تزوجها النبي بعدانقضاء عدتها من خنيس بن حذافة السهمي
أحد المهاجرين في سنة ثلاث من الهجرة ..
ترملت من زوجها وهي في الثامنة عشرة من عمرها .. كانت شابة تقية ..
ضاق صدر والدها على ترملها وهي بهذه السن .. واغتم لمصابها في زوجها المهاجر المجاهد ..
وبدا له بعد تفكير طويل أن يختار لها زوجاً تأنس إليه بعد فقد زوجها ..
عرضها على أبي بكر , فلم يجبه بشيء , وعرضها على عثمان ,
فقال : بدا لي ألاَّ أتزوج اليوم .. و كان قد توفيت زوجته رقية بنت رسول الله .
ازداد عمر هما وغماً برفض عثمان بعد رفض أبي بكر ا . وكبر في نفسه أن يلقاه كل منهما بهذا اللقاء القاسي , وهو صاحبهما ورفيقهما الذي لا يجهلان مكانته . فوجد عليهما , وانكسر , ونطلق إلى النبي صلى الله عليهوسلم , وشكا حاله . فتبسم النبي وقال :
( يتزوج حفصة من هو خير من عثمان , ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ) .
وتهلل وجه عمر بهذا الشرف العظيم الذي لم تتطاول إليه أمانيه ,
وزالما به من الغم , وذهب يزف البشرى لكل من يحب , وكان أبو بكر أول من لقيه .
و ما أن نظر إليه الصديق حتى أدرك على الفور سر تهلله وفرحته فمد إليه يده مهنئاً ومعتذراً
وهو يقول : " لا تجد عليَّ يا عمر , فإن رسول الله كان قد ذكر حفصة ,
فلم أكن لأفشي سر رسول الله ولو تركها لتزوجتها "
وباركت المدينة بأسرها زواج النبي من حفصة ابنة عمر ا .
وباركت كذلك زواج عثمان بن عفان من أم كلثوم بنت محمد .
وهكذا انظمت حفصة إلى زوجات الرسول , وأمهات المؤمنين الطواهر ,
وكان في بيت النبوة آنذاك سودة وعائشة . وتتابعت الضرائر ,
ووقفت حفصة إلى جانب عائشة لأنها ترى فيها أقرب الضرائر إليها , وأجدرهن بأن تقف معها
متمثلة قول أبيها لها : ( أين أنت من عائشة , وأين أبوك من أبيها ؟! ) .
وحفصة وعائشة هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه فأنزل الله فيهما :
( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكماوإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل ... ) . التحريم : آية 4
و ورد أن ابني طلق حفصة تطليقة , وقت حادثة التظاهر ,
ثم راجعها بأمر من جبريل له بذلك ,
وقال : ( إنها صوامة , قوامه , وهي زوجتك في الجنة ) .
وأدركت حفصة فداحة ما سببت للزوج الكريم من كرب وألم عندما أذاعت سره ,
ثم عادت إلى الأمن والسكينة والاطمئنان بعد أن عفى عنها رسول الله عنها ,
وعاشت مع النبي كأحسن ما تكون المرأة مع زوجها .
وعندما انتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى وخلفه أبو بكر الصديق ,
كانت حفصة هي التي اختيرت من بين أمهات المؤمنين جميعاً
لتحفظ أول مصحف خطي للقرآن الكريم .
وعاشت حفصة ا كل حياتها عابدة قانتة , صوامة , قوامة , منفردة بشرف الائتمان على دستور الأمة وكتابها الأول , ومعجزته الخالدة , ومصدر شريعته الراشدة , وعقيدته الواحدة .
وعندما أحس أبوها أمير المؤمنين بدنو أجله بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ,
كانت حفصة هي الوصية على تركته .
وتوفيت ا في عهد معاوية بن أبي سفيان بعد أن أوصت أخاها عبد الله بما أوصاها عليه أبوها .
فرضي الله عن حافظة القرآن الكريم التي قال فيها جبريل :
بأنها صوامة , قوامة , وأنها زوجة النبي في الجنة .
اللهم صل على محمد وعلى آله وزوجاته وأصحابه أجمعين
نسأل الله ان يحشرنا معهم ويجمعنا بهم في الفردوس الأعلى
و جزاكم الله جميعاً خير الجزاء و أحسنه في الدنيا و الآخرة
تحياتي
توقيع : أبو عائشة السوري
من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
و تذكر : لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :" كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله "