البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
22-11-11, 04:38 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
البيــت العـــام
ــ المحور الأول ، وقفة للمحاسبة : أيام قلائل ونودع عاماً ونستقبل آخر ، تنقضي صفحة من صفحات أعمارنا وتفتح أخرى ، ولا ندري عن هذه الصفحة هل بيضناها بصالح قرباتنا أم سودناها بسوء أعمالنا . نودع عاماً ونستقبل آخر وأمة الإسلام في مرحلة حساسة وفاصلة من تاريخها لا يعلم خاتمتها إلا الله تبارك وتعالى . لا بد من وقفة لكل واحد في نهاية العام . إذا كان أصحاب الأموال ورجال الأعمال يقومون بمحاسبة دقيقة ومراجعة شاملة لكل ما فعلوه خلال عام كامل ، كم كسبوا وكم خسروا ، وماذا أنفقوا وكم ادخروا ، والخاسر منهم يفتش عن سبب الخسارة ليجتنبها ، والرابح يطور تجارته لجني المزيد ،،، فإننا أحق بطول المحاسبة من أهل التجارات والأموال، لننظر ماذا قدمنا لعام أدبر وماذا أعددنا لعام أقبل .{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } . قال الفاروق :" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض الأكبر { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ } . *ـــ المحور الثاني ، حقيقة المحاسبة : المحاسبة هي مطالعة القلب وتفكره في أعماله وأعمال اللسان وأعمال الجوارح ، فمن ترك نفسه تلغ في المعصية دون أن يحاسبها فكأنما قتلها، قال تعالى { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } ، قال ابن كثير رحمه الله : " أي لا تقتلوا أنفسكم بارتكاب محارم الله وتعاطي معاصيه وأكل أموالكم بينكم بالباطل ". ( التفسير 1 / 637 ) . وقال سفيان بن عيينة رحمه الله :" كان الرجل يلقى أخاه في زمن السلف الصالح فيقول له : اتق الله وإن استطعت ألا تسيء إلى من تحبه فافعل ، فقيل له : وهل يسيء الإنسان إلى من يحبه ؟ ، قال : سبحان الله نفسك أحب الأشياء إليك فإذا عصيت الله فقد أسأت إليها " .وقال الحسن البصري رحمه الله : " لا تلقى المؤمن إلا يحاسب نفسه ماذا أردت بكلمتي ؟ ماذا أردت بشربتي ؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه " ، وقال بعض السلف :" من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ولم يخالفها ولم يجرها إلى مكروهها فهو مغرور، ومن نظر إليها باستحسان شيء منها فقد أهلكها " . فلينظر كل واحد إلى تقصيره ، وليعزم عزماً أكيداً أن يحسن فيما يستقبله من أيام ، وليأخذ بالعزيمة الصادقة مع ربه على أن يكون عامه الجديد خيراً مما قد مضى .فالنفس سريعة التقلب ميالة إلى الشر كما أخبر بارئها عنها بقوله {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}. قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :" اعلم أن العبد كما ينبغي أن يكون له وقت في أول النهار يشارط فيه نفسه على سبيل التوصية بالحق ، فينبغي أن يكون له في آخر النهار ساعة يطالب فيها النفس ويحاسبها على جميع حركاتها وسكناتها ، كما يفعل التجار في الدنيا مع الشركاء آخر كل سنة أو شهر أو يوم ، حرصاً منهم على الدنيا وخوفاً من أن يفوتهم منها ما لو فاتهم لكانت الخيرة لهم في فواته ... فكيف لا يحاسب العاقل نفسه فيما يتعلق به خطر الشقاوة والسعادة أبد الآباد ؟ ما هذه المساهلة إلا عن الغفلة والخذلان وقلة التوفيق نعوذ بالله من ذلك " أ.هـ . ( الإحياء 4 / 588 ) . *ـــ المحور الثالث ، معنى المحاسبة : محاسبة النفس كما عرفها الماوردي هي :" أن يتصفح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال في نهاره ، فإن كان محموداً أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه ، وإن كان مذموماً استدركه إن أمكن وانتهى عن مثله في المستقبل ". ( أدب الدين والدنيا 342 ) .وقال ابن القيم رحمه الله :" المحاسبة أن يميز العبد بين ما لَه وما عليه فيستصحب ما له ويؤدي ما عليه لأنه مسافر سفراً لا يعود" .( المدارج ) . *ـــ المحور الرابع ، أهمية المحاسبة : 1ـــ المحاسبة الجادة تمنع الفرد الأمة من الانغماس في المعاصي والاسترسال فيها ، فحينما لا يتوقع الفرد والمجتمع حساباً على تصرفاتهم فإنهم ينطلقون في شهواتهم وأهوائهم ويتقلبون في مهاوي الخطيئة بلا زمام ولا خطام ، وهذه حال أهل النار الذين أخبر الله عن سبب شقائهم فقال { إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً * وَكَذَّبُوا بِآياتـِنَا كِذَّاباً } . 2ـــ المحاسبة تمكن العبد من الاطلاع على عيوب النفس ونقائصها ومثالبها ، ومن اطلع على عيوب نفسه أنزلها منزلتها الحقيقية ومنعها من الكبر والتغطرس فمعرفة قدر النفس تورث العبد تذللاً لله وعبودية له فلا يمنُّ بعمله مهما عظم ولا يحتقر ذنبه مهما صغر وهذه علامة التوفيق ، قال أبو الدرداء رضي الله عنه : " لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً " . كما أنها تزكي النفس وتطهرها وتلزمها أَمْر ربها فيفلح صاحبها ويفوز برحمة الله ورضوانه ، قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } . قال مالك بن دينار رحمه الله :" رحم الله عبداً قال لنفسه : الست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائداً " . 3ـــ المحاسبة تنمي عند المسلم الشعور بالمسؤولية والتصرف وفق ميزان الشرع الدقيق . يقول ابن القيم رحمه الله محذراً من ترك المحاسبة :" أضرُّ ما على المكلف الإهمال وترك المحاسبة والاسترسال وتسهيل الأمور وتمشيتها ، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك ، وهذا حال أهل الغرور : يغمض عينيه عن العواقب ويُمَشِّي الحال ويتكل على العفو فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة ، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأنس بها وعسر عليه فطامها "أ . هـ . ( المدارج ) . ورحم الله القائل : والنفس كالطفل إن تهمله شبَّ على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم فاحذر هواها وحاذر أن توليه إن الهوى ما تولى يُعْمِ أو يُصِم وراعها وهي في الأعمال سائمة وإن هي استَحْلَتِ المرعى فلا تسم كم حسَّنَت لذةً للمرء قاتلة من حيث لم يدر أن السم في الدسم وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم قال ميمون بن مهران رحمه الله :" إنه لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه " . والمحاسبة أنواع : أولها : أن يحاسب العبد نفسه على التقصير في الطاعات في حق الله تعالى ، ثم يسعى في جبر النقص بالنوافل . ثانيها : أن يحاسبها بعد القيام بالعمل على المعاصي التي ارتكبها ، يقول ابن القيم رحمه الله :" وبداية المحاسبة أن تقايس بين نعمته عز وجل وجنايتك ، فحينئذٍ يظهر لك التفاوت وتعلم أنه ليس إلا عفوه ورحمته أو الهلاك والعطب . ويتابع : وبهذه المقايسة تعلم أن الرب رب والعبد عبد ، ويتبين لك حقيقة النفس وصفاتها وعظمة جلال الربوبية وتفرد الرب بالكمال والإفضال وأن كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل ... فإذا قايست ظهر لك أنها ( أي النفس ) منبع كل شر وأساس كل نقص وأن حدَّها : أنها الجاهلة الظالمة وأنه لولا فضل الله ورحمته بتزكيته لها ما زكت أبداً ولولا إرشاده وتوفيقه لما كان لها وصول إلى خير البتة فهناك تقول حقاً أبوء بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي .أ . هـ . رحمه الله . ( المدارج ) . النوع الثالث من أنواع محاسبة النفس ، هو محاسبتها على أمر كان تركه خيراً من فعله ، أو على فعل مباح لم فعله ؟ أورد أبو نعيم بسنده عن الحسن قوله :" إن المؤمن يفجؤه الشيء ويعجبه فيقول : والله إني لأشتهيك وإنك لمن حاجتي ، ولكن والله ما من صلة إليك هيهات حيل بيني وبينك ، ويفرط في الشيء فيرجع إلى نفسه ويقول ما أردت إلى هذا وما لي ولهذا والله ما لي عذر بها ووالله لا أعود لهذا أبداً . *ـــ المحور الخامس : التفكر والاعتبار بما حدث في هذا العام : وإن نظرة سريعة في واقع العالم العربي والإسلامي تجعلنا ندرك أن أحداثا متسارعة ومتلاحقة وقعت، ولو تواطأ أهل الأرض على تدبيرها لما استطاعوا . فتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا تشهد ثورات ولا زال العراق وأفغانستان في دوامة القتل والعنف ، والأزمات الاقتصادية وما آلت إليه، وبخاصة في البلدان متوسطة الدخل تلك التي أوجعتها هذه الأزمات. أما المشكلات الاجتماعية المتنوعة، والتي تشكل أزمات مجتمعية متتابعة فأخذت أشكالا أكثر بروزا مع تعمق الأحداث السياسية والاقتصادية . 1 ـــ اندلاع الثورة التونسيه يوم 18/12/2010م وهروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم 14 / 1/ 2011 م ، الذي خنق الشعب التونسي ، ونهب أمواله، وصادر حقوقه، وسامه سوء العذاب، وفتن المسلمين عن دينهم، وحارب مظاهر الإسلام ، وفتح أبواب الفاحشة والفساد والمجون، ومنع الحجاب، وأقام دور البغاء بإشراف رسمي مباشر من وزارة الداخلية، فأحل الحرام، وحرم الحلال، وفعل ما لم تفعله دول الكفر، كل ذلك سعياً منه في إخراج جيل تونسي ممسوخ من الإسلام، ولا يخفى أن هذا العمل أشد فتكـاً بالمجتمع التونسي من القتل بالسلاح؛ كما قال الله تعـالى: {وَالْفِتْنَـةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْـلِ } وقال تعالى {وَالْفِتْنَـةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ } ثم هرب على أشد حال من الذل، وهذه سنة الله تعالى في الظالمين، قال الله تعالى {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} وقال تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} . إن ما مر من أحداث في تونس قد سبق مثله في التاريخ القريب والبعيد ، وهذا يفرض أن لا يقع الشعب التونسي فيما وقع فيه غيره من الشعوب التي استغلها المتربصون فعادت لتبدأ من الصفر، وهذا يستدعي من العقلاء والحكماء أن يتأملوا ذلك جيدا. 2 ـــ اندلاع الثورة المصرية 25/1/2011 ، ثم سقوط الرئيس المصري 11/2/2011 الذي بدل الشريعة، وأذل شعبه، وتسبب في جعله من أفقر شعوب الأرض، وسخر أجهزة الدولة لخدمة وحماية شخصه، وحول أمن الدولة لإرهاب الشعب، وأعان اليهود على المسلمين في غزة بإغلاق معبر رفح، وملاحقة الأنفاق ودفنها، وبناء الجدار الفولاذي بوصاية كاملة من المخابرات اليهودية والأمريكية، أما السجون والتعذيب والفساد المالي والإداري والسياسي فشيء يضيق المجال عن وصفه . وهذا يؤكد أن الظلم عاقبته وخيمة، وأن الظلم ظلمات ونتيجته حتمية في الدنيا والآخرة، قال تعالى {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} ، وقوله : "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ". وقوله : "الظلم ظلمات". فالدوائر تدور على الظالمين ولو بعد حين. ومن يوجب العمل بالعدل في كل شيء حتى على مستوى الأسرة الصغيرة، فكثير من الإنحراف والبغي والعدوان والقتل سببه الظلم. وبالظلم تحصل كثير من الآفات المجتمعية، والأمراض الفتاكة والجوع والبطالة، والقهر، ومن ثم السرقة، والمخدرات، والاعتداء على الأعراض، وسلب الأموال، كلها نتائج للظلم. 3 ـــ كارثة سيول جدة 26/1/2011 ، والتي راح ضحيتها العشرات وجرح المئات ودمرت كثير من المنازل ، وقد بينت هذه الكارثة عظم أداء الأمانة ووجوب القيام بها ، وأكدت على أنه لابد من محاسبة كل من يثبت أنه تسبب في حصول هذه الكارثة . يقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}. وقال تعالى {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ }. إن أداء الأمانة عاقبته محمودة في الدنيا والآخرة . أصاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي البغدادي أحدِ علماء الحنابلة فقر شديد حتى إنه لم يجد ما يدفع به عن نفسه الجوع، فخرج يوماً في الطريق فوجد كيسا من برسيم مشدودا بشرَابة قال:فأخذته وجئت به إلى بيتي فحللته فوجد فيه عِقداً من لؤلؤ، فخرجت فإذا بشيخ ينادي في السوق من وجد ضمة برسيم وله مكافأة من المال فقلت له تعال إلي فأعطيته الضمة، واعتذرت عن قبول المكافأة، فلما ألح علي قلت إني فعلت واجبي ولا آخذ له جزاءً ، ثم خرج أبو بكر البغدادي إلى البحر في سفر فانكسر المركب وغرق الناس ، وحمله البحر إلى جزيرة فيها قوم ، فأخذ يعلم الناس وفتح الله عليه في تلك القرية، وكثر ماله ،وتحسن حاله.ثم أراد أهل القرية تزويجه فتاةً يتيمة، فلما زفوها إليه، وجدها تلبس ذلك العقد الذي وجده ذات مره في ضمة البرسيم ورده إلى صاحبه ، فأدْهشه رؤيةُ العِقدِ وأطالَ النظرَ إليه، حتى إنَّ عروسه وجدت في نفسها؛ لانشغال عروسها عنها بالنظر إلى العقد ، فسألته: ما بالك تطيل النظر إلى العقد بدلا من النظر إلى عروسك في يوم زفافها ؟ فأخبرها بقصته مع ذاك الرجل الذي فقد العقد ورده إليه .قالت: ذاك الرجل هو والدي ، وكان يدعو الله أن يكافئك لأنه لم يكافئك. (ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: 1/196). فقد كافأ الله التقيَ الأمين بأن رد إليه العِقد وصاحبته بالحلال ، وكيف كانت ثمرة الأمانة أن صاحب العِقد كان يدعو في ظهر الغيب للرجل فكان ذاك الدعاء سبباً في تفريج الكرب إذ غرقت السفينة ونجىَ الأمينُ ويسَّر اللهُ له سُبَلَ العمل . فهذا يحتم على أهل المسؤوليات استشعار عظم المسؤولية وما تقتضيه هذه المسؤولية من أعمال يجب أن يقوموا بها. وجاء البيان الملكي بصرف تعويضات للمتضررين من هذه الكارثة ، ليعكس شفقة الراعي على رعيته وتحمله للمسؤولية بكل أمانة عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". وكان خطابه المواسي للمفجوعين بهذه الكارثة ينضح شفقة . قال النبي صلى الله عليه وسـلم:" اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به ". 4 ـــ الفيضانات الجارفة في البرازيل أستراليا وتايلاند . حيث مات المئات وغرقت أراض شاسعة ودمرت محاصيل زراعية كثيرة ، وشرد عشرات الآلاف من منازلهم ، وهذا يبين عظمة قدرة الله ، الذي جعل المطر رحمة ونعمة ، بقوله { هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد}. وقد يحوله إلى نقمة وعذاب ، فكم أهلك الله بالمطر والماء أقواماً تمردوا على شرعه ، وفسقوا وظلموا {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا }. 5 ـــ وربما منعه من أقوام آخرين ، فتجف الأرض ويموت الزرع وينضب الضرع ، وهذا ما حدث في منطقة القرن الأفريقي ، حيث ضرب الجفاف تلك المنطقة وجاع ملايين الناس وانتشرت الأمراض وهلكت الأنعام والحرث . وكان عشرات الرُّضَّع يموتون كل يوم ، وكثير ممن نجا منهم يموتون خلال 24 ساعة من وصولهم إلى مخيمات الإغاثة بسبب الإنهاك والتعب والجوع والمرض ، هذا بالإضافة إلى موت الكثير من العوائل الذين يضلون طريقهم في الصحراء الحارقة التي تزيد درجة الحرارة فيها على خمسين درجة مئوية. نقلت صحيفة الاندبندنت عن مديرة منظمة ميرلين البريطانية للمساعدات الطبية لويس باتيرسون قولها "لم نر شيئا كهذا منذ عقود طويلة. حتى الأطباء والممرضون الذين تعودوا على هذه المهنة لا يستطيعون حبس دموعهم للمآسي التي يرونها". وقال المتحدث باسم اليونيسيف ماريكسي ميركادو، في مؤتمر صحفي مؤخرا "لدينا أكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية، نصفهم في حالة تهدد حياتهم". ووصف رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس الحالة بأنها "أسوأ مأساة إنسانية نواجهها في العالم". ما حدث يحتم التعاون والتكاتف لإنقاذ المسلمين في الصومال من هذه المجاعة عملاً بقوله تعالى { إنما المؤمنون إخوة } وقوله :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ". رواه الشيخان . وقد كان للمملكة قصب السبق في ذلك ، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين بإغاثة مسلمي الصومال بـــ60 مليون دولار وهي أكبر منحة دولية صرفت للصومال ، ووجه بحملة شعبية تبرعت بمئات الملايين من الريالات ، إضافة إلى جسر جوي إغاثي . 6 ـــ إندلاع الثورة اليمنيه يوم 11/2/2011م ، ولا زالت الاضطرابات في الساحات ولا زال القتلى يسقطون يومياً ، والنبي يقول :" الايمان يمان والحكمة يمانية ". فاليمنيون حكماء وعليهم أن يجتازوا الأزمات مهما عظمت ،تاريخهم يشهد بذلك : ـــ لما احتل الأحابيش اليمن اجتمع الحكماء اليمنيون بقيادة سيف بن ذي يزن وحرروا أرضهم حتى هنأهم العرب جمعيا في وفد كبير إلى صنعاء برئاسة عبد المطلب جد الرسول () ومعهم شاعر ثقيف أمية بن أبي الصلت الذي مدح سيف بن ذي يزن بقوله: اجلس بعزٍّ عليك التاج مرتفعاً في قصرٍ غمدانَ حالا منك محلالاَ. ـــ ولما جاء الإسلام كان الحكماء اليمنيون من أعظم أنصاره، بل الأوس والخزرج من الأنصار أصلهم من اليمن . يقول الشاعر اليمني عبد الله البردّوني مخاطباً رسول الله : أنا ابن أنصارك الغُرّ الأُلى سحقوا جيش الطغاةِ بجيش منك جرّارِ. ـــ هزم اليمنيون بريطانيا لما أرادت احتلال اليمن ، فقال شاعرهم وعالمهم يحيى الإرياني مخاطباً الإنجليز: ما خضعنا للتركِ مع قربهم في الدِّين منا فكيف نرضى البعيدا؟ فاليمن هو مهد العروبة، وأرض الإيمان، ودار الحكمة، واليمنيون رجال البسالة، وأبناء الأصالة، وسوف يجيدون حل مشكلاتهم بحكمتهم، وكل محب لليمن وحريص عليه يريد اليمن السعيد الموحد، الوحدة التي تقوم على العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه. وعلى أطراف النزاع في اليمن أن يحافظوا على بلادهم بحكمتهم، وأن يجعلوا العدل مكان الإقصاء والتهميش، والحوار والحكمة مكان السلاح والبندقية ، والأخوّة والتصافي بديلا عن الاختلاف والتناحر، ففي وحدتهم قوة لهم واستتباب لأمنهم، وحفاظ على مسيرتهم ، قال تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} وقال تعالى {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} . وليعتبروا بنتائج الفتن وثمار الاختلاف ، وما جرى في الصومال والعراق وأفغانستان لما وقع التناحر والاقتتال كيف ذهب الأمن والتعمير والبناء، وتعطلت مسيرة الإصلاح والتعليم، وعاش الناس الخوف والقلق والتمزق والجوع والقتل . مأساة دماج المسكوت عنها : من المستغرب التعتيم الاعلامي على الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثيين على منطقة دماج بمحافظة صعدة التي تضم دار الحديث وفيها الآلاف من طلبة العلم . وقد توفي عدد من الأشخاص جراء الحصار المطبق الذي يفرضه الحوثيون على منطقة " دماج" منذ نحو شهر، بعد فشل وساطات قبلية لإنهاء النزاع الذي يدور بين الجانبين منذ انتهاء الجولة السادسة من الحرب التي شهدتها المحافظة بين القوات الحكومية اليمنية وأتباع الحوثيين، حيث بدأ مسلحو جماعة الحوثي باستهداف الطلاب الدارسين في مركز دار الحديث بدماج بالقتل والتضييق والاعتقالات والتحقيق معهم ومصادرة ممتلكاتهم، قبل أن ينتهي المطاف إلى الزحف المسلح عليهم وحصارهم في مساحة لا تتجاوز 2 كيلو متر مربع تحيط بها العديد من الجبال التي يتمركز فيها الحوثيون . ويواجه طلاب دار الحديث في دماج الموت من الجوع ونقص المياه ، ما يحتم ضرورة نجدتهم قبل أن يهلكوا ومعهم أسرهم وعائلاتهم الذين يقدر عددهم بالآلاف . ولا بد من ممارسة الضغط على الحكومة اليمنية والزعامات القبلية الكبيرة لبذل جهودهم وفك الحصار عن هذه القرية الصغيرة . ولا بد من إلقاء الضوء على هذه القضية وتغطيتها إعلامياً بما يليق بحجم مأساة يباد فيها آلاف الأبرياء والمدنيين. 7 ـــ اندلاع الثورة الليبية 17/12/2011م ، ثم إعدام القذافي 22/10/2011 م ، وهي نهاية محتمة لكل باغ وظالم . وهنا يحسن تذكير أهل العلم والمصلحين والدعاة في ليبيا بضرورة القيام بواجباتهم الشرعية والعملية في قيادة أمتهم وتسديد مسيرتها، وتوجيهها نحو أعدل السبل وأقوم الطرق، التي بها يصلح حال البلاد والعباد، متحرين في ذلك رضا ربهم، ومراعين فقه واقعهم، دون حيف أو خوف . وعلى الشعب الليبي أن يتكاتف للحفاظ على أمنه ، وقطع الطريق على المتربصين به، والتمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم، وجمع القلوب والائتلاف، والبعد عن الفرقة وأسباب الاختلاف مع لزوم الصبر والثبات والفزع إلى الدعاء حتى يفرج الله تعالى الغُمَّة، ويكشف الكربة. 8 ـــ إندلاع الثورة السورية يوم 15/3/2011م ، ولا تزال المجازر تقام كل يوم وليلة ، ولا زال النظام النصيري يمعن في القتل والتعذيب وترويع الآمنين ، في ظل صمت دولي مطبق ، عدا الاستنكار اللفظي والشجب المجرد . فما السر وراء هذه المعاملة التفضيليَّة التي لا يحظى بها سوى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والكيان الصهيوني؟. السر هو في وجود حلف الأقليات :فهناك تحالف ضمني بين النظام النصيري في دمشق، وبين الكيان الصهيوني في تل أبيب، فوجود كل منهما فيه فائدة لوجود الآخر. وخاصة بالنسبة للكيان الصهيوني، الذي يعتبر وجود النظام النصيري في دمشق، حاجة إستراتيجية للكيان الصهيوني ودرع حماية واق له. ففي (2/9/2007)كتب باحث ومستشرق صهيوني مقالا في صحيفة بديعوت أحرونوت، وأعادت نشره صحيفة القدس العربي بعد ترجمته للعربية ، جاء فيه : ( تدل قواعد اللعب في المنطقة على أنه يجب تفضيل أخف الضرر على أشده. عندما نقارن بين الخيارين يتضح كثيرا أن ضرر عائلة الأسد أخف من الضرر قد يُحدثه المعارضون له ) . وقبل 5 أيام فقط ، قال رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال عاموس جلعاد : ( إن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على إسرائيل، وذلك نتيجة لظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا ) . ( الاسلام اليوم ) . ما سبق يُبين سبب الصمت الغربي على جرائم نظام الأسد ورجاله ، باستثناء الحملة الإعلامية وبعض الضغوط الاقتصادية والسياسية التي لم تشكل أي خطر، حتى الآن على النظام السوري، بسبب الموقف الروسي والصيني الذي يتحرك خلف المسرح مشتبكًا مع خيوط المصالح الإيرانية. ويفسر لنا أيضاً كيف كانت حركات الرفض لهذا النظام طوال الفترة الماضية، توأد في مهدها دون شهود أو حضور إعلامي يكشف مساحة القسوة والبطش التي كانت تمارس بحق المعارضين . ويكشف تورط إيران في دعم النظام البعثي ، فإن إيران تبدو اللاعب الأبرز في الملف السوري ونجحت حتى الآن في منع سقوط نظام الأسد. وتشير التحليلات إلى أنها ما تزال ماضية في سياستها المعلنة والخفية في خوض معركة مناصرة النظام السوري، وتجييش كل القوى المحلية الإقليمية والدولية للمساعدة في صد الهجوم السياسي والاقتصادي، وتحفيز "الوكلاء" المحليين والإقليميين لإثارة المزيد من الشغب والتشويش على خطاب مناصرة الشعب السوري ضد الظلم. ويتجلى الدور الإيراني في عدة أمور : أ/ تحذير قادة طهران لكل دول العالم بما فيها دول المنطقة من التدخل في القضية السورية . ب/ مساندة حزب الله للنظام البعثي بالرجال والخبرات . ج/ الإيعاز إلى كل من حكومة لبنان بالرفض ، والعراق بالتحفظ على قرار الجامعة العربية الأخير ، بحجة أن بغداد تتخوف من تأثر العراق سلبياً بالمتغيرات التي ستعصف بالنظام السوري ، خاصة أن بغداد تنظر الى المعارضة السورية الحالية بعين الريبة والشك. د/ كشفت مصادر إعلامية لصحيفة المستقبل اللبنانية عن وجود توجيه إيراني للقنوات العراقية الموالية لطهران بالإسراع في فتح مكاتب لها في دمشق لدعم النظام السوري. هـ / دعم النظام السوري بمليارات الدولارات . و / اكتشاف أجهزة مراقبة انترنت أمريكية في سوريا ، كانت قد سُلمت للسلطات العراقية . 9 ـــ تقسيم جمهورية السودان إلى دولتين يوم9/7/2011م . ولا يخفى أن هذا التقسيم يأتي ضمن خطة الشرق الأوسط الكبير التي أنكب المحافظون الجدد في فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق بوش على تنفيذها ، والتي ترمي إلى إقامة 54 أو 56 كيانا في المنطقة الممتدة من أفغانستان حتى سواحل المحيط الاطلسي وذلك محل الأقطار الموجودة حاليا وغالبيتها عربية، بهدف خلق أوضاع سياسية وإقتصادية تسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بإيجاد مناخ ملائم لضمان تزودها على المدى الطويل بمصادر الطاقة النفطية والمتجددة والتحكم فيما يصفه بعض الجغرافيين بمركز العالم القديم، بكل ما يعنيه ذلك من قدرة على صياغة الوضع العالمي خلال عقود. خطة الشرق الأوسط الكبير هي الصيغة الأحدث للمشروع الإستعماري الذي بدأ مع بداية القرن العشرين واستهدف تفتيت الأقاليم التي انتزعت من الإمبراطورية العثمانية وتشكيل دول مختلفة وتمهيد الطريق لتحويل المنطقة الفلسطينية إلى مركز استيطان لليهود وبالتالي تشكيل حاجز جغرافي بين شرق وغرب الأمة العربية. غير أن هذا التفتيت لم يعد كافيا خاصة وأن أقطارا عربية تمكنت من بناء قواها الذاتية وأصبحت قادرة على إعادة تشكيل موازنات الأمن الإقليمي التي فرضتها القوى الإستعمارية، كما أن أقطارا أخرى تمكنت من استعادة أجزاء كبيرة من أراضيها وتوحيدها ومنع مزيد من التشرذم وبناء الكيانات الهزيلة. في عهد الرئيس الأمريكي السابق بوش طرح صقور البيت الأبيض عدة أساليب للوصول إلى تنفيذ المخطط ، فزيادة على العمل العسكري المباشر أو بالوكالة، شكلت الفكرة التي سموها «الفوضى الخلاقة» أحد أعمدة التدخل الخفي لرسم الخارطة الجديدة للمنطقة. ويرى بعض المحللين أن فكرة «الفوضى الخلاقة» تبلورت من التجربة الأمريكية في الصومال ، فبعد أن عجزت واشنطن عن الاحتفاظ بقواتها في هذا البلد استطاعت استكمال تدميره كدولة في فترة التسعينات وحتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عن طريق تغذية الصراعات الداخلية، والاستعانة بأطراف خارجية. وشكل غزو الولايات المتحدة لإفغانستان سنة 2001 مدخلا لإستهداف العراق للسيطرة على ثرواته النفطية التي هي من الأكبر في العالم وتدميره كقوة إقليمية كبيرة تهدد الكيان الصهيوني، ثم في وقت لاحق باكستان التي لم ترض غالبية الدول الغربية عن تمكنها من دخول النادي النووي، وتريد واشنطن تقسيمها على أسس عرقية ودينية. بعد العراق وأفغانستان أنتقل العمل على تفتيت السودان، وزعزعة وحدة واستقرار اليمن بهدف إعادة تقسيمه . 10 ـــ الاضطرابات في البحرين : ما جرى في البحرين يؤكد أن الشيعة يُستخدمون من قبل إيران لتنفيذ مخططاتها في المنطقة . ويكشف أطماع إيران في البحرين واعتبارها جزءاً من أراضيها، وعدم الاعتراف بجوازات السفر التي كانت تصدرها البحرين ، واعتبارها إحدى المحافظات الإيرانية... ، بل واحتسابها من إرث مملكة فارس التي ورثتها إيران اليوم . ولا يقتصر النهج العدائي هذا على جزيرة البحرين ، بل قامت إيران باحتلال ثلاث جزر تتبع دولة الإمارات العربية المتحدة هي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى, سنة 1971 وسنة 1992, وما زالت إيران تحتلها حتى اليوم وترفض التخلي عنها. ولعلّ تصريح رئيس وزراء إيران سنة 1944 حاجي ميرزا أغاسي ما يوضح حقيقة النظرة الإيرانية إلى الخليج فيقول : (إن الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة بأن الخليج الفارسي من بداية شط العرب إلى مسقط بجميع جزائره وموانيه بدون استثناء وبدون منازع ينتمي إلى فارس) . (وجاء دور المجوس ص302 ) . هنا يحسن تذكير ملك البحرين وكافة حكام وقادة العالم الإسلامي أن صلاح البلاد والعباد يكون بإقامة حكم الله فيهم وتطبيق الشريعة عليهم ورد التنازع لحكم الله ورسوله عملا بقول الله جل في علاه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } وسياسة الناس بالشريعة هو الخير المطلق والسعادة التامة للراعي والرعية وهو أهم وظائف الإمامة . أوصى الحسن البصري عمر بن عبد العزيز رحمهما الله فقال: (إن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفة لكل مظلوم، ومفزع كل ملهوف، وهو القائم بين الله وبين عباده، يسمع كلام الله ويسمعهم، وينظر إلى الله ويريهم، وينقاد إلى الله ويقودهم، وهو كالعبد الذي ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله، وهو الذي لا يحكم في عباد الله بحكم الجاهلية ولا يسلك بهم سبيل الظالمين، ولا يسلط المستكبرين على المستضعفين، فهو وصي اليتامى وخازن المساكين يربي صغيرهم ويمون كبيرهم). دخول قوات درع الجزيرة للبحرين: أربك كل الخطط الإيرانية في الخليج، حتى إن إيران لا تعرف ما تفعل تجاه تلك الخطوة. وقال المحلل السياسي ومؤسس شركة "ستراتفورد" للمعلومات الأمريكية، جورج فريدمان :"إن دخول قوات درع الجزيرة بقيادة "السعودية" إلى البحرين، يضع إيران في موقف صعب، حيث كانت إيران تأمل في استخدام انتفاضة البحرين؛ للدعوة إلى زعزعة الأمن في الخليج العربي، لكن الخطوة السعودية بدخول قواتها إلى البحرين، فاجأت إيران، وأربكت كل خططها في الخليج". وهذا يؤكد على توقف مشروع إيران في الخليج العربي، ليظل الباب مفتوحاً أمامها في العراق. يجب على أهل السنة أن يتحدوا في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة، فالتفرق يذهب الريح ويوهن الصف ويكسر الشوكة ويحقق أطماع المتربصين { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}. 11 ـــ كارثه تسونامي وزلزال اليابان المدمر يوم11/3/2011م وزلزال باكستان وزلزال تركيا : قال النبي في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والبخاري عن أبي هريرة :" لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل وتظهر الفتن ويكثر الهرج ". قيل الهرج؟ أي ما هو يا رسول الله؟ قال: " القتل القتل ". وقال :" لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتها واحدة ، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم. وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان". إن من عظيم نعم الله تعالى أن سخر هذه الأرض وجعلها مذللة سهلة ومكَّن الناس من العيش عليها ، وهذه نعمة جليلة امتن الله بها على عباده وذكرهم بها وأمرهم بشكرها. لكن قد تتحول هذه النعمة بكلمة "كن" وبأقل من لمح البصر إلى نقمة تجلب الدمار العظيم والهلاك الفاجع ، فيكفي أن تتحرك لثوان معدودة ليصبح عاليها سافلها، ومن فوقها في بطنها، وتتحول قشرتها إلى أخاديد وخنادق وتنهار المباني ، وتنقصم الجسور ، وتتصدع السدود ، وتترنح الأبراج وتشتعل الحرائق وتنسكب الدماء، وتختلط الأشلاء ، وتتلاطم جموع الفارين المذعورين ببعضها ويهيم الناجون على وجوههم. وتتساقط الجثث بالمئات والآلاف وعشرات الآلاف. يجب علينا أن نتعظ من هذه الكوارث ، ولنفتش عن أنفسنا ولنتب من ذنوبنا ولنحسن إلى من حولنا فإن ذلك من أسباب النجاة والأمن. قال ابن القيم رحمه الله: ( وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسهم ومللهم ونحلهم على أن التقرب إلى رب العالمين وطلب مرضاته, والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأن ضدها من الأسباب الجالبة لكل شر، فما استجلبت نعم الله تعالى واستدفعت نقمتة بمثل طاعته والتقرب إليه والإحسان إلى خلقه). ( الداء والدواء 38 / 39 ) . لما اهتزت الأرض في المدينة على عهد عمر سأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عها فقالت: كثُرت الذنوب في المدينة، فجمع الناس وقال لهم: (والله ما رجفت المدينة إلا بذنب أحدثته أو أحدثتموه، والله لئن عادت لا أساكنكم فيها أبداً ). وعندما رجفت الكوفة في عهد ابن مسعود قال لأهلها : ( إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه ) . رواه الطبري في تفسيره . 12ـــ فشل ثورة حنين : التي زعم زبانيتها أنهم يريدون الإصلاح .فرد الله كيدهم إلى نحورهم ، وكان اليوم المحدد للثورة أشبه ببيعة صامتة من الشعب لقيادته . وقد كافأت القيادة رعيتها بجملة من الأوامر التي تؤكد على مكانة الدين وأهل العلم وتتضمن حزمة من الإصلاحات . ولا زالت الحاجة إلى مزيد من الإصلاحات ، والالتفات إلى مسألة البطالة وفرص العمل ن وعدم توفر مساكن لـ 70 % من الأسر ألخ . 13ـــ أعمال شغب في القطيف 3/10/2011م: يؤكد استمرار النية الصفوية لزعزعة امن بلاد الحرمين بتحريك الغوغاء ممن يدينون لها بالولاء ، تحت حجة الحرمان والمطالبة بالحقوق . هنا يبرز تساؤل هام : هل فعلا الشيعة في السعودية مهمشين؟ الجواب لا . فما يعانيه الشيعة في السعودية يعانيه بقية أطياف المجتمع السعودي. والملاحظ أن الدولة راعت الشيعة كثيرا : ـ فالنشطاء السياسيين الشيعة يطلق سراحهم ويقبل المسئولين الشفاعة فيهم . ـ الشيعة هم الأكثرية في مكتب العمل في مناطقهم. ـ الشيعي في السعودية هو الوحيد بين المواطنين أو المقيمين الذي يحق له اختيار النظام القضائي الذي يريده، فالمحاكم السنية والجعفرية مفتوحة الأبواب للمواطن الشيعي، أما غيره فلا. ـ محافظة القطيف على صغر مساحتها وقلة عدد سكانها مقارنة ببقية محافظات المملكة ، هي المحافظة الوحيدة التي تتوفر فيها (جميع مؤسسات المجتمع المدني) ولا يضاهيها إلا مدينة الرياض ومدينة جدة. ـ محافظة القطيف هي البقعة الوحيدة في المملكة التي تقام فيها الفعاليات الدينية أو الأدبية والثقافية بكل حرية وبدون الرجوع للجهات المختصة لطلب تصريح أو غيره . ـ أما شائعة أنه لا يوجد مسئول شيعي في المملكة فمقولة تدحضها الحقائق، ومن له بصيرة وعلم فيعرف بالأسماء المسئولين الشيعة في المملكة وما هي مناصبهم سواء في وزارة الداخلية (وهي القطاع الحساس) أو في غيرها كالصحة ومجلس الشورى والسلك العسكري، ولا ننسى أن أحدهم تقاعد على رتبة لواء في البحرية الملكية السعودية وهو أيضا مزدوج الجنسية . ـ أما عن الولاء لملالي طهران فالشواهد والأدلة كثيرة، فصورهم تملأ الكثير من بيوت الشيعة السعوديين وأصبحنا نراها للأسف حتى في الشوارع، ولعل أحدث دليل على علاقة الملالي ببعض الشيعة في السعودية ما نشر في صحيفة (اليوم السابع) ليوم السبت 05/03/2011م، من تحذير إيران الفارسية للمملكة العربية السعودية من المساس بالشيعة خلال أيام الغضب!! . بل إنهم حرموا المظاهرات في إيران والعراق وأحلوها في البحرين والسعودية وبقية الدول السنّية!! أي دين هذا، ومع ذلك للأسف لا يزال بعض أبناء الشيعة في السعودية يكن لهؤلاء الملالي المجرمين كل التقدير والولاء ـ إن شعور الشيعي في السعودية بأنه مظلوم أو مهمش هو في الحقيقة شعور بالدونية والنقص وعدم تحمل المسئولية، بل وإلقائها على الآخرين . تقول الكاتبة البحرينية الشيعية وعضو مجلس الشورى البحريني الأستاذة سميرة رجب حين أكدت في لقاء تلفزيوني منشور على (اليوتيوب) "أن الشعور بالظلم عاطفة ملازمة للشيعة وهي نتاج تربوي يصعب أن يتخلص منه الشيعة حتى لو تمكنوا من الحصول على جميع مطالبهم" . 14ـــ تورط إيران في محاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكا: هذه القضية كشفت تخبط أركان النظام الايراني في التعاطي مع الموضوع . فالبعض اعتبرها خطوة أمريكية لإثارة الفتنة بين السعودية وإيران ، والبعض الآخر أعتبرها لعبة مشتركة بين السعودية وأمريكا للضغط على إيران ، والبقية الباقية تفننوا بالتحليلات والتفسيرات التي ما أنزل الله بها من سلطان ليجعلوا إيران هي المظلومة والمعتدى عليها، ومن عجز عن التفسير لصالح إيران أتخذ جانب الصمت وكأن الأمر لا يعنيه. لكن المريب أن أحداً منهم لم يتطرق إلى حقيقة وقوف إيران خلف هذه العملية ولو بنسبة واحد بالمائة ، وكأن إيران لم ترسل من قبل أتباعها ليقوموا بعمليات إرهابية كالتفجيرات والإغتيالات، ولم تحرض الشيعة في البحرين والشيعة في القطيف وفي المدينة المنورة ، فهذه الممارسات قديمة العهد وقد بدأت منذ أن وصل الخميني إلى السلطة في إيران . فبعد قيام نظام ولاية الفقيه ظهرت بصمات الملالي بوضوح في العمليات الإرهابية التي طالت دول المنطقة منها : تفجيرات الجامعة المستنصرية ، ووزارة التخطيط ، والسفارة العراقية في بيروت والمركز الثقافي العراقي في لندن .. إلخ من عمليات إرهابية نفذها خلايا حزب الدعوة الإرهابي ، وقد اعتبروها عمليات جهادية مبررة كما وصفها حيدر العبادي ، وعلى مستوى الوطن العربي كانت هناك عمليات استهدفت بعض المؤسسات الحكومية والهيئات الدبلوماسية والشخصيات العامة ، على سبيل المثال محاولة إغتيال جابر الأحمد الصباح ، حتى الكعبة المشرفة لم تسلم من الإيرانيين ودسائسهم . 15ـــ صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي شاليط: هذه الصفقة برهنت أن إسرائيل نمر من ورق وأنها يمكن أن تهزم ، وأنه يمكن إرغامها على القبول والرضوخ ودفع ثمن باهظ وهو (1027) أسير مقابل جنديّ واحد . كما أن إنجاز هذه الصفقة " تعبير عن وحدة الوطن ووحدة الشعب الفلسطيني من خلال شمولها على جميع الفصائل. فالصفقة في حد ذاتها انجاز هام للشعب الفلسطيني عامة ، حيث نسفت وحطمت الغطرسة الإسرائيلية التي فشلت في استعادة جنديها بالقوة ، وكذلك فشلت مخابراتها من الشاباك والموساد في معرفة المكان الذي تم فيه إخفاؤه ، ولم تستطع هذه المخابرات بما تملكه من إمكانات معروفة عالميًا من الوصول إلى مكان الجندي ولا تحديد موقعه أو المواقع القريبة من مكان أسره . الموضوع الأصلي: أحـــــــــداث و عبــــــــر .... || الكاتب: أم عبد الرحمان الجزااائرية || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد HpJJJJJJJJJ]he , ufJJJJJJJJv >>>>
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
22-11-11, 04:39 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
*ـــ المحور السادس ، ما جرى وقع بقضاء وقدر :
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
24-11-11, 02:51 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
الله يبارك فيك اختي |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
24-11-11, 02:56 PM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
24-11-11, 11:36 PM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25-11-11, 12:09 AM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيراً .. ووفقكِ الله لفعل الخير. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25-11-11, 12:52 AM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25-11-11, 03:23 AM | المشاركة رقم: 8 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25-11-11, 06:51 PM | المشاركة رقم: 9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25-11-11, 07:23 PM | المشاركة رقم: 10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
وفقك الله أينماكنتي أختي السلفيه
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26-11-11, 10:01 PM | المشاركة رقم: 11 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26-11-11, 06:31 PM | المشاركة رقم: 12 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
بارك الله وفيكِ رائع الموضوع
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26-11-11, 10:02 PM | المشاركة رقم: 13 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
27-11-11, 10:51 PM | المشاركة رقم: 14 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
أم عبد الرحمان الجزااائرية
المنتدى :
البيــت العـــام
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم |
||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|