لأن المطر قد ينزلُ من السماء: ولكن لا ينزلُ معه النفعُ الذي يَرْجُوه المسلمون. ولذلك كان مِنْ هَدْيِ الرسولِ عند نزولِ المطرِ أن يقول: ( اللهم صَيِّبًا نافعاً ). وقال رسول الله : ( ليستِ السَّنَةُ أَنْ لا تُمْطَرُوا، إنما السَّنَةُ أن تُمطروا ولا تُنبتُ الأرضُ شيئًا ).
فَيَنْبَغي لَنا عِنْدَ نُزُولِ الغيثِ أنْ نسألَ اللهَ تعالى، بأن يَجْعَلَه صَيِّباً نافعاً مُباركاً ينتفعُ به العبادُ والبلاد.
وكذلك:
الغيثَ قد يَنْزِلُ من السماءِ، فَيَسْتَبْشِرُ به العبادُ، ولكن لا ينبغي لَهُمْ أن يَشْبَعُوا من بركةِ اللهِ وزيادتِها، وقد يحتاجون إلى المَزِيدِ، بِسَبَبِ عَطَشِ الأرضِ وبُعْدِ عَهدِها عن الغيث. فيسألون ربَّهم المَزيدَ، وأن تكون سُقْيا رَحمةٍ، لا سُقْيا عذابٍ ولا هَدْمٍ ولا غَرَق.
وهنا أمرٌ آخرُ يَخْفَى على بعضِ المسلمين:
وهو أَنَّهم قد يُسْقَون، ولكن يُوجَدُ القَحْطُ في بَعضِ نَواحِي بِلادِهِم، فإنه يُشْرَعُ لهم في هذه الحالةِ أَنْ يَسْتَسْقُون لهم. قال العلماء: " إذا نَزَلَ المطرُ في مَنَاطِقَ دُونَ أُخْرَى، فيكونُ استسقاؤُنا بالنسبةِ لإخوانِنا الذين لَمْ يُصِبْهُمُ المَطَر ".
اللهم اغفر لنا إنك كُنت غفَّاراً, وأرسل السماء علينا مِدْرارا, وأمدِدْنا بأموالٍ وبنين, واجعل لنا جناتٍ, واجعل لنا انهارا.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت, أنت الغني ونحن الفقراء, أنزل علينا الغيث, واجعل ما أنزلت لنا قوةً وبَلاغاً إلى حين.
اللهم أنزل علينا من السماء ماءً مباركاً, تُغيثُ البلادَ والعبادَ, وتَعُمُّ به الحاضِرَ والبَاد.
اللهم مَهْمَا نَزَلَ من الغيثِ والرحمة, فإنه لا غِنَى بِنا عَنْ بَرَكَتِكَ, فَزِدْنَا ولا تَنْقُصْنَا, وأَعْطِنَا ولا تَحْرِمْنَا, واجْعَلْ ما أنزلْتَ علينا سُقْيا رَحمةٍ, لا سُقْيا هَدْمٍ ولا عذابٍ ولا غَرَق يا أرحم الراحمين
اللهم إنا نسألك يا ربنا ومولانا يا حي يا قيوم غيثاً مغيثا هنيئاً مريئا سحاً طبقا نافعاً غير ضار عاجلاً غير آجل اللهم يا ربنا يا ذا الجلال والإكرام أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا اللهم إنا نسألك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام أن تنزِّل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا، اللهم أغثنا اللهم أغثنا .
اللهم لا تردنا خائبين اللهم لا تردنا خائبين اللهم لا تردنا خائبين، اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]