11-04-11, 08:59 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Apr 2011 |
العضوية: |
2723 |
المشاركات: |
501 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.10 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
16 |
نقاط التقييم: |
112 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
البيــت العـــام
بسم الله الرحمن الرحيم مع استمرار رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، في نشر الدعوة الإسلامية ، ازداد عدد المسلمين ، وأخذ الإسلام يتسع وينتشر في القبائل العربية ، ورأت قريش أن المسلمين ازدادو قوة ومنعة ، وأصبحت لهم دولة نزلوا في أرضها ، واحتموا بملكها ، آمنين مستقرين ، وأن وفدهم الذي أرسلوه إلى النجاشي قد عاد خائبا فاشلا في المهمة التي أرسل بشأنها ، وأن المسلمين في مكة ازدادو عزة وقوة بأسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب ا ، كما رأت أن كل محاولات ثني رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عما جاء به ، من مناقشات ومحاولات إيذاء وضغوط مختلفة قد باءت بالفشل الذريع ، عندئذ تنادت قريش فعقدت مؤتمرا ، خرج المشركون منه وقد اتفقوا على أن كل يكتبوا صحيفة يتعاقدون فيها على أن لا ينكحوا {1} بني هاشم وبني المطلب ولا ينكحوا إليهم ، ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا {2} منهم شيئا ، ولا يقبلوا منهم صلحا حتى يسلموا محمدا للقتل ، وعلقوها على أستار الكعبة ، وكان قد كتبها لهم : منصور بن عكرمة العبدري ، فدعا عليه النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فشلت أصابعه التي كتب بها ، وكان غرضهم من هذه الصحيفة ، مقاطعة بني هاشم وبني المطلب ، لأنهم انحازوا إلى أبي طالب وتآزروا معه في الدفاع عن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في السنة السابعة للنبوة . ودخل بنو هاشم وبنو المطلب شعب {3} أبي طالب ، وتركوا منازلهم في مكة ، ومعهم رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وجميع أصحابه ، ، ما عدا أبا لهب الذي ناصر قريشا والذي أبدى الشماتة برسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وبأصحابه ن حتى إنه لقي هند بنت عتبة فقال لها : يا بنت عتبة هل نصرت اللات والعزى ؟ . فقالت هند : نعم جزيت خيرا يا أبا عتبة . ثم إن قريشا منعت عنهم الغذاء والطعام والشراب ، وكل ما يحتاجونه ، إلى أن اضطر كثير من المسلمين إلى أكل أوراق الشجر ، وكل شيء رطب ، وواجه الرسول الكريم ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأصحابه طوال ثلاث سنوات ، هذه المقاطعة بقوة وصلابة وبعزيمة لا تلين ، وبإيمان بالله لا يتزعزع . أما خديجة ، ا ، فقد أزنها ما حل بزوجها وبالمسلمين وجزعت أشد الجزع ، فشاركت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أحزانه وآلامه ، وواجهت معه الجوع والعطش ، ولم تكن لتفارقه فقد آثرت أن تترك بيتها لتخفف الصاب عن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم وبذلت في سبيل ذلك مالها ، وكذلك أبو طالب بذل ماله ، وكان يطلب من رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن ينام على فراشه ليلا حتى ينقطع المارة ويهدأ السير ، فيأمر أحد بنيه أن ينام مكان النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، لينام حيث شاء في مضارب بني هاشم وبني عبد المطلب ، وذلك خوفا عليه من محاولات إيذائه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كذلك كن يأمر أخوه حمزة والعباس أن يرابطا على مدخل الشعب ، ليرصدا تحركات المشركين خوفا من مؤامرة تستهدف حياة رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كما يأمر عبيدة والطفيل والحصين أبناء المطلب أن يرصدوا مدخل الشعب من الخلف . وكان أبو طالب يحمل ليلا سلاحه ويطوف حول البيوت مع جماعة من بني هاشم والمطلب ، ثم ينامون في النهار ، ووسط هذا كان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يدعو قومه إلى الله ليلا نهار ، وصباح مساء ، سرا وجهرا ، مظهرا أمر الله تعالى لا يخشى في ذلك أحدا من الناس ولا يخاف لومة لائم . وعندما كان يحاول بعض العقلاء ن خرق هذه المقاطعة ، وإيصال بعض الطعام إلى المسلمين ، كان المشركين يمنعونهم ويصدونهم ، فقد أراد حكيم بن حزام ، إيصال طعام لعمته خديجة بنت خويلد ، ا ، فمنعه أبو جهل ، لولا أن أبا البختري بن هشام الأسدي تدخل في هذا الأمر وانتصر لحكيم ابن حزام ، حيث أخذ حجرة وضرب بها أبا جهل فشجه ، وانصرف حكيم بن حزام إلى عمته فأوصل لها الطعام . وها هو هشام بن عمرو العامري ، يرق لحال المسلمين وما آل إليه وضعهم ، حتى أن صبيانهم كانت تسمع أصواتهم من وراء الشعب ، وكان هشام هذا شريفا مطاعا في عشيرته ، وكان يحضر بعيرا من إبله محملا بالطعام والثياب ويأخذ بخطامه {4} حتى يصل إلى شعب أبي طالب فيخلع خطام البعير ويطلقه ، ثم يضرب البعير لتجري وتدخل على بني هاشم ، وكان يفعل ذلك كل مدة يسيرة ، وكان يتألم كلما مر بالقوم ورأى حالهم ، ثم هداه الله عز وجل إلى أن يسعى في نقض الصحيفة الظالمة القاطعة للأرحام
|
|
|