« والصَّائم هو الَّذي صامت جوارحه عن اﻵثام, ولسانه عن الكذب
والفحش وقول الزُّور, وبطنه عن الطَّعام والشَّراب, وفرجه عن الرَّفَث؛
فإنْ تكلَّم لم يتكلَّم بما يجرح صومه, وإن فعل لم يفعل ما يفسد
صومه, فيخرج كﻼمه كلُّه نافعًا صالحًا, وكذلك أعماله, فهي بمنزلة
الرَّائحة الَّتي يشمُّها من جالس حامل المسك, كذلك من جالس الصَّائم
انتفع بمجالسته, وأَمِن فيها من الزُّور والكذب والفجور والظُّلم, هذا
هو الصَّوم المشروع ﻻ مجرَّد اﻹمساك عن الطَّعام والشَّراب ... ؛
فالصَّوم هو صوم الجوارح عن اﻵثام, وصوم البطن عن الشَّراب
والطَّعام؛ فكما أنَّ الطَّعام والشَّراب يقطعه ويفسده, فهكذا اﻵثام تقطع
ثوابَه, وتفسدُ ثمرتَه, فتُصَيِّره بمنزلة من لم يصُم ».