الشكر لله الواحد الأحد أولاً وأخيراً على ما من به علينا من نعمة هذا الدين القويم الذي يسعد به الخلق أجمعين وأكثرهم به سعادة هو من جعله الله مكرمًا على كل من خلق سواء من نار أو من طين " ولقد كرمنا بني آدم " ..
(( ولله الأسماء الحسنى ))
فيها مباحث كثيرة منها :
1- وصف الله أسماءه بالحسنى .. وردت في أربع آيات من القرآن العظيم وهي : قوله تعالى : " وَللهِ الأسمَاءُ الحُسْنَى فَادعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلحدُونَ فِي أسمَائِهِ سَيجْزَونَ مَا كَانُوا يَعمَلُنَ " الأعراف :180
وقوله تعالى : " قُلِ ادعُوا اللهَ أو ادعُوا الرَّحمَنَ أيَّا مَّا تَعُوا فَلَهُ الأسمآءُ الحُسنَى " الإسراء : 110 وقوله تعالى : " اللهُ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى " طه : 8 وقوله تعالى : " هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِرُ لهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى " الحشر : 24
2- قوله " الحسنى " في وصف الأسماء بالحسنى وجوه :
* أن أسماءه سبحانه دالة على صفات كمال عظيمة وبذلك كانت حسنى .
* ما وعد عليها من الثواب بدخول الجنة لمن أحصاها .
* أن حسنها شرف العلم بها , فإن شرف العلم بشرف المعلوم , والبارئ أشرف المعلومات , فالعلم بأسمائه أشرف العلوم .
* ومن تمام كونها حسنى أنه لا يدعى إلا بها .
أخبر تعالى أنهم يبتدؤن دعاءهم بتعظيم الله وتنزيهه ويختمون بشكره والثناء عليه وحمده .
فجعل تنزيهه دعاء وتحميده دعاء .. فالأول دعاء السؤال , والثاني دعاء الثناء , فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل إلا بها .
حديث : (( لله تسع وتسعون اسماً ))
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : " لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدة لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة , وهو وتر يحب الوتر " .
وفي رواية : " من أحصاها دخل الجنة " .
* هل المراد به حصر الأسماء الحسنى في هذا العدد أو أنها أكثر من ذلك , ولكن اختصت هذه بأن من أحصاها دخل الجنة ؟؟؟
ذهب جمهور العلماء إلى الثاني , ونقل النووي اتفاق العلماء عليه وقال : ليس في الحديث حصر أسماء الله تعالى وليس معناه أنه ليس له اسم غير هذه التسعة والتسعين , وإنما مقصود الحديث : أن هذه الأسماء من أحصاها دخل الجنة , فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء .
والذي يدل على صحة هذا التأويل حديث عبد الله بن مسعود : أن النبي كان يدعو : " اللهم إني عبدك ابن عبدك , ابن أمتك , ناصيتي بيدك , ماض في حكمك . عدل في قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك , أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ....... "
فهذا يدل على أن لله أسماء لم ينزلها في كتابه حجبها عن خلقه ولم يظهرها لهم .
ومعنى : " من أحصاها " وهو يحتمل وجوها منها :
أن يعدها حتى يستوفيها حفظاً ويدعو ربه بها ويثني عليه بجميعها .
أن يكون المراد بالإحصاء الإطاقة . كقوله تعالى : " علم أن لن تحصوه " أي لن تطيقوه .
فيكون المعنى : أن يطيق الأسماء الحسنى ويحسن المراعاة لها وأن يعمل بمقتضاها وأن يعتبرها فيلزم نفسه بواجبها .
أن يكون الإحصاء بمعنى العقل والمعرفة فيكون معناه أن من عرفها وعقل معانيها وآمن بها دخل الجنة ... والله أعلم .
ومعنى قوله : " وهو وتر يحب الوتر " .
الوتر : هو الفرد , ومعناه في صفة الله جل وعلا الواحد الذي لا شريك له ولا نظير له , المتفرد عن خلقه البائن منهم بذاته وصفاته فهو سبحانه وتر .
وجميع خلقه شفع خلقوا أزواجاً , قال سبحانه : " وَمِن كُلِّ شَيٍء خَلَقنَا زَوْجَينِ " . فالمراد أن الله يحب الوتر من كل شيء وأن تعدد ما فيه الوتر , ولذلك أمر بالوتر في كثير من الأعمال والطاعات كما في الصلوات الخمس ووتر الليل وأعداد الطهارة وتكفين الميت , وفي كثير من المخلوقات كالسماوات والأرض .
اللهم أسألك بأسمائك الحسنى أن ترزقنا حسن النية والإخلاص في القول والعمل .
منقول باختصار من كتاب " النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى "
تأليف / محمد الحمود النجدي ..
كتاب رائـــــــع جداً.. انصح الإخوة والأخوات بقراءته .
موت الأحبة و رحيلهم يدمي و يؤلم القلوب ,
و يدمع العيون , ويضعف النفوس..
فما لذة الحياة إلا مع من نحب
ومن نرتاح لهم,أولئك
الذين نسعد إذا حضروا و نشتاق إذا رحلوا ..