|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
18-10-14, 08:01 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
بيت الشعـــر وأصنافـــه
"الطريق إلى الشعر" قبل أن تحاول اكتشاف قدرتك الشعرية تذكر أن الجاهليين كانوا يقيمون مواسم ابتهاج إذا ظهر بينهم شاعر، واربط هذا بالألف ألف شاعر الذين مروا على العصر العباسي ولم تُبق منهم ذاكرةُ الشعر غير العشرات، ولا تنس أيضاً العدد الهائل من الشعراء المعاصرين، ومع ذلك تجد أن حافظتك لا تستوحي من أسمائهم غير النـزر، ولا تستلهم من إنتاجهم ما يوازي زخَمَه وإن حرصت. إذا علمت هذا، وأيقنت به فستكون أنت خصيم نفسك قبل الآخرين إذا غامرت في النظم قبل تحققك من احتواء ركن الشعر وأساسه وعموده ورأسه وأدناه، وهو الموهبة الحقيقية. وأفضل طريقة يكتشف بها المبتدئ أصالة موهبته هي إنتاجه، بمعنى أن يعرض ذلك الإنتاج على مشهود له بنضج الموهبة، وسلامة الذوق، والمصارحة، لأن كثيراً من المبتدئين يغتر بثناء أساتذته وأصدقائه، ليبدأ بعد ذلك طريقاً محفوفاً بالمزالق. فإذا صدقت الموهبة وجب صقلها بحفظ غرر النماذج الشعرية، والاطلاع على تصانيف الأدب والنقد، وكلما أكثر الموهوب المبتدئ من الحفظ والاطلاع بدت موهبته أكثر نضجاً وتميزا. ولعل أصلح النماذج الشعرية المشرقة التي تعين المبتدئين على صقل مواهبهم نجدها في مثل: "المعلقات" ولها عدة شروح قد يكون شرح الزوزني أنسبها، "جمهرة أشعار العرب" لأبي زيد القرشي، "المفضليات" للمفضل الضبي، "ديوان البحتري"، "ديوان المتنبي"، ولا بد في كلٍّ من عملية انتخاب ذوقية يصاحبها حفظ واسع لبعض النصوص، وترداد لها، مع محاولة محاكاة. ومن الجدير ذكره في هذا السياق وجود إصدارات صوتية تتضمن نصوصاً شعرية ونثرية يمكن سماعها في كل وقت، وهذا السماع كفيل بتدريب اللسان على فصيح الكلام، ومعرفة صحة النطق بداهة، مع تزويد الذاكرة بمفردات لغوية وافرة. ومن أجود هذه الإصدارات ما سجله الفاضل د. عبدالرحمن الحميّن من مختارات شعرية ونثرية تنتمي لعصور مختلفة، وهي موجودة في تسجيلات التقوى في الرياض، وبعضها متوفر في موقع اليوتيوب، وفي مواقع الأخرى، وهي عندي تامة غير منقوصة فرَّغْتُ أكثرها من "الأشرطة" القديمة في قرص مدمج واحد، وقد زودتُ به بعض المهتمين والطلاب بعد أن استأذنتُ في ذلك صاحب الإصدارات الذي أذن محتسباً شكر الله له، وآمل أن أتفرغ قريباً لأضع كل هذه الإصدارات على الشبكة. ولا بد من سماع هذه الإصدارات المتنوعة أو بعضها بشكل متكرر وبخاصة في مرحلة التكوين، فمن الممكن سماعها قبل النوم، وفي أوقات الاسترخاء، وفي طرق السفر، وفي زحام الطرق. وحين يمتلئ المبتدئ بمثل هذه المكونات يجدر به أن يلم بغرر الإنتاج الشعري الحديث التي تتسم بالجذب، وقرب المأخذ، ونجد بعض نماذجها في دواوين البارودي، وأحمد شوقي، وإيليا أبو ماضي، وعمر أبو ريشة، ونزار قباني وغازي القصيبي، وغيرهم. ومن كمال الشاعر أن يكون أديباً مدركاً لأسس النقد، ومما يعينه على ذلك قراءة التصانيف الأدبية والنقدية الجديرة بالاطلاع، ومنها: "البيان والتبيين" للجاحظ، "الأمالي" لأبي علي القالي، "أدب الكاتب" لابن قتيبة، "العمدة" لابن رشيق القيرواني، "الكامل" للمبرد. ويحسن بالشاعر الأديب أن يلم بالمهم من علوم اللغة نحواً وصرفاً ودلالة، ويُستعان على ذلك بالاطلاع على التصانيف الخاصة بكل فرع، وبخاصة مصنفات النحو والصرف، وممارسة ما فيها تنظيراً وتطبيقا. هذه هي البدايات التي يحسن الانطلاق منها، وسيقود الشاعر بعد هذه الخطوات نفسه إلى انطلاقات أخرى هو الأدرى بما يناسبه منها، ولن يكون حينئذ بجاجة إلى وصاية من أحد. بقي أن يدرك الشاعر أن امتلاكه موهبةً مصقولةً مدربةً لا تصنع تميزاً فريدا؛ فالأصل أن جميع الشعراء يمتلكون ذلك، فإذا أدرك الشاعر هذا الأمر وجب عليه أن يُحَمِّل قلمه أعباء أخرى على رأسها الرغبة الملِحّة في الإبداع. فمن اليسير جداً على الشعراء وغيرهم تفريغ شحناتهم عبر خواطر نثرية شتى، ولكنّ دافعاً ملحّاً يأخذ بيد الشعراء إلى فضاءات الشعر ليقدموا من خلاله براعة تسمو بهم وبمعاناتهم، ولذلك فإن الرغبة في الإبداع يجب أن تكون على قائمة الأولويات؛ فبه يستطيع الشاعر الموفق صنع أشياء من لا شيء إذا رسمها في لوحة فنية مبهرة، ولن يغني عن ذلك سمو المضمون وحده. فلتكن رغبتك الأولى حين تبدأ الكتابة رغبةً إبداعية، وهي بالطبع رغبة قادرة على ضم رغبات أخرى سامية تزيد النص جمالا. وتَمَعَّن في واقع الشعر قديماً وحديثاً لتجد أنك عاجز عن حصر أعداد الدواوين، فما بالك بالنصوص، عندئذ ستدرك أن واقع الشعر الافتراضي يجري في ميادين منافَسة حقيقية لن يكسب رهانها من يكتب شعراً فقط. ولكي تنمّي في نفسك الرغبة الجادة في الإبداع قم أولاً بتأمل النصوص التي تثير إعجابك، ثم فتش في طياتها عن مكامن ذلك الإعجاب، وفسره تفسيراً يليق بتجربتك النامية، بعد ذلك أعد النظر في إنتاجك وقارن، حينئذ سيسهل عليك إدراك المكامن الإبداعية التي تفتقر إليها لتحققها في نصوصك القادمة. وهذه بعض الإرشادات العامة التي يحسن تنبيه المبتدئين إليها: 1– ليس هناك وقت محدد للإبداع، فالأوقات المحددة للمهام والواجبات فقط. 2– الإبداع ليس حكراً على النص، فهو أيضاً يتناول العنوان، فاجتنب قدر الإمكان العناوين الفضفاضة، وطويلة التركيب، والعناوين المجتزَأة حرفيّاً من النص. 3– اعرض إنتاجك على ذوي التخصص للإفادة من آرائهم. 4– اعرض نصك الأخير على ذائقتك بعد أن تنقطع عنه مدة زمنية، لأن الشاعر أثناء نظمه تغيب عن ذهنه أمور تبدو له فيما بعد. 5– لا تأسَ على نص تهم بتمزيقه، افعل فإن القرائح حبلى. 6– لا تستعجل النشر، وإذا هممتَ به فضع في حسبانك أن ما ستنشره سيكون وثيقة أبدية في سجل إبداعك، ولن تستطيع التنصل منه مستقبلا، والأدهى من ذلك مسارعتك في نشر ديوان لم تتشكل ملامح تجربته الإبداعية. 7– لا يصرفك وميض الشهرة عن تطوير أدواتك، وانظر حولك تجد من احترق في مهده. 8– لا تنظر إلى مقدارِ إنتاجك وعدد نصوصك، وليكن شاغلك الأول رضاك عنه. 9– كن واثقاً من نفسك، ولا تكترث بالتيارات الأدبية الغريبة الوافدة، أو ما يمكن وصفه بـ "الموضات الأدبية" مثل ما يسمى بـ "قصيدة النثر". 10– لا تخض تجربة شعرية جديدة سواء أكانت شكلية أم مضمونية حتى تجد في نفسك قَبولاً إبداعيّاً لها. 11– حمل إبداعك هَمّا، وضمخه برسالة، فالشاعر المستغرق في ذاته ينغلق عليها. د. فواز بن عبدالعزيز اللعبون الموضوع الأصلي: "الطريق إلى الشعر".. التوجيهات الذهبية للكتابات الأدبية || الكاتب: تألق || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد "hg'vdr Ygn hgauv">> hgj,[dihj hg`ifdm gg;jhfhj hgH]fdm
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23-10-14, 05:10 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
تألق
المنتدى :
بيت الشعـــر وأصنافـــه
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|