عاد رجل من عمله ..
فـ وجد أطفاله الثلاثة أمام البيت .. يلعبون في الطين بملابس النوم التي لم يبدلوها منذ الصباح ..
وفي الباحة الخلفية ..
تبعثرت صناديق الطعام وأوراق التغليف على الأرض , وكان باب سيارة زوجته مفتوحاً , وكذلك الباب الأمامي للبيت ..
أما داخل البيت فقد كان يعج بالفوضى ..
فقد وجد المصباح مكسوراً , والسجادة الصغيرة مُكوَّمَـة إلى جدار الحائط , وصوت التلفاز مرتفعاً , وكانت اللُعَب مُبعثرة والملابس مُتناثرة في أرجاء غرفة المعيشة , وفي المطبخ كان الحوض مُمتلئاً عن آخره بالأطباق , وكان باب الثلاجة مفتوحاً على مصراعيه ..
صعد الرجل السلّم مُسرعاً , وتخطّـى اللُّـعَب و أكوام الملابس باحثاً عن زوجته ..
كان القلق يعتريه خشية أن يكون أصابها مكروه ..
فوجئ في طريقه ببقعة مياه أمام باب الحمام .. ( وأنتم بكرامة ) ..
فألقى نظرة في الداخل ليجد المناشف مُبللة , والصابون تكسوه الرغاوي ..
وتبعثرت مناديل الحمام ( أكرمكم الله ) على الأرض ..
بينما كانت المرآة مُلطَّخة بمعجون الأسنان ..
اندفع الرجل إلى غرفة النوم ..
فوجد زوجته مُستلقيه على سريرها تقرأ رواية .. >> ههههههههههه ياعيني ع البرووود ..
نظرت إليه الزوجة وسألته بابتسامة عذبة عن يومه ..
فنظر إليها في دهشة !!!!
و سألها : ما الذي حدث اليوم ؟
ابتسمت الزوجة مرة أخرى و قالت :
كل يوم تعود من العمل تسألني باستنكار :
ما الشيء المُهم الذي تفعلينه طوال اليوم .. أليس كذلك ؟
أجابها الزوج : بلى ..
فقالت الزوجة : حسناً أنا لم أفعل اليوم ما أفعله كل يوم ..
ـ من المهم جداً أن يُدرك كل إنسان إلى أي مدى يتفانى الآخرين في أعمالهم , وكم يبذلون من جهد لتبقى الحياة متوازنة بـ شِقّيهـا :
الأخذ و العطاء ..
حتى لايظن أنه الوحيد الذي يبذل جهوداً مُضنيــة , و يتحمّل الصعاب والمعاناة وحده ..
وحتى لا تغره سعادة من حوله وهدوئهم فـ يظن أنهم لم يفعلوا شيئاً ولم يبذلوا جهداً من أجل الوصول إلى الراحة والسعادة ..
فقط .. قدّر قيمة الآخرين ممن حولك ولا تنظر لهم من منظار ضيّـق ..
اللهم أسألك بعظمتك ورحمتك أن تنصر أخوااننا في سوريا الحبيبة وترحم أخواننا في ليبيا من الطغاة
يا أمة محمد أخوانكم في الصومال يموتون جوعا و أنتم تموتون تخما فهل من معين غير الله