أقـــــــوال أهل العـــلم في حـــرمة مـــقابــر المسلمين قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ( فإن قبر المسلم له من الحرمة ما جاءت به السنة ، إذ هو بيت المسلم الميت ، فلا يترك عليه شيء من النجاسات بالاتفاق ولا يوطأ ولا يداس ، ولا يتكأ عليه عندنا ، وعند جمهور العلماء ، ولا يجاور بما يؤذي الأموات من الأقوال والأفعال الخبيثة ، ويستحب عند إتيانه السلام على صاحبه ، والدعاء له . ومن الأفعال القبيحة والخبيثة المهرجانات الغنائية التي تؤذي الأحياء والأموات . وقال العلامة الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز ص298-299 ومنه تعلم تحريم ما ترتكبه بعض الحكومات الإسلامية من درس بعض المقابر الإسلامية ونبشها من أجل التنظيم العمراني، دون أي مبالاة بحرمتها، أو اهتمام بالنهي عن وطئها وكسر عظامها ونحو ذلك. ولا يتوهمن من أحد، أن التنظيم المشار إليه يبرر مثل هذه المخالفات، كلا، فإنه ليس من الضروريات، وإنما هي من الكماليات التي لا يجوز بمثلها الاعتداء على الأموات، فعلى الأحياء أن ينظموا أمورهم، دون أن يؤذوا موتاهم.ومن العجائب التي تلفت النظر، أن ترى هذه الحكومات تحترم الأحجار والأبنية القائمة على بعض الموتى أكثر من احترامها للأموات أنفسهم.فإنه لو وقف في طريق التنظيم المزعوم بعض هذه الأبنية من القباب أو الكنائسونحوها تركتها على حالها، وعدلت من أجلها خارطة التنظيم إبقاء عليها، لأنهم يعتبرونها من الآثار القديمة! وأما قبور الموتى أنفسهم فلا تستحق عندهم ذلك التعديل! ) وسئل الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله عمن جعل المقابر سوقاً ؟ فأجاب رحمه الله : المقبرة تعتبر بيوت الموتى , فلا يجوز لأحد أن يجلس على قبر ولا يجوز أن تمر السيارات على المقبرة ولا أن يجلس على القبر ... ولا أن يمر الناس على المقبرة ولا يحول موضع المقبرة إلى ملعب ولا معهد ولا مدرسة ولا مسجد إلى غير ذلك من المصالح ... والواجب على المسلمين أن يتناهوا عن هذا حتى لو بنيت بيتاً من خمسة طوابق أو أكثر وهو على مقبرة فلا يجوز أن تسكن فيه لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الجلوس على القبر ) انتهى بتصرف هذه أقوال علماء الدين والسنة , مبنية على الخوف من الله وعلى الدليل ليس على الهوى ومشي الحال ومسايرة الواقع . وسئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي: هل يجوز جعل المقابر طرقا ومواقف للسيارات وبناء الدكاكين عليها وغير ذلك من الإهانة ؟ فقال : إن الإعتداء والظلم حرام سواء على الأحياء أو على الأموات , بل إنه على الأموات أشدة حرمة لهذين الحديثين النبويين الشريفين : عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -- « لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ ».أخرجه مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لأَنْ أَمْشِىَ عَلَى جَمْرَةٍ أَوْ سَيْفٍ أَوْ أَخْصِفَ نَعْلِى بِرِجْلِى أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَمْشِىَ عَلَى قَبْرِ مُسْلِمٍ وَمَا أُبَالِى أَوَسَطَ الْقُبُورِ قَضَيْتُ حَاجَتِى أَوْ وَسَطَ السُّوقِ ». رواه بن ماجه وصححه الإمام الوادعي وعليه فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤذي أخاه المسلم حياً كان أو ميتاً وعلى الدولة أن تمنع الظلمة الذين يتخذون المقابر طرقاً وأسواقاً ومجالس عليها يتكئون , وعلى العلماء بيان الحق الذي عليهم , الله الموفق . أ. هـ من كتاب القول المفيد فكيف إذا جعلت هذه المقابر أماكن للمهرجانات والاحتفالات وأماكن للرقص والغناء ومن قبل من يزعم الدين والعلم وأنه مصلحاً وناصراً للإسلام. {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } اللهم أصلح فساد قلوبنا ووفقنا لما تحبه وترضاه