عنوان الكتاب
الإسلام الذي يريده الغرب – قراءة في وثيقة أمريكية
اسـم المؤلف
صالح بن عبد الله الحسَّاب الغامدي
تقــــديم
عبد الرحمن بن صالح المحمود
النـاشــر
مركز الفكر المعاصر- الرياض
سنة الطبع
ط 1 – 1432هـ
عدد الصفحات:
358
نوع الكتاب
أصل الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الماجستير
التعريف بموضوع الكتاب:
لا يفتأ أعداء الله يحيكون الدسائس, ويدبرون المؤامرات ليلا ونهاراً, سراً وجهارا, وكل غايتهم هو أن يروا هذا الدين كسيراً, جامداً, حتى يستطيعوا أن يحققوا مكاسبهم الدنيئة, وأغراضهم المشبوهة, ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
يتناول كتاب هذا الأسبوع بالدراسة تقريراً مهماً أصدرته مؤسسة: (راند للأبحاث والتنمية) والتي تعد من أشهروأبرز المؤسسات البحثية في أمريكا, هذا التقرير الخطير أطلقت عليه المؤسسة اسم: ( إسلام حضاري ديمقراطي شركاء وموارد واستراتيجيات) وأعلنت فيه صراحة ولأول مرة عن ضرورة تغيير العالم الإسلامي فكرياً عن طريق التأثير المباشر على الدين الإسلامي وبفعل أيدٍ إسلامية, وقد جاء هذا الكتاب ليتصدى لهذا التقرير علمياً, ويوضح ما فيه من أخطاء ومغالطات كثيرة فيما يخص ديينا الحنيف.
الكتاب بدأه المؤلف بتمهيد تحدث فيه بالتفصيل عن تاريخ مراكز البحوث الغربية ومراحل التطور التي مرت بها والتي تكونت من خمس مراحل ابتداء من عام 1865م إلى الوقت الحاضر الذي نعيش فيه, كما سلط الضوء على أهميتها المتمثلة في جانبين اثنين: أحدهما: الأهداف التي تسعى إليها هذه المراكز. والآخر: الواقع العملي النشط لها والذي يعطيها مزيداً من الأهمية. وتناول أيضاً في هذا التمهيد علاقة هذه المراكز بالاستشراق حيث أنها تتفق معه في الاهتمام بدراسة ومعرفة العالمين العربي والإسلامي, كما تتفق معه أيضاً في الارتباط الوثيق والعلاقة الحميمة بالسياسة والسياسين, وعن علاقتها القوية بمراكز القرار السياسي في الغرب خصوصاً فيما يتعلق بالسياسات المتعلقة بالشرق الأوسط. ثم شرع المؤلف في فصول الكتاب الأربعة: فتناول في الفصل الأول: بالدراسة مؤسسة راند, تحدث من خلاله عن تاريخ نشأتها في منتصف القرن الماضي, ونموها وتطورها, والأهمية التي تختص بها في أمريكا, إذ تعتبر أكبر مراكز الدراسات الاستراتيجية فيها, كما تناول مجموعة من أبرز باحثيها, ومدى اهتمامها بالعالمين العربي والإسلامي, وكيف أنها ساهمت في رسم السياسات الأمريكية تجاههما, ذاكراً أهم التقارير الصادرة عنها والتي من ضمنها التقرير المعني بهذه الدراسة, والذي عرفه تعريفاً موسعاً, فقام بتوصيفه توصيفاً عاماً, متحدثاً عن مصادره ومراجعه, مترجماً لمؤلفته (شيريل بينارد). أما الفصل الثاني: فقد تناول موقف التقرير من القرآن الكريم, حيث أثار حوله مجموعة من الشبه والأباطيل التي دحضها المؤلف وناقشها, مقيِّماً ذلك الموقف وموضحاً أن هذا التقرير يسير وفق معتقدات كنسية استشراقية وليس وفق موضوعية أو حيادية. ليستعرض بعد ذلك موقف هذا التقرير من شخص رسول الله , حيث بين أنه لم يسئ مباشرة إلى رسول الله , وإنما أساء إليه بأسلوب غير مباشر, وأنه تعامل مع شخص رسول الله بحذر شديد, ووظف سيرته بشكل ملتوي للوصول إلى غايته وهي إعادة صياغة الإسلام. كما تناول المؤلف موقف التقرير من السنة النبوية الشريفة مبيناً أنه لا يختلف في مضمونه عن موقف المستشرقين المتضمن للقدح والتشكيك والتنقص, بل زاد التقرير على الاستشراق باستخدام السنّة النبوية ضمن أدواته الاستراتيجية في مشروعه لبناء إسلام حضاري ديمقراطي يرضى عنه الغرب.
ثم شرع المؤلف بعد ذلك في الحديث عن موقف التقرير من المجتمع المسلم واهتمامه به, وكيف صنفه فكرياً, وقسمه إلى أربع مجموعات رئيسية وهي: الأصوليون, والتقليديون, والمجددون, والعلمانيون, موضحاً أهدافه الرامية وراء هذا التصنيف وهو أنه يريد أن يكرس مبدأ التفوق والهيمنة الغربية على العالم الإسلامي, ويدعم استمرارها على المدى البعيد بالإضافة إلى بعض الأهداف القريبة والتي منها بث سياسة فرق تسد, ومحاولة إقحام العلمانين في أهل السنة ليتسلموا مقاليد الأمور في يوم ما. وتكلم المؤلف فيالفصل الثالث: عن موقف هذا التقرير من قضايا المرأة والذي يعتبر امتداداً طبيعياً لمشروع تغريب المرأة المسلمة بشقيه النظري والعملي, وموقفه من العقوبات الجنائية والتشريع الإسلامي, والذي لم يخرج عن موقف الغرب بوجه عام والمستشرقين بوجه خاص في التقليل من شأن الشريعة الإسلامية, والافتراء والتجني عليها بجعلها سبباً رئيساً في تقهقر العالم الإسلامي وتراجعه عن الركب الغربي, بالإضافة إلى أن مؤسسة راند زادت عن موقف الغرب والمستشرقين أنها ابتكرت منهجاً فريداً لم تسبق إليه وهو التخطيط العلني لتغيير الشريعة الإسلامية حتى تتماشى مع مصالح الغرب ومتطلباته, وبأيدٍ إسلامية تتولى كبر هذا الموضوع وتقوم بالمهمة بالنيابة.
وأما آخر فصل من فصول الكتاب فتناول فيه المؤلف بالدراسة تلك المقترحات الصادرة عن التقرير وآثارها في واقع المسلمين, فتحدث عن هذه المقترحات من الناحية النظرية والتطبيقية, حيث أوضح الخطة الاستراتيجية الرئيسية التي وضعها التقرير والتي تتألف من خمسة بنود وهي: دعم المجددين, ودعم العلمانيين بحذر, وتشجيع المجتمع المدني, ودعم التقليدين في مواجهة العلمانيين, ومعارضة الأصوليين, متحدثاً بعد ذلك عن الأثر الذي ينعكس على واقع المسلمين من هذا التقرير, ليختم بذكر الفائدة المجنية من هذه الدراسة عن تقرير راند في واقع المسلمين.
وبعد،،
فهذا الكتاب المهم والماتع يسلط الضوء على تقرير من التقارير الكثيرة والخطيرة التي تصدرها مراكز الدراسات في الغرب – وما أكثرها - بغرض دك معاقل الإسلام, وهدم حصونه من الداخل وبأيدي أبنائه ومن ينسبون إليه, إلا أن الله بتكفله بحفظ دينه وكتابه يقيض من يذود عن حياض الدين ويدافع عن معاقله من أبنائه كما فعل المؤلف جزاه الله خيراً.
والكتاب ننصح بقراءته والاستفادة منه.