بيت الكتاب والسنة خاص بتفسير القرآن وأحكامه وتجويده وأيضاً علم الحديث وشرحه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
06-10-12, 12:27 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الكتاب والسنة
لقد ثبت ـ فيما رواه البخاري وغيره ـ عن النبي أنه قال : ( ... وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) ، فهو قد رفع الحرج عن أمته ، وأجاز لها التحديث عن بني إسرائيل ، ويشهد لهذا القرآن ، فإن الله سبحانه حكى بعض مقولات الأمم السابقة ، فردَّ باطلها ، وصحح صحيحها أو أشار إليه ، وأبهم في ما لا أثر له في العلم . فقوله تعالى : سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا [الكهف: 22] . فقد حكى الله قول المختلفين ، ولا شك أن شيئًا منه خطأ ، وقد نبه على الخطأ بقوله : ( قل ربي أعلم بعدتهم ) ، ونبه على الصواب بعدم الاستدراك عليه ، وذلك جريًا على قاعدة ذكرها بعض العلماء ، منهم الشاطبي في كتاب الموافقات ، قال : (( كل حكاية وقعت في القرآن ؛ فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها ـ وهو الأكثر ـ ردٌّ لها أو لا . فإن وقع ردٌّ ، فلا إشكال في بطلان ذلك المحكي وكذبه ، وإن لم يقع معها ردٌّ فذلك دليل صحة المحكي وصدقه أما الأول ، فظاهر ، ولا يحتاج إلى برهان ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء ) فأعقب بقوله : ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ) الآية . وقال : ( وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ) الآية ، فوقع التنكيت على افتراء ما زعموا بقوله : ( بزعمهم ) ، وبقوله : ( ساء ما يحكمون ) ، ثم قال : ( وقالوا هذه أنعام وحرث حجر ) إلى تمامه ورد بقوله : ( سيجزيهم بما كانوا يفترون ) ، ثم قال : ( وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة ) الآية فنبه على فساده بقوله : ( سيجزيهم وصفهم ) زيادة على ذلك ... وأشباه ذلك ، ومن قرأ القرآن وأحضره في ذهنه عرف هذا بيسر وأما الثاني فظاهر أيضا ولكن الدليل على صحته من نفس الحكاية وإقرارها ، فإن القرآن سُمي فرقانًا وهدىً وبرهانًا وبيانًا وتبيانًا لكل شيء ، وهو حجة الله على الخلق على الجملة والتفصيل والإطلاق والعموم ، وهذا المعنى يأبى أن يُحكى فيه ما ليس بحق ، ثم لا يُنبه عليه . وأيضا فإن جميع ما يُحكى فيه من شرائع الأولين وأحكامهم ولم ينبه على إفسادهم وافترائهم فيه فهو حق يجعل عمدة عند طائفة فى شريعتنا ويمنعه قوم لا من جهة قدح فيه ولكن من جهة أمر خارج عن ذلك فقد اتفقوا على أنه حق وصدق كشريعتنا ولا يفترق ما بينهما إلا بحكم النسخ فقط ... ومن أمثلة هذا القسم جميع ما حكي عن المتقدمين من الأمم السالفة مما كان حقا كحكايته عن الأنبياء والأولياء ومنه قصة ذي القرنين وقصة الخضر مع موسى وقصة أصحاب الكهف وأشباه ذلك )) أ.هـ كلام الشاطبي . وإذا تأملت آية أصحاب الكهف السالفة ؛ وجدت أنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال ، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما، ثم أرشد على أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فقال في مثل هذا: قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس، ممن أطلعه الله عليه؛ فلهذا قال: فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب ، وهذا يعني أن حكابة الخلاف عن السابقين منهج دلَّ عليه القرآن ، وهو مصداق قوله : ( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) .لكن مع تجويزه لأمته أن تحدِّث عن بني إسرائيل ، فإنه أرشدها إلى ضابط مهمٍّ في قبول هذه الأخبار من عدم قبولها ، فقد روى الإمام أحمد بسنده ، قال : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَمْلَةَ أَنَّ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ( بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلْ تَتَكَلَّمُ هَذِهِ الْجَنَازَةُ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ الْيَهُودِيُّ : أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُمْ ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُمْ ) . ومن هذا الأثر يظهر لك جليًا أننا لسنا ملزمين بتصديق بني إسرائيل ولا بتكذيبهم ، إلا بحجة ، وهي أن يتبين الصدق أو الكذب من كلامهم ، وذلك مفهوم الخطاب من هذا الحديث . لذا رتَّب بعض العلماء منقولات بني إسرائيل على ثلاث مراتب معروفة ، وهي : أحدها: ما علمنا صحتَه مما بأيدينا مما نشهدُ له بالصدق، فذاك صحيح. والثاني: ما علمنا كذبَه بما عندنا مما يخالفه. والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمِنُ به ولا نكذّبه، وتجوزُ حكايتُه لما تقدّم . وإذا تأملت الكلام السابق ، وصح عندك هذا التقرير ، فيمكن طرح عدد من الأسئلة : الأول : هل يلزم من ذِكِر المفسر لمرويات بني إسرائيل أن يكون قابلاً لها جملة وتفصيلا ؟ الثاني : هل يُثرَّب على المفسر الذي يذكر هذه الإسرائيليات بعد تجويز النبي له التحديث بها . الثالث : هل ورد في كلام النبي التفريق في جواز التحديث حتى يقال : لا يجوز ذكرها في كتب التفسير ؟ الرابع : هل المنهج السليم هو الإعراض الكلي عن الإسرائيليات ، والتخوف منها ، والتحذير منها أشدَّ الحذر ؟ أفما كان النبي أعلم بشرع ربه ، وأرفق بأمته ممن يدعو بهذه الدعوة ؟! . د. مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار أستاذ مشارك بجامعة الملك سعود الموضوع الأصلي: مدارسة علمية تتعلق بروايات الإسرائيليات في كتب التفسير || الكاتب: جارة المصطفى || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد l]hvsm ugldm jjugr fv,hdhj hgYsvhzdgdhj td ;jf hgjtsdv
التعديل الأخير تم بواسطة جارة المصطفى ; 06-10-12 الساعة 01:34 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-10-12, 01:30 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت الكتاب والسنة
ولا بد من إعمال العقل في معالجة تلك النصوص عند فقد الثقة في نقلها، ولما كان غالب تلك الروايات يحمل في طياته الغث الذي يؤثر سلباً في مجال الاعتقاد والآداب وغيرها، والغالب في تلك الروايات أنها لا تفيد شيئاً في مجال المعرفة لعدم الثقة بها، فإن الاشتغال بها يعد من الفضول الذي إن لم يضر فلن ينفع.وإذنه بالتحديث لا يعني بالضرورة أن ثمة فائدة من روايتها، ولعل ما أشرتُ إليه سابقاً هو العلة من أذنه . بقي أن نشير أن تأصيل هذه المسألة محتاج لجمع نصوصٍ أُخر لها صلة بالموضوع، كنهيه عمرَ عن قراءة تلك الصحيفة التي رآها في يده من قصاصات كتب أهل الكتاب، وكنهي ابن عباس عن الرواية عن بني إسرائيل وغيرها، والمسألة أرى أنها لم تحرر على وجه يزيل الإشكال ويمنع اللبس الحاصل فيها، والله تعالى أعلم. أحمد القصير
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-10-12, 03:56 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت الكتاب والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم أشكر أخي الكريم الدكتور مساعد على فتح الباب لمدارسة هذا الموضوع مرة أخرى، ولعل المزيد من المدارسة توصلنا إلى نتيجة نتفق عليها. ولعل من المناسب في بداية المدارسة أن نجمع الأقوال التي ذكرها أئمتنا العلماء في هذه المسألة ثم ننطلق من حيث انتهوا . وقد جمعت بعض النقول التي أرى من المناسب عرضها هنا. فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 261) قَوْله : ( وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل وَلَا حَرَج ) أَيْ لَا ضِيق عَلَيْكُمْ فِي الْحَدِيث عَنْهُمْ لِأَنَّهُ كَانَ تَقَدَّمَ مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّجْر عَنْ الْأَخْذ عَنْهُمْ وَالنَّظَر فِي كُتُبهمْ ثُمَّ حَصَلَ التَّوَسُّع فِي ذَلِكَ ، وَكَأَنَّ النَّهْي وَقَعَ قَبْل اِسْتِقْرَار الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة وَالْقَوَاعِد الدِّينِيَّة خَشْيَة الْفِتْنَة ، ثُمَّ لَمَّا زَالَ الْمَحْذُور وَقَعَ الْإِذْن فِي ذَلِكَ لِمَا فِي سَمَاع الْأَخْبَار الَّتِي كَانَتْ فِي زَمَانهمْ مِنْ الِاعْتِبَار ، وَقِيلَ : مَعْنَى قَوْله " لَا حَرَج " : لَا تَضِيق صُدُوركُمْ بِمَا تَسْمَعُونَهُ عَنْهُمْ مِنْ الْأَعَاجِيب فَإِنَّ ذَلِكَ وَقَعَ لَهُمْ كَثِيرًا ، وَقِيلَ : لَا حَرَج فِي أَنَّ لَا تُحَدِّثُوا عَنْهُمْ لِأَنَّ قَوْله أَوَّلًا : " حَدِّثُوا " صِيغَة أَمْر تَقْتَضِي الْوُجُوب فَأَشَارَ إِلَى عَدَم الْوُجُوب وَأَنَّ الْأَمْر فِيهِ لِلْإِبَاحَةِ بِقَوْلِهِ : " وَلَا حَرَج " أَيْ فِي تَرْك التَّحْدِيث عَنْهُمْ . وَقِيلَ : الْمُرَاد رَفْع الْحَرَج عَنْ حَاكِي ذَلِكَ لِمَا فِي أَخْبَارهمْ مِنْ الْأَلْفَاظ الشَّنِيعَة نَحْو قَوْلهمْ ( اِذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّك فَقَاتِلَا ) وَقَوْلهمْ : ( اِجْعَلْ لَنَا إِلَهًا ) وَقِيلَ : الْمُرَاد بِبَنِي إِسْرَائِيل أَوْلَاد إِسْرَائِيل نَفْسه وَهُمْ أَوْلَاد يَعْقُوب ، وَالْمُرَاد حَدِّثُوا عَنْهُمْ بِقِصَّتِهِمْ مَعَ أَخِيهِمْ يُوسُف ، وَهَذَا أَبْعَد الْأَوْجُه . وَقَالَ مَالِك الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْر حَسَن ، أَمَّا مَا عُلِمَ كَذِبه فَلَا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى حَدِّثُوا عَنْهُمْ بِمِثْلِ مَا وَرَدَ فِي الْقُرْآن وَالْحَدِيث الصَّحِيح . وَقِيلَ : الْمُرَاد جَوَاز التَّحَدُّث عَنْهُمْ بِأَيِّ صُورَة وَقَعَتْ مِنْ اِنْقِطَاع أَوْ بَلَاغ لِتَعَذُّرِ الِاتِّصَال فِي التَّحَدُّث عَنْهُمْ ، بِخِلَافِ الْأَحْكَام الْإِسْلَامِيَّة فَإِنَّ الْأَصْل فِي التَّحَدُّث بِهَا الِاتِّصَال ، وَلَا يَتَعَذَّر ذَلِكَ لِقُرْبِ الْعَهْد . وَقَالَ الشَّافِعِيّ : مِنْ الْمَعْلُوم أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُجِيز التَّحَدُّث بِالْكَذِبِ ، فَالْمَعْنَى حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيل بِمَا لَا تَعْلَمُونَ كَذِبه ، وَأَمَّا مَا تُجَوِّزُونَهُ فَلَا حَرَج عَلَيْكُمْ فِي التَّحَدُّث بِهِ عَنْهُمْ وَهُوَ نَظِير قَوْله : " إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْل الْكِتَاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ " وَلَمْ يَرِدْ الْإِذْن وَلَا الْمَنْع مِنْ التَّحَدُّث بِمَا يُقْطَع بِصِدْقِهِ .) مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 4 / ص 50) ( وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو : بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ الْمُطْلَقِ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ لِمَا رَخَّصَ فِيهِ وَأَمَرَ بِهِ وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بِمُجَرَّدِ الْإِخْبَارِ لَمَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ.) فتح القدير - (ج 5 / ص 355) ( فهذا العلم مأخوذ من أهل الكتاب ، وقد أمرنا : «أن لا نصدّقهم ، ولا نكذبهم» ، فإن ترخص مترخص بالرواية عنهم لمثل ما روى : " حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " فليس ذلك فيما يتعلق بتفسير كتاب الله سبحانه بلا شك ، بل فيما يذكر عنهم من القصص الواقعة لهم . وقد كرّرنا التنبيه على مثل هذا عند عروض ذكر التفاسير الغريبة .) تفسير السعدي - (ج 1 / ص 55) ( واعلم أن كثيرا من المفسرين ، قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيرا لكتاب الله، محتجين بقوله : "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة، ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيرا لكتاب الله قطعا إذا لم تصح عن رسول الله ، وذلك أن مرتبتها كما قال : "لا تصدقوا أهل الكتاب [ ص 56 ] ولا تكذبوهم "فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكا فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله، مقطوعا بها ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل، والله الموفق.) أحكام القرآن لابن العربي - (ج 1 / ص 40) ( فِي الْحَدِيثِ عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ : كَثُرَ اسْتِرْسَالُ الْعُلَمَاءِ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ فِي كُلِّ طَرِيقٍ ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ . وَمَعْنَى هَذَا [ الْخَبَرِ ] الْحَدِيثُ عَنْهُمْ بِمَا يُخْبِرُونَ [ بِهِ ] عَنْ أَنْفُسِهِمْ وَقِصَصِهِمْ لَا بِمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ غَيْرِهِمْ ؛ لِأَنَّ أَخْبَارَهُمْ عَنْ غَيْرِهِمْ مُفْتَقِرَةٌ إلَى الْعَدَالَةِ وَالثُّبُوتِ إلَى مُنْتَهَى الْخَبَرِ ، وَمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ إقْرَارِ الْمَرْءِ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ قَوْمِهِ ؛ فَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ . وَإِذَا أَخْبَرُوا عَنْ شَرْعٍ لَمْ يَلْزَمْ قَوْلُهُ ؛ فَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُمْسِكُ مُصْحَفًا قَدْ تَشَرَّمَتْ حَوَاشِيهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْت : جُزْءٌ مِنْ التَّوْرَاةِ ؛ فَغَضِبَ وَقَالَ : وَاَللَّهِ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إلَّا اتِّبَاعِي . ) أبو مجاهد العبيدي
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-10-12, 04:22 PM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت الكتاب والسنة
مشاركة لطيفة الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .. جزاك الله خيراً أيها الشيخ الكريم فكم تتحفنا بالمفيد ، وتقدح الذهن بالجديد . غير أنَّ لي مداخلة ؛ فأن كانت صواباً فالحمد لله على توفيقه ، وإن كانت خطأ فحتماً سأنتفع منكم وبكم كثيراً كما تعودت من هذا الملتقى المبارك . قلتَ _ رضي الله عنك _ : ( فإن الله سبحانه حكى بعض مقولات الأمم السابقة ) قال مقيده عفا الله عنه :شاع عند كثير من المفسرين تعالى أن يعبِّروا عمَّا قصَّهُ الله تعالى في كتابه عن قصص السابقين وأحوالهم بلفظ ( حكى ) وهذه المفردة لم ترد في كتاب الله تعالى ، والذي يظهر والعلم عند الله أن استبدالها بمفردة ( قَصَّ ) أولى وأسلم ؛ إذ نحن متعبِّدون بما جاء في كتاب ربنا ، إذ يقول سبحانه : _ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ آل عمران62 _ وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً النساء164 _ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ الأعراف 176 _ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ يوسف3 _ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ القصص 25 إلى آخر الآيات التي جاءت فيها هذه المفردة بأحوال الكلمة الثلاث ؛ الماضي ، والمضارع ، والأمر . ثم إن مفردة ( حكى ) من الحكاية أي : أتى بمثله وشابهه . وعليه فإن قول القائل حكى الله قصة كذا ، تفيد أنها مماثلة لما وقع من القصة ومشابهة لها ، لا نقل عين ما وقع ! والله جل في علاه قد قصَّ لنا ما قع حقيقة وكما وقع لا غير ألبتة ، ولهذا قال سبحانه ( بالحق ) أي المطابق للواقع بعينه . .ولذا يقول ابن كثير تعالى في قوله بِالْحَقِّ : أي: على الجلية والأمر الذي لا لبس فيه ولا كذب، ولا وَهْم ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان، كما قال تعالى: إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقّ [آل عمران:62] وقال تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ [ الكهف:13] ( 3/ 82 السلامة ) فإذا عُلِمَ هذا ؛ فالصواب والله أعلم أن نتابع كلام ربنا سِيَّما فيما يخبر الله به عن نفسه . فيقال : قصَّ الله لنا في كتابه عن سيرة نبيِّه موسى وقصَّ لنا عن أحوال بني إسرائيل . وهلمَّ جرَّا . وقد بحثت في السنة ( الكتب التسعة ) فلم أظفر بهذه المفردة .و الله أعلم هذه حلقة من حلقات ( مصطلحات خاطئة في التفسير) هذه باكورتها وستكون القادمة بحول الله قولهم : ( القرآن صالح لكل زمان ومكان ) فأرجو من الشيخ العلامة الدكتور مساعد النظر فيما رُقِم وإفادتي بالصواب . ونظركم اوجه رفع الله قدركم . أما موضوع النقاش فلن آتي بجديد ومن خير ما قرأتُ ما سطَّره الشيخ الفاضل فهد الوهبي في موضوعه المتميز وبتنكيتٍ رائع بعنوان : نظرات في موقف المعاصرين من الإسرائليات فانظره هنا على حلقات : 1 ) الأولى 2 ) الثانية 3 ) الثالثة وأمَّا الأسئلة التي ذكرتموها رفع الله قدركم ؛ فلعلي أنشط بتسطير ما يكون فيه نفع إن شاء الله . ودمتم على الخير أعواناً والله أعلم . أبو العالية
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-10-12, 04:27 PM | المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت الكتاب والسنة
أحسنت أبا العالية ، وشكر الله لك هذا التنبيه المفيد ، ولقد كنت قرأت في هذه العبارة نقدًا لبعض العلماء ، ومنه ما هو مسطور في مقدمة تفسير ابن عطية في باب عقده بعنوان ( في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى ) . وهي عبارة قد شاعت بين المفسرين وغيرهم ، ولاشكَّ أن التأدب في التعبير عن الله هو المقام الأمثل ، وهو المطلب المرتجى ، لكن قد يجيء الإخبار عنه بعبارات مثل هذه العبارة ، وليس في ذهن القائل بها ذلك النقص المتوهم الذي أشرتم إليه ، فيوخذ هذا من باب المسامحة في التعبير ، والله أعلم . ولعلي أتنبه لهذه اللفظة في ما يستجد ، فأبدلها بما ذكرتم من عبارة القرآن ما دامت موفية بالمقصود ، والله الموفق . أخي أبا مجاهد ، أحسن الله إليك بهذه النقول النافعة ، ولازال الموضوع يحتاج إلى بحث ومدارسة ، ومن باب الفائدة أقول : إن لبعض السلف مذهبًا ، وهو التحرُّز من الرواية عن بني إسرائيل ، ويشير إلى هذا ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (5 : 476 ) ، قال : ( قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش قال: قلت للأعمش ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب) . ولا يخفى ما سبق طرحه من قول ابن عباس فيما رواه البخاري بسنده عن ابن عباس قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ؟ ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم ) . ( رقم الحديث :6929 ) . ومن النقول في اعتذار العلماء لمن يروي الإسرائيليات ماقال الذهبي ـ في ميزان الاعتدال في ترجمة محمد بن إسحاق ـ : ( وقال ابن أبي فديك: رأيت ابن إسحاق يكتب عن رجل من أهل الكتاب. قلت: ما المانع من رواية الاسرائيليات عن أهل الكتاب مع قوله : حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. وقال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، فهذا إذن نبوى في جواز سماع ما يأثرونه في الجملة، كما سمع منهم ما ينقلونه من الطب، ولا حجة في شئ من ذلك، إنما الحجة في الكتاب والسنة. ولعلنا نشترك في استخراج نصوص العلماء في هذا الموضوع ، لتكون عونًا لمن أراد أن يحرر هذا الموضوع ، ويخرج برأي معتدل صائب ، بدلاً من النتائج المسيقة التي نراها في بعض الكتب التي كُتِبت عن الإسرائيليات ، والله الموفق . د . مساعد الطيار
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06-10-12, 04:31 PM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت الكتاب والسنة
كلمات نفيسة لابن عطية ربما تثري الموضوع مما يفيد في هذا كلام لابن عطية نفيس جدا في مواضع متفرقة ، ومنه : ما قاله بعد ذكره لبعض القصص في قتل داود جالوت قال : " وقد أكثر الناس في قصص هذه الآية وذلك كله لين الأسانيد فلذلك انتقيت منه ما تنفك به الآية وتعلم به مناقل النازلة واختصرت سائر ذلك " المحرر الوجيز 1/337 فهذه الكلمات من هذا الإمام يستفاد منها ما يلي : 1.الاستفادة من الإسرائيليات في نطاق ما 2.أن النص الإسرائيلي ربما يحتاج إليه في تفسير الآية وبيانها 3. كلام ابن عطية هذا يمكن تقسيم المفسرين على ضوئه إلى قسمين أحدهما : طائفة تذكر بعض الروايات الإسرائيلية وتنتقي منها ما لا نكارة فيه ، مما يحتاج إليه في بيان الآية ، أو مما يكون متمما للمعنى ،كصنيع ابن عطية ثانيهما : طائفة أخرى تذكر الرواية الإسرائيلية بكاملها ، وما فيها من الغث والسمين ، وغرضها الاستفادة من جزئية معينة من هذه الرواية ، دون بقية الرواية ، ولا يلزم من إقرارها لجزئية ما من الرواية ،إقرارها لكل ما فيها ولقد أكثر ابن عطية من ذكر هذا المعنى عند ذكر القصص ، ولو كان عندي الآن سعة لسردتها ، ولكنها ظاهرة لكل من طالع تفسيره ومما يجدر الاهتمام به في هذا الموضوع كيفية التفريق بين ما يكون له حكم الرفع ، وما يكون من الإسرائيليات ، وما هي الضوابط التي تضبط ذلك أبو صفوت
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|