمه الله - فختم القرآن تلاوة وحفظا وهو في الرابعة عشر من عمره قبل أن يصاب بمرض في عينه ويفقده بصره ثم شرع في قراءة المتون العلمية وخاصة مختصرات الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ومبادئ النحو والفرائض وغير ذلك من كتب العلم وفنونه المتنوعة، حتي نبغ في سائر الفنون وقد أخذ العلم عن عددٍ من أهل العلم منهم: والده الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف، وعمه الشيخ عبدالله بن عبدالطيف، و الشيخ المحدث سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ النحوي حمد بن فارس والشيخ الفرضي عبدالله بن راشد العنزي - عليهم رحمة الله - وغيرهم من أهل العلم والفضل. ومن المناصب التي شغلها الشيخ ابن باز: رئاسة دار الإفتاء والبحوث العلمية، ورئاسة القضاة، ورئاسة الكليات والمعاهد العلمية، ورئاسة الجامعة الإسلامية، ورئاسة دور الأيتام، والإشراف العام على رئاسة تعليم البنات، ورئاسة المعهد العالي للقضاة ورئاسة المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، ورئاسة المكتبة السعودية بالرياض، ورئاسة المعهد الإسلامي في نيجيريا، ورئاسة المجلس الأعلى للقضاء، ورئاسة معهد إمام الدعوة العلمي ورئاسة مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية، والإشراف على ترشيح الأئمة والمؤذنين، وتعيين الوعاظ والمرشدين، وكان خطيبًا للجامع الكبير وإمام العيدين، وإمامًا في مسجده وقد بدأ في إنشاء مجلس هيئة كبار العلماء، ولكن وافته المنية قبل أن يباشر المجلس أعماله. [19] ثانيا: من تأثروا بالشيخ:
يقول الدكتور محمد لقمان السلفي: "كان - رحمه الله - شديد العناية بالطلاب الذين يأتون إلى الجامعة للدراسة، وكان يقربهم من نفسه ويطلب منهم الجلوس بجانبه، ويسألهم أحوالهم في محيط الجامعة ويطمئن على سير دراستهم وصحتهم وراحتهم في المسكن، ويحل المشاكل بينهم إن وجدت، ويغتنم كل فرصة للحديث إليهم ينصحهم بالاجتهاد في الدراسة والإخلاص في النية والعمل بما يتعلمون وهكذا يسعى جاهدًا ليل نهار أن يربيهم على الخير، ويسلحهم بالإيمان والغيرة لدينهم، والاستعداد للقيام بالدعوة إلى الله إذا رجعوا إلى بلادهم". [20] ويقول الدكتور يوسف القرضاوي: "لم أر مثل الشيخ ابن باز في وده وحفاوته بإخوانه من أهل العلم، ولا في حبه وإكرامه لأبنائه من طلبة العلم... ". [21] وقد بلغ اهتمام الشيخ بطلابه إلى حدٍّ بعيدٍ، حيث سعى إلى توفير مساكن آمنة لهم، فطلب من الملك عبدالعزيز بناء بعض المساكن لهؤلاء الطلاب وبخاصة المغتربين عن بلادهم لطلب العلم على يدي الشيخ وبالفعل استجاب الملك لذلك المطلب، وليس ذلك فحسب إنما استطاع الشيخ بمساعدة الملك أن يوفر مكافآت شهرية لهؤلاء الطلاب تعينهم على التفرغ للعلم. [22] ونظرًا لما تميز به سماحة الشيخ من منزلة رفيعة ومكانة علمية عالية؛ تطلعت نفوس الكثيرين من طلاب العلم واشرأبت أعناقهم للأخذ عنه، ولم يكن بالإمكان حصر تلاميذه لكثرة عددهم وتفرق أماكنهم وأزمانهم، حيث ظلَّ الشيخ ينشر العلم بين الناس أكثر من ستين عامًا في الدلم والرياض ومكة والمدينة والطائف وغيرها. بعض طلاب الشيخ: [23]
ومن ذلك أنه عندما عُين قاضيًا على الدِّلم وجاء الأمر بنقله من المنطقة، وكان واقع هذا الخبر شديدًا على قلوب الجميع، ووصل الأمر بهم أن أرسلوا وفدًا منهم إلى الملك عبدالعزيز؛ يطلبون منه إبقاء الشيخ قاضيًا على المنطقة. [25] وفي عام 1414هـ عندما كان يعمل سماحته في الجامعة صدر الأمر الملكي بنقله وتعيينه في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وكان واقع هذا الأمر أيضًا شديدًا على الجامعة: طلابًا ومدرسين وموظفين، حيث احتشد عددٌ كبيرٌ من هؤلاء في المسجد؛ ليودعوا الشيخ ويعبروا عن تقديرهم لسماحته وحبه الذي خالط دماؤهم فما إن همَّ الشيخ بإلقاء كلمة يودع فيها هؤلاء المحبين إلا وفاضت الدموع من الجميع وارتفعت أصوات النشيج فتأثر الشيخ وبكى هو أيضًا، الأمر الذي يصور مدى الترابط الروحي بينهم وبين سماحة الشيخ. [26] وكما تأثر بسماحته عددٌ كبيرٌ من عوام الناس، سواء داخل المملكة أو خارجها حيث كان اسم الشيخ - رحمه الله - محل ثقة لديهم لعلمهم بمكانته وفضله، ولأن الشيخ كان يحيط هؤلاء العوام بالاهتمام والرعاية والقصص الدالة على ذلك كثيرة، نذكر منها قصة عجوز أفريقيا التي التقى بها بعض رجال هيئة الإغاثة في أدغال إفريقيا، فبعد مسير هؤلاء أربع ساعات على أقدامهم مروا على امرأة عجوز في خيمة فسلموا عليها وأعطوها بعض المعونات، فقالت لهم: من أي البلاد أنتم، فقالوا: من المملكة العربية السعودية، فقالت بلغوا سلامي إلى الشيخ ابن باز، فقالوا: يرحمك الله وما يدري ابن باز عنك في هذه الأماكن البعيدة فقالت والله أنه يرسل لي في كل شهر ألف ريـال بعد أن أرسلت له رسالة أطلب منه المساعدة والعون بعد الله جل وعلا. [27] فهذه المواقف وغيرها الكثير توضح لنا مدى تأثير الشيخ عبدالعزيز بن باز في الآخرين، فرحم الله سماحة الشيخ، ورفع درجاته في عليين. بالرغم من غزارة علم سماحة الشيخ وسعة اطلاعه ووضوح أسلوبه وعباراته إلا أنَّه - رحمه الله - لم يترك لنا عددًا كبيرًا من المؤلفات تتناسب مع سعة علمه واطلاعه وذلك يرجع لانشغال سماحته بما يحمل على كاهله من المهمات الوظيفية إلى جانب انشغاله بشئون العامة وإعداد الدروس والرد على المرسلات وأمور الإفتاء ونحوها. [28] ولقد خرجت أغلب مؤلفات الشيخ على شكل رسائل مختصره، تعالج موضوعات معينة، دعت الحاجة إلى تأليفها، حتى أصبح جميع ما سطره سماحته ذا أهمية ويمس الواقع وقد لاقت مؤلفاته - رحمه الله - القبول لدى عامة المسلمين داخل المملكة وخارجها؛ بفضل ما عُرف عن الشيخ من سعة العلم والفقه إلى جانب الإخلاص والتقوى وما تميزت به مؤلفاته من السهولة ووضوح العبارة، والبعد عن الإسهاب والإطناب الذي لا فائدة فيه، فكانت جميع كتاباته مركزة ووافية يسندها دائمًا الدليل والبرهان من كتاب الله وسنة نبيه محمد ﷺ [29] ومن أشهر هذه الكتب والمؤلفات:
فتاويه ترك الشيخ - رحمه الله - عددًا كبيرًا من الفتاوى المتنوعة والتي تعبر عن سعة علم سماحته، وحرصه على إرشاد المسلمين إلى ما يُصلح دينهم ودنياهم، ونذكر من ذلك:
ختام المسيرة من وصاياه حرص سماحة الشيخ - رحمه الله - على تطبيق السنة النبوية المطهرة في كل حياته، ومن ذلك جانب الوصية، فكان له وصايا عامة، ووصايا خاصة، ونستعرض في الأسطر القادمة أبرز ما جاء في هذه الوصايا: الوصايا العامة: من الوصايا العامة لسماحة الشيخ:
الوصايا الخاصة: من الأمور التي أوصى بها سماحته فيما يخصه الآتي:
وفاته خلد سماحة الشيخ - رحمه الله - إلى النوم في وقتٍ متأخِّرٍ من مساء يوم الأربعاء السادس والعشرين من محرم سنة 1420هـ، بعد يوم حافل باللقاءات وقضاء مصالح الناس، وبعد أن صلَّى ما كتب الله له من قيام الليل وفي حوالي الساعة الثالثة والنصف ليلًا جلس - رحمه الله - وتبسَّم، فسألته زوجته أم أحمد إن كان يريد شيئًا؟ فلم يُجبها، واضطجع مرةً أخرى، وبعد ذلك بدأ نَفَسُه يرتفع، وحشرج صدره وحاولت زوجته أن تُوقظه فلم يرد، فاستدعت أبناءَه؛ فجاءوا مُسرعين وحاولوا إسعافه، لكنه كان في غيبوبةٍ، فأحضروا له سيارة الإسعاف، وحُمِلَ إلى مستشفى الملك فيصل ولكن روحه فاضت إلى بارئها قبل وصوله إلى المستشفى، وكان ذلك قبل فجر يوم الخميس السابع والعشرين من محرم سنة 1420هـ، وقد تجاوز عمره التاسعة والثمانين بشهرٍ وأربعة عشر يومًا. [35] فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه خير الجزاء على ما قدَّمه لأمته الإسلامية، فقد كان منارةَ هدى، ومصباح رشادٍ لأبناء الأمة كلها، فكم فرَّج الله بسببه من كُرَبٍ، ورفع من بلايا، وعّلم من جهل. نسأل الله أن يجعله في عِلّيين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا. رحم الله الإمام عبدالعزيز بن باز رحمة واسعة هذه ليست السيرة والترجمة كاملة بل هي أجزاء بسيطة أخترتها لكم من موقع الإمام رحمه الله ولم أراد التوسع يرجع إلى المصدر هنا أخوكم الشامخ ------------------------------- (1)مجموع فتاوى ومقالات ابن باز (9/1)، وابن باز في الدلم قاضيا ومعلما، لعبدالعزيز البراك (11)، وسيرة وحياة الشيخ ابن باز، لإبراهيم الحازمي (13-15). (2)ترجمة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، لعبدالعزيز القاسم (15/1-22)، وموسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين، لعبدالعزيز أسعد (21/1). (3)ينظر: ترجمة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، لعبدالعزيز القاسم (23/1)، والإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن الرحمة (ص:35،34) وموسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين، لعبدالعزيز أسعد (22،21/1). (4)ينظر: ترجمة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، لعبدالعزيز القاسم (23/1)، وموسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين، لعبدالعزيز أسعد (22/1). (5)رواه الترمذي (2646). (7)عبدالعزيز ابن باز عالم فقدته الأمة، محمد بن سعد الشويعر (37). (8)عبدالعزيز ابن باز عالم فقدته الأمة، محمد بن سعد الشويعر (37). (9)ينظر: الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن بن يوسف (69). (10)ينظر: الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن بن يوسف (68). (11)ينظر: الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن بن يوسف (68). (12)ينظر: موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر، لإبراهيم الحازمي (19/1-20)، الإبريزية في التسعين البازية، لحمد بن إبراهيم الشتوي (25-27). (13)مجموع فتاوى ابن باز، محمد بن سعد الشويعر(350/3). (14)ينظر: الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، عبدالرحمن بن يوسف(69-70). (15)ينظر المصدر السابق: (71-73). (16)ينظر المصدر السابق: (75-76). (17)ينظر المصدر السابق: (77-78). (18)ينظر المصدر السابق: (79). (19)ينظر المصدر السابق: (79-82). (20)الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن بن يوسف الرحمة (416،415). (21)إمام العصر، لناصر الزهراني (138). (22)موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر، (203-205). (23)ينظر: الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز ابن باز، عبدالرحمن يوسف، (84-124). (24)نصيحة الشيخ ابن باز للشيخ محمد الأشقر - رحمهما الله، د. سعد بن مطر العتيبي، مقالة في موقع الألوكة. رابط: http://www.alukah.net/web/alotaibi/0...#ixzz512Z0PtlD (25)انظر: موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر، إبراهيم بن عبدالله الحازمي (29). (26)انظر: المصدر السابق(32-33). (27)جريدة المدينة، عدد: (13183)، بواسطة كتاب: مواقف مضيئة في حياة الإمام ابن باز، حمود بن عبدالله مطر(42). (28)انظر: الإبريزية في التسعين البازية، د. حمد بن إبراهيم الشتوي، (68). (29)انظر: موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر، إبراهيم عبدالله الحازمي (57/1). (30)انظر: الإبريزية في التسعين البازية، د. حمد بن إبراهيم الشتوي، (66-68). (31)انظر: مقدمة مقالات العلامة عبد العزيز بن باز في مجلة الوعي الإسلامي - إشراف: فيصل يوسف العلي، (24 -31). (32)انظر: جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، محمد بن إبراهيم الحمد: (53-54).
(33)ينظر: جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، رواية محمد الموسى (428)، والإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز، لعبدالرحمن الرحمة (377) وموسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين، لعبدالعزيز أسعد (1/ 25، 29). (34)ينظر: جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، رواية محمد الموسى (122)، وعبدالعزيز بن باز عالم فقدته الأمة، للشويعر (588) وموسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين، لعبدالعزيز أسعد (1/ 25). (35)ينظر: جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز، رواية محمد الموسى (586)، وعبدالعزيز بن باز عالم فقدته الأمة، للشويعر (806، 813) وموسوعة إمام المسلمين في القرن العشرين، لعبدالعزيز أسعد (1/ 38، 39).
jv[lm lojwvm ggYlhl uf]hgu.d. fk uf]hggi fh. vpli hggi lojwvm hggi jv[lm vpli
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
![]() رحمه الله وجعل ماقدمه في ميزان حسناته .،
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
![]() جزاك الله خيرا....
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
الشـــامـــــخ
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
السليماني, الشـــامـــــخ, خواطر موحدة |
|
|