عد دولة “السنغال” إحدى محطات المد الشيعي الإيراني الذي تحاول “طهران” الإسراع من وتيرة الانتشار بها مؤخراً، كي تتمكن من تكوين منفذ إفريقي واسع المدى، مناهض للنفوذ السني المتزايد في تلك الدول.
وتعمل إيران على نشر التشيع في السنغال من خلال إنشاء مدارس للمراحل التعليمية المختلفة تبدأ من روضة الأطفال إلى الثانوية، ويدرس فيها الطلاب العقائد الشيعية، ضمن مواد دراسية أخرى.
وتتضمن المناهج تدريس الثقافة والتاريخ الإيرانيين والعلوم الإسلامية بالإضافة للغة الفارسية، ويحصل الطلاب على طعام مجاني ومساعدات مالية.
كما تقيم إيران في ضاحية راقية من ضواحي العاصمة السنغالية “دكار” فرعا من فروع جامعة “المصطفى الإيرانية” تدرس فيه العقيدة الشيعية للطلبة ضمن مواد أخرى، ويدير الفرع رجل إيراني يعلق صورة لعلي خامنئي على جدار مكتبه.
وافتتح الفرع بداية بدعوى تدريس اللغة الفارسية، لكنه ما لبث بعد ذلك أن تحول إلى بثِّ عقيدة الشيعة الإمامية، وقد جعلوا للطلبة حوافز وإغراءات بحيث قرروا أن من يحصل على الليسانس يمكنه أن يواصل دراسته في إيران.
الجدير بالذكر أن عدد الشعب السنغالي يصل لنحو 11 مليون نسمة، ونسبة المسلمين منهم أكثر من 95%، والنسبة الباقية ما بين نصرانيٍّ وملحد ووثنيٍّ، غير أن أكثر المسلمين فيها من أهل الاتجاهات الصوفية من أصحاب الطرق؛ كالقادرية، والتيجانية، والمريدية، والشاذلية، إلى جانب انتشار كبير لأهل السنة الذين لهم ثقلهم وتأثيرهم الإيجابي في الساحة الدعوية هناك.
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]