تربية أطفال اليوم
بقلم/ عباس سبتي
لا يختلف اثنان على أهمية دَور الوالدين في
تربية الأبناء، وأن هذه التربية مستمرة كلما نما الطفل، لكنَّ ظروف الحياة، وتعقُّدَ العَلاقات، وما أفرزتْه هذه الظروف من تغيُّر في مفاهيم الناس بشأن التربية، فتنازلوا عن بعض الأدوار - جعلت الآباء يفقدون أو يتنازلون عن دَورهم الطبيعي، بل وظهرت شكاوى من جانب الكبار بسبب سوء
تربية الصغار.
لماذا يفقد، أو يتنازل الكبار عن وظيفتهم الأساسية، وهي التربية، ثم يَشْكُون من سوء تربية أبنائهم؟!
ألا يعني أن هؤلاء يجبُ أن يعرفوا أسباب عدم
تربية الأبناء
تربية سليمة؟!
أودُّ أن أذكر سببًا من الأسباب، جاء في تقرير لليونسكو "أن خروج المرأة للعمل سبب جناية كبرى على الأطفال، وإذا كان لا بدَّ من خروجها وعملها خارج المنزل، فيكون في أضيق الحدود، أو في أشد الظروف؛ كي يلقى الأطفالُ الرعايةَ والاهتمام المطلوبينِ من قِبَل الوالدين، بالأخص رعاية الأم، خاصة من الولادة وإلى سن الثالثة، يجب إصدار تشريعات تحدِّد نوع العمل ومدَّته اليومية، خاصة الأعمال التي تمارسها المرأة؛ كي يكون للمرأة قدر كافٍ للاهتمام ببيتها وأولادها وزوجها".
في دراسة أخرى أُعِدَّت في الولايات المتحدة الأمريكية متعلِّقة بالطفل تحت عنوان: "تربية الآباء قبل الأبناء"، أكَّدت أن الآباء لا يُحسِنون التصرف عند معاملة أطفالهم (تربيتهم)، بينما يظنون أنهم يقوِّمون سلوك الأبناء، فإنهم في الحقيقة يزيدونها اعوجاجًا.
أقول: لعل المجتمعات الغربية تعاني من التفكُّك الأسري، وسيطرة أجهزة التكنولوجيا التي لها دَور في تشكيل شخصية الطفل وسلوكه، رغمًا عن الوالدين، وللأسف أصبحت المجتمعاتُ العربية مثلَ المجتمعات الغربية من حيث إن تحجيم دَور الوالدين في
تربية الأطفال أصبح سائدًا.
تقول الباحثة الأمريكية "ماجريت بودويل"، في دراسة لها عن دور المرأة وأهمية وجودها في المنزل: إن انتقال المرأة للعمل تاركة بيتها وأبناءها من أجل مساعدة زوجها على رفع مستوى المعيشة، فإنها تكون قد هَدَمت مستوى التربية والأخلاق للأولاد، والفارق الكبير بين المستوى الخُلُقي لهذا الجيل وما سبقه من أجيال؛ لذا قد يَرجِع ذلك إلى أن المرأة هَجَرت البيت والطفل، وتركت طفلَها إلى مَن لا يحسن تربيته.
أقول: خاصة تسليم الأطفال لدُور الحضانات، وبالتالي يفقدُ الطفلُ الحنانَ والعاطفة من الأم، ويشعر أنها غريبة عنه، ويتمسك بالمربِّية الأجنبية؛ لذا يختلف الجيل الحالي عن الجيل الماضي، أو جيل الآباء، من حيث المحافظة على قيم وثوابت المجتمع.
وقد قام أحدُ الباحثين بإجراء بحثٍ عن دَور الأسرة في تكوين شخصية الطفل في المستقبل وَفْق المعادلة:
• إذا عاش الطفل في جو مشحون بالنقد والتهديد، فإنه سيتعلم الإدانة.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالعداء، فإنه سيتعلَّم الشجار.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالخوف، فإنه سيتعلَّم الجُبْن.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالتشجيع، فإنه سيتعلَّم الثِّقة.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالتسامح، فإنه سيتعلَّم الصبر.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالمديح، فإنه سيتعلَّم التقدير.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالقَبُول، فإنه سيتعلَّم الحب.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالتقبُّل، فإنه سيتعلَّم كيف يحبُّ ذاته.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالاعتراف، فإنه سيتعلَّم كيف يكون له هدف.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالعدالة، فإنه سيتعلَّم تقدير العدل.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالأمانة، فإنه سيتعلَّم كيف يقدِّر الحقيقة.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالأمن، فإنه سيتعلَّم كيف يثقُ بنفسه وبالآخرين.
• إذا عاش في جوٍّ مشحون بالودِّ، فإنه سيتعلَّم أن العالم مكان جميل للعيش فيه.