![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
قال تعالى: (ربي اني وضعتها انثى والله أعلم بما وضعت) (36) آل عمران أخرجوها من غرفة العمليات .. أعصابه مشدودة .. بدأت ترتاح عندما رآها بخير .. و قدمت الممرضة بالمولود الجديد .. نسي نفسه و زوجته و العالم بأسره .. ركض إليها مسرعاً - ماذا رُزقتُ ؟؟ - أنثى .... تيارات قاسية من الحزن تخرج من جوفه تمر بحلقه و تخترق رأسه .. - إنها جميلة جداً ... و قالت أمها: ... إنها وجد... - نظر إليها .. شفاه وجد الطرية تتحرك و كأنها تريد أن تبتسم لوالدها .. لكن عيونه كانت تتحدث : لماذا أتيتِ ؟! لم أريدك أنت! كم انتظرت هذا المولود .. يا الله ! أيسبغ علينا سبحانه بنعمه ثم نركلها بدلاً من الشكران و الحمد!! كان خيراً لنا أن نركل ما رسب في أذهاننا من عادات مقيتة و تقاليد سقيمة تدل على سخف رؤانا و تفاهة تفكيرنا و قلة حيلتنا في التعامل مع مطالب الحياة .. دخل إلى زوجته بعد أن نقلوها إلى غرفتها .. تحدثت إليه : - ألم ترها ؟! إنها جميلة جداً .. انظر إلى هذه الشعرات الشقراء ما أروعها ... - لم يرد سوى بـ : حمداً لله على سلامتك .. غصت الأم و اغرورقت عيناها بالدموع .. ضمت ابنتها .. نظرت إليه نظره فاحصة .. كاد يعميها الحزن الذي يتلبسه .. أشاحت وجهها عنه و ألقمت وجد ثديها .. تدفق في لبنها جرعات زائدة من الحب و الحنان علها تعوضها ما ستفقد من حنان الأب ! مرت الأيام ... وجد تكبر و تحلو .. و أبوها غير مكترث لها .. غافل عن لحظات السعادة التي تغمر الوالدين عندما يراقبان حركات و سكنات ولدهما .. اليوم لثغة .. غداً تحبو .. و بعدها تمشي .. و هكذا .. عيناها الزرقاوان تلمعان و تسحران كل من يراهما بصفائهما و بريقهما .. صار عمرها ثلاث سنوات و خصل الشعر الأشقر وصلت إلى كتفها .. ثغرها شديد الحمرة بدأ يتحرك بكلمات بريئة تدغدغ القلب .. ذات يوم كان أبوها يجلس على الأريكة ذاهلاً عما حوله .. فأمسكت الكرة و رمتها إليه .. ارتطمت الكرة برجله و لم ينتبه ! ركضت نحو الكرة و رمتها إليه مرة أخرى .. أيضاً لم ينتبه .. صعدت على الأريكة .. قبلت يده و وضعتها على وجهها .. لكنه لم يتحرك .. نظرت إليه فإذا هو نائم .. وضعت رأسها على حضنه و بدأت تغني بكلمات قليلة حفظتها من أمها عندما كانت تغني لها لتنام .. وهي تمرر يدها على يده و كأنه طفلها و هي تنومه .. و هكذا حتى نامت هي الأخرى .. دخلت الأم فوجدت الاثنين نائمين معاً .. تفاجأت ! و امتلأت عيناها بالدموع فرحاً .. عندما استيقظ الأب قبّل وجد على رأسها قبلةً سريعة و مضى إلى عمله .. و لأول مرة منذ أن ولدت أخذ يفكر ماذا سيجلب لها و هو عائد إلى المنزل .. لقد تخيل أنه يعطيها السكاكر .. و أنها فرحة .. امتلأ قلبه بالنشوة عندما تحركت في مخيلته هذه الصورة .. أوقف سيارته .. نزل إلى البائع و جلب لها كيساً مليئاً بالسكاكر .. عاد إلى البيت في المساء .. فتحت زوجته الباب و هي في ثياب الخروج ! - ماذا دهاك ؟! لماذا أنت خارجة في مثل هذا الوقت ؟! - أبي مريض ، نقلوه إلى المستشفى و أريد أن أراه .. - إذاً أوصلك - لا ، ابق أنت عند وجد و سيأتي أخي ليأخذني الآن.. - حسناً ذهبت أم وجد و بقي هو مع وجد وحدهما في المنزل .. بدّل ملابسه و دخل إلى غرفة الجلوس .. كانت وجد تجلس على الأرض و تداعب دميتها .. رسم ثغرها ابتسامة مميزة كأنها تستدر عطفه .. - أتعرفين ماذا جلبت لك يا وجد ؟! - ردت بابتسامة .. - خذي هذه السكاكر .. إنها ملونة و لذيذة .. احتضنت وجد السكاكر و كأنها أمسكت كنزاً ثميناً .. كادت تطير بما تحمل في يديها .. أشارت إليه أن يفتح لها واحدة .. ففعل و ألقمها إياها بيده .. مصت إصبعه و هو يضعها في فيها .. لأول مرة يضع لها شيئاً في فمها !! ما هذا الشعور الرائع الذي حرم منه نفسه كل هذه الأيام ... جلس إلى أريكته يشاهد التلفاز ..و وجْد تلعب مع دميتها.. بدأ يحس بالتعب .. مد رجليه على الأريكة و حدث نفسه : اليوم كان شاقاً جداً .. أشاح بنظره عن التلفاز وأخذ ينظر إلى وجد و كأنه يراها لأول مرة ... التعب يزداد... صورة وجد تهتز في عينيه من شدة التعب .. اصفرَّ وجهه ! إنه يشعر بالاختناق .. حاول فتح النافذة إلا أن حركته كانت مشلولة .. فك زر القميص قرب رقبته .. وجهه بدا شاحباً جداً .. العرق البارد يتصبب بغزارة .. قلبه ينبض بسرعة ..أطرافه باردة .. حاول الوقوف يريد طلب المساعدة , وقع على الأرض قبل أن تصل يده إلى الهاتف .. لم يعد يرى شيئاً .. حتى قدرته على الكلام أصبحت مشلولة ..الظلام يملأ رأسه ! عرف أنه الموت .. صار يحاول أن يذكر الله بلسانه علّه يغفر له لكن لسانه لم يستجيب ... إنه يشعر بنفَسٍ قربه .. آه إنها وجد .. إنها قربه! زحفت وجد نحوه .. يداها ترتجفان و عيناها تبكيان .. المسكينة الصغيرة لم تعرف ماذا ستفعل ؟!! أخرجت السكرة من فيها فهي لا تملك غيرها!! وضعتها في فم أبيها... ضمت رأسه بكلتا يديها و هي تبكي و تلثمه من كل مكان في وجهه ... بدأت أمارات الارتياح تظهر على وجهه .. عادت زوجته بعد زمن قليل و أحضرت الطبيب من فورها .. أجرى له الطبيب الفحوصات و قال : لقد أصبتَ بانخفاض حاد في السكر و كدت تفقد حياتك.. ولكن هذه السّكرة هي التي أنقذتك !! أخذ يبكي كولد صغير .. استغرب الطبيب و انسحب لا يدري لمَ كل هذا البكاء ؟! حملت الأم صغيرتها و مشت باتجاه غرفة نومها .. فناداها : أم وجد ! لأول مرة يناديها أم وجد !! استدارت نحوه مستفهمة ماذا يريد منها.. - أريد وجد .. - إنها نائمة .. - أريد أن أقبلها .. - إنها نائمة ، قد توقظها .. - تعالي إليّ .. بكت أم وجد .. ضمها زوجها و هي حاملة بنتها... وقال لها : سامحيني أرجوك......سامحوني .. سامحني يا الله ! اغفرلي .. حمداً لك يا الله .. حمداً لك .. وضعت الأم إصبعها على فمها و أشارت إليه : اخفض صوتك ... إنها نائمة... منقول بتصرف بداية نحمد الله على نعمة الاسلام...وما جعل فيه من مكانة عالية للمرأة.. أتساءل أخواتي الغاليات.. لماذا لازالت بعض الفئات في مجتمعنا تنظر للبنات على أنهن نواقص أو عيب..؟! ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) فبدلاً من أن يحمدوا الله على النعمة التي أهداهم اياها فانهم يحزنون ويغضبون .. وتكفهر وجوههم..متناسين أن حفظ النعم يكون بشكرها.. ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد) ويتناسوا أن غيرهم قد حرم من نعمة الأطفال ذكوراً أو إناث... وأن كفران النعمة يؤدي الى زوالها... وكم من البنات من كن أنفع لوالديهم وأبر بهم من الأولاد... (آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً) (11) النساء. ونسوا أو تناسوا حديث رسول الله عن فضل تربية البنات... حيث قال ![]() وليس المقصود بكلمة ( ابتلي ) هنا الابتلاء أي المصيبة.... وانما يقصد بها: الاختبار والامتحان.. لان تربية البنات تحتاج لجهد ونصب..لما للمرأة من أهمية في الحياة... وأثر في المجتمع... فهي تمثل نصف المجتمع.. وتلد وتربي نصفه الآخر.. فإذا أحسنا تربيها... نكون قد أحسنَا انشاء مجتمع كامل... وأي أجر أعظم من أن تكون هذه البنت ستراً لوالديها من النار... فلنتقي الله في بناتنا ...ولنحسن تربيتهن ...عسى أن يكن سبيلاً لدخولنا الجنة بارك الله لكم في بناتكم وأولادكم ونعكم بهم ورزقكم برهم..
,QqQuQjXih HEkXen>>!
التعديل الأخير تم بواسطة دآنـة وصآل ; 22-05-11 الساعة 04:10 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
دآنـة وصآل
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() آميــــــــن .. الله يجزااكـ خير أختي على هذه القصة الجميلة .... الله المستعان مايعرفون قدر المرأة ؟؟؟
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
دآنـة وصآل
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() أشكــرمروركم العآطر الذي عطر متصفحي
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
دآنـة وصآل
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() والله مررة تحمسست مع القصصة,,
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
دآنـة وصآل
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() جزاك الله خيرا وبارك فيك
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
دآنـة وصآل
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() الرجل الذي يكره إنجاب البنات ليس لديهم عقل راجح |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
دآنـة وصآل
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
![]() الله يعطيك العآفية أختي كن دآعياً مروركم أسعدني وردودكم أنآرت متصفحي فأشكركم ولآعدمت مروركم المميزعلى موآضيعي
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|