السابقون فى الدنيا الى الخيرات , سبقوا فى الاخرة الى الجنات , فإن السبق هناك على قدر السبق هنا.
قُربت قلوبهم من بساط المعرفة , والى الحق فى دار الدنيا ,فقال الله عنهم , اولئك المقربون )
,النعيم الاكبر والاسنى نعيم القُرب , وجنات النعيم لا تساوى ذلك التقريب , ولا تعدل ذلك النصيب .
اليوم جنان العرفان , وغداً جنان الرضوان
يقول قائلهم :انه لتمر بالقلب اوقات يرقص فيها القلب طرباً
واقول: إن كان اهل الجنة فى مثل هذا العيش ,انهم لفى عيش طيب.
لا ينفكون عن افضالهم, ولا يخرجون عن احوالهم , فهم ابدُا فى الجنة, ولا إخراج لهم منها ابدا ,
لهم القربى والزلفى , لاحجاب لهم عنها.
السابقون السابقون , انهم هم هم وكفى , فهو مقام لا يزيده الوصف شيئاُ.
السابقون بصدق القدم وعُلُوِّ الهمم..اولئك المقربون..ولله ما احلى لفظ القرآن !
فكم الفرق بين (المقربون) و ( المتقربون )... سيقت لهم الجنة, وزفت اليهم لكرامتهم على ربهم.
من وقعت عليه غبرة فى طيقهم ,لم تقع عليه قترة فراقهم .
من خطا خطوة إليهم , وجد حظوة لديهم .
من رفع إليهم يدا , اجزلوا له رغدا .
من التجأ إلى سُدَّة كرمه , آواه فى ظل نعمه .
من شكا فيهم غليلا , مهدوا فى دار فضلهم مقيلا.
قيل لبعض المجتهدين فى الطاعات :لم تعذب هذا الجسد ؟قال : كرامتهُ اريد.
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت فى مرادها الاجسام
صاحب الهمة العلية , والنفس الشريفة التواقة , لا يرضى بالاشياء الدنيئة الفانية
وإنما همته المسابقة الى الدرجات الباقية.
قال عمر بن عبد العزيز : إن لى نفساً تواقة , مانالت شيئاً الا تاقت الى ماهو افضل منه , وإنها لما نالت هذه المنزلة _يعنى الخلافة_
وليس فى الدنيا منزلة اعلى منها , تاقت الى ماهو اعلى منها _يعنى الاخرة.
على قدر اهل العزم تأتى الزائم .
كتبها :اسلام شوقى
شبكة هذا ديننا الاسلامية
المصدر:كتاب صلاح الامه فى علو الهمة.