الله يبارك فيك ويجزاك عنا كل خير على هذا النقل الرائع .
وقد كنت استمعت إلى شرح الإمام ابن عثيمين رحمه الله لكتاب صحيح البخاري والذي فيه الروائع من الفوائد .
ومنها عند شرحه لهذه الرواية حيث كان من ضمن ما قال رحمه الله :
- هذا أيضا من الأحاديث العظيمة التي ينبغي أن تكتب لأنه اشتمل على صفة النبي وصفة أصحابه وعلى إقرار هذا الملك العاقل لكن عقلا لم يرشد به ، الذكي ، على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان نبيّا حقا ، وفيه أيضا صدق توقعه حيث قال (إن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين ) فإن هذا الذي توقعه حصل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مَلَك ما تحت قدميه ، لكنه لم يملكه شخصا بل شرعا ، أي أن شرعه وصل إلى هذا المكان وأن خلفاءه ملكوا هذا المكان .
أما ما اشتمل عليه من الفوائد فهي كثيرة ومن أهمها :
- أن من هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الكتابة إلى الملوك ، وأن لا يحقر الإنسان نفسه ، يكتب إلى الملك بما يرى أنه حق ، سواءا كان من ملك بلاده أو من ملوك آخرين ، يكتب إلى ما يرى أنه حق ولا يحقرن شيئا ، فرب كلمة وقعت في قلب سامعها أو قارئها فينفع الله بها ، وها هو موسى عليه الصلاة السلام إجتمع عليه الخلق والسحرة وجُمعوا له في يوم الزينة يوم العيد ، فلما اجتمعوا قال كلمة واحدة قال ((ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى)) ، هذه الكلمة صارت بمنزلة القنبلة (( فتنازعوا أمرهم بينهم )) والأمة إذا تنازعت حل بها الفشل (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين )) ولهذا آمن السحرة ، آمنوا بموسى فكانوا في أول النهار كفرة سحرة وصاروا في آخر النهار مؤمنين بررة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
المهم أن هذه الاسئلة الأحد عشرة أسئلة عظيمة من هذا الملك وجوابها من أبي سفيان جواب صدق إلا هذه الغمزة التي غمزه بها وهي ( أن بيننا وبينه مدة - يعني عام - ولا ندري ما هو فاعل فيها ) .
------------
شكرا جزيلا لك .
توقيع : الشاهين
(( الطاعات الخفية من أعظم أسباب صلاح النية ، فاحرص رعاك الله على الإكثار من العبادات الخفية حتى تكون من أصحاب القلوب السليمة والأحوال المستقيمة ))