جزاك الله خيرا
أخي المسك طيبك الله بمسك الجنة وأطيابها
استسمحك في أضافة قصة حصلت لي مشابهة من بعض الأوجه فأحببت أن اسردها معك في موضوعك الرائع
وأنه في احدى السنوات أيام التسعينات قد عملت في البترول في أحد المصافي الكبرى لكن كانت بعيدة عن محافظتي وكان لي سكن بجنب المصفى وفي أحد ايام سفري وكانت عادتي أن اسافر العصر لأصل في الليل ثم ابدأ صباح اليوم الآخر باكرا العمل وأنا كنت مسافرا في الباص وقبل أن أصل الى مكان عملي في مصفى البترول بمسافة قصيرة توجهت الى السائق مع حقيبتي وطلبت منه أن ينزلني عند المصفى ثم تبعني رجل في الخمسينات من عمره وطلب من السائق أن ينزله عند المصفى وقال له هذه أول مرة آتي هنا ولا اعرف الطريق فقلت له ياعم أنا أعمل هناك وأنزل معي وقد قارب الوقت هذه المرة من الثالثة فجرا وعندما نزلنا كان بيننا وبين الأستعلامات الخارجية حوالي 200 متر فقال لي الرجل أنا ابحث عن مشروع الماء الخام فقلت له هنا فقط مصفى بترول ولم اسمع بمشروع الماء الخام لكن أسأل الأستعلامات فهم يقولون لك وتركته بعد أن صعدت في أحد باصت المصفى التي تذهب الى داخل المصفى فكان سكني في المصفى وهو يبعد حوالي عن الأستعلامات الخارجية 5 كيلو مترات تقريبا وأثناء ركوبي في الباص نظرت الى الرجل فشاهدت في وجهه الحيرة والحزن فعرفت أنه لم يجد جوابا فأخبرت السائق أن هذا الرجل غريب وذكرت موضوعه ولا يعرف اين يذهب في هذا الوقت فأنتظرني حتى آتي به معي فأين يذهب هذا المسكين في هذا الوقت في المكان المقطوع فقال السائق افعل أنا انتظرك فذهبت الى الرجل الغريب وسألته فقال لايعرفون مشروع الماء الخام فقلت له تعال معي في الباص ونسأل الأستعلامات الداخلية فأن وجدتهم خير على خير وإن لم تجدهم فتعال معي البيت وفي الصباح رباح إن شاء الله فذهب معي الى الأستعلامات الداخلية وفي الطريق أخبرني بأن أحد أقربائه يعمل مدير قسم في المشروع وجاء هو ليوظفه معه وسألنا الأستعلامات فقالوا هذا المشروع جديد وهو ليس في المصفى لكنه قد بني خلفه وفي الصباح تأتي بعض الباصات من خلال طريق المصفى متجه الى المشروع فتعال في الصباح ونحن نركبك مع أحد الباصات المتوجهة الى المشروع فقلت له الحمد لله الآن تأتي معي وفي الصباح تتوجه الى هدفك شكرني الرجل وترحم لوالديّ فقد أنقذته من موقف لا يعلم إلا الله حرجه وفي سكني كان معي صديقان لي هو بمثابة الأخوة فسلموا علي وعلى الرجل ووضعوا لنا الطعام ثم سألوني مالذي جاء بأبيك معك خيرا إن شاء الله فقلت لهم ليس بأبي وقلت لهم الحكاية وفي الصباح ودّعنا وطلبت منه متى ما أحتاجنا فنحن هنا لكنه ذهب ولم يعد وأعتقد أنه وجد ضالته .وبعد سنين طوال سافرت الى أحدى دول الغرب فتعرضت لسرقة مالي كله ولم يبقى عندي دولار واحد أنا وجميع رفاقي ورمانا سائق التكسي في محطة بنزين ثم أنهزم عنا وأخذنا نجول في الشوارع ساعات لانعرف اين نتجه ووالله وفي هذه اللحظات تذكر قصة هذا الرجل فدعوت الله فأذا بنا نلتقي برجل من أهل سوريا الحبيبة فقصصنا عليه قصتنا وماحصل لنا فأستأجر لنا بيت وأطعمنا وأكرمنا في غاية الأكرام وقمنا بالأتصالات بأهلنا وأنا أتصلت بأخي فحول لي مبلغا من المال فسافرت ومازلت أدعوا الله لهذا الرجل السوري الكريم بالتوفيق وأن يكرمه الله في الدنيا والآخرة وأن يجعله الله من أهل الفردوس الأعلى و أن يحفظه وأهله من كل سوء ومكروه . والله سخر هذا الرجل لنا كما سخرني لذاك الرجل
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من أكرم ضيفاً وهو يعرفه فكأنما أكرمني ومن أكرم ضيفاً وهو لا يعرفه فكأنما أكرم الله عز وجل أو كما قال رسول الله
) ((عذرا لم أعثر مصدر الحديث لكني كنت أحفظه من الصغر))