|
28-10-24, 07:32 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
المنتدى :
تـراجــم علمـائـنـا
العالم البكَّاء محمد بن المنكدر
محمد بن المُنكَدِر بن عبدالله بن الهدير بن عبدالعزَّى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لُؤَيٍّ، الإمام الحافظ القدوة، شيخ الإسلام، أبو عبدالله القرشي التيمي المدني. وُلِد سنة بضع وثلاثين، كنَّاه أبو خيثمة وابن سعد وجماعة: أبا عبدالله، وكنَّاه البخاري ومسلم والنسائي: أبا بكر. قال ابن سعد: أخبَرَنا أحمد بن أبي إسحاق العبدي قال: حدثنا الحجَّاج بن محمد، عن أبي معشر قال: دخل المُنكَدِر على عائشة، فقال: إني قد أصابَتْنِي حاجة فأَعِينِيني، فقالت: ما عندي شيء، لو كانت عندي عشرة آلاف لبعثت بها إليك، فلمَّا خرج من عندها جاءتها عشرة آلاف من عند خالد بن أسيد، فقالت: ما أوشك ما ابتليتُ، قال: ثم أرسلتْ في إثره فدفعتْها إليه، فدخل السوق فاشتَرَى جارية بألفي درهم، فولدت له ثلاثة، فكانوا عبَّاد المدينة: محمَّدًا، وأبا بكر، وعمر بني المُنكَدِر. قال يحيى بن بكير: محمد، وأبو بكر، وعمر: لا يدرى أيهم أفضل؟ قال ابن سعد: أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق، عن العلاء بن عبدالجبَّار قال: حدثنا نافع بن عمر قال: قدم رجلٌ بمالٍ المدينةَ، فقال: دُلُّوني على رجلٍ من قريش أُعطِيه هذا المال، فدَلُّوه على عمر بن المُنكَدِر، فأعطاه فأبى أن يقبَلَه، قال: فقال: هذا وقد أبى، فمَن بعده؟ قالوا: لا نعلم بعدَه أحدًا يُشبِه أبا بكر بن المُنكَدِر، قال: فأعطاه فأبى أن يقبل، قال: فقال: فمَن بعدهما؟ قالوا: محمد بن المُنكَدِر، قال: فأتاه فأبى أن يقبل، قال: فقال الرجل: يا أهل المدينة، إن استطعتم أن يلدكم كلكم المُنكَدِر، فافعلوا. طلبه للعلم: حدَّث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن سلمان، وأبي رافع، وأسماء بنت عميس، وأبي قتادة وطائفة مرسلاً. وعن: عائشة، وأبي هريرة، وابن عمر، وجابر، وابن عباس، وابن الزبير، وأميمة بنت رقيقة، وربيعة بن عباد، وأنس بن مالك، وأبي أمامة بن سهل، ومسعود بن الحكم، وعبدالله بن حنين، وحمران، وذكوان أبي صالح، وسعيد بن المسيب، وعروة، وعبدالرحمن بن يربوع، وأبيه المُنكَدِر، وخلق. وعنه: عمرو بن دينار، والزهري، وهشام بن عروة، وأبو حازم الأعرج، وموسى بن عقبة، ومحمد بن واسع، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن سوقة، وعبيدالله بن عمر، وابن جريج، ومعمر، ومالك، وجعفر الصادق، وشعبة، والسفيانان، وروح بن القاسم، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي، وعبدالعزيز بن الماجِشون، وعمرو بن الحارث، وأبو حنيفة، وابن أبي ذئب، والمُنكَدِر ابنه، وورقاء بن عمر، وأبو عوانة، والوليد بن أبي ثور، ويوسف بن يعقوب بن الماجِشون، وابنه الآخر يوسف بن محمد، ويوسف بن إسحاق السبيعي، وخلق كثير. قال الترمذي: سألت محمدًا - يعني: البخاري - سمع من عائشة؟ فقال: نعم، يقول في حديثه: سمعت عائشة. ولابن المُنكَدِر نحو مائتي حديث، ووثَّقَه ابن معين وأبو حاتم، وقال الحميدي: هو حافظ. ثناء الناس عليه: روى ابن راهويه عن سفيان قال: كان من مَعادِن الصدق، ويجتَمِع إليه الصالحون، ولم يدرك - سفيان - أحدًا أجدر أن يَقبَل الناس منه إذا قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه. وقال أبو حاتم البستي: كان من سادات القُرَّاء، لا يَتَمالَك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان يُصَفِّر لحيته ورأسه بالحناء. وقال مالك: كان ابن المُنكَدِر سيِّد القراء. قال أبو معشر: كان سيِّدًا يُطعِم الطعام، ويجتمع عنده القرَّاء. قال يعقوب الفسوي: هو غايَةٌ في الإتقان والحفظ والزهد، حجَّة. وقال سهل بن محمود: حدثنا سفيان، قال: تعبَّد ابن المُنكَدِر وهو غلام، وكانوا أهل بيت عِبادة، وكانت أمُّه تقول له: لا تمزح مع الصبيان. وقال ابن الماجِشون: إنَّ رؤية محمد بن المُنكَدِر لتنفعني في ديني. عبادته وزهده ورِقَّة قلبه: قال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا يحيى بن الفضل الأنيسي، سمعت بعض مَن يذكر عن محمد بن المُنكَدِر: أنه بينا هو ذات ليلة قائِمٌ يصلِّي إذ استَبكَى، فكثُر بكاؤه حتى فزع له أهله، وسألوه، فاستَعجَم عليهم، وتَمادَى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه، فقال: ما الذي أبكاك؟ قال: مرَّتْ بي آية، قال: وما هي؟ قال: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]، فبكى أبو حازم معه، فاشتدَّ بكاؤهما. روى عفيف بن سالم عن عكرمة بن إبراهيم عن ابن المُنكَدِر: أنَّه جزع عند الموت، فقيل له: لِمَ تجزع؟ قال: أخشى آيَةً من كتاب الله: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]، فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب. وعن ابن المُنكَدِر قال: كابَدتُ نفسي أربعين سنة حتى استقامَتْ. قال عبدالعزيز الأويسي: حدثنا مالك قال: كان محمد بن المُنكَدِر لا يَكاد أحدٌ يسأله عن حديثٍ إلا كان يبكي. وكان إذا بكَى مسَح وجهَه ولحيتَه من دموعه، ويقول: بلَغَنِي أنَّ النار لا تأكل موضعًا مسَّتْه الدموع. قال سعيد بن عامر: قال ابن المُنكَدِر: إنِّي لأدخل في الليل فيهولني، فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي. وقال إبراهيم بن سعد: رأيت ابن المُنكَدِر يصلِّي في مقدم المسجد، فإذا انصَرَف مشى قليلاً، ثم استقبل القبلة ومدَّ يديه ودَعَا، ثم ينحَرِف عن القبلة ويشهر يديه ويدعو، يفعل ذلك حين يخرج فعل المودِّع. قال سعيد بن عامر: قال ابن المُنكَدِر: باتَ أخي عمر يُصَلِّي، وبِتُّ أغمز قدم أمِّي، وما أحبُّ أنَّ ليلتي بليلته. من مواقفه: قال ابن عُيَيْنَة: كان لمحمد بن المُنكَدِر جارٌ مُبتَلى، فكان يرفع صوته بالبلاء، وكان محمد يرفع صوته بالحمد. وقال ابن عُيَيْنَة: تَبِع ابن المُنكَدِر جنازة سفيهٍ، فعُوتِب، فقال: والله إنِّي لأستحيي من الله أنْ أرى رحمَتَه عجزت عن أحدٍ. وقال أبو معشر السندي: بعث ابن المُنكَدِر إلى صفوان بن سليم بأربعين دينارًا، ثم قال لبَنِيه: يا بنيَّ، ما ظنُّكم بِمَن فرَّغ صفوان بن سليم لعبادة ربِّه؟ وروى جعفر بن سليمان عن محمد بن المُنكَدِر أنه كان يضع خدَّه على الأرض، ثم يقول لأمِّه: قومي ضعي قدمك على خدي. وعن ابن زيد، قال: قال ابن المُنكَدِر: إني لليلة مواجه هذا المنبر في جوف الليل أدعو، إذا إنسان عند أسطوانة مُقَنِّع رأسه، فأسمعه يقول: أيْ رب، إنَّ القحط قد اشتدَّ على عبادك، وإني مقسمٌ عليك يا رب إلا سقيتَهم، قال: فما كان إلا ساعة إذا سحابة قد أقبلَتْ، ثم أرسَلَها الله، وكان عزيزًا على ابن المُنكَدِر أن يخفى عليه أحدٌ من أهل الخير، فقال: هذا بالمدينة ولا أعرفه! فلمَّا سلَّم الإمام، تقنَّع وانصرف، واتَّبعه ولم يجلس للقاص حتى أتى دار أنس، فدخل مَوضِعًا، ففتَح ودخَل، قال: ورجعت، فلمَّا سبحتُ أتيتُه، فقلت: أدخل؟ قال: ادخل، فإذا هو ينجر أقداحًا، فقلت: كيف أصبحت أصلَحَك الله؟ قال: فاستشهرها وأعظمها مِنِّي، فلمَّا رأيت ذلك، قلت: إني سمعت إقسامَك البارحة على الله، يا أخي، هل لك في نفقة تُغنِيك عن هذا، وتفرغك لما تريد من الآخرة؟ قال: لا، ولكن غير ذلك: لا تذكرني لأحدٍ، ولا تذكر هذا لأحدٍ حتى أموت، ولا تأتني يا ابن المُنكَدِر؛ فإنَّك إن تأتني شهرتني للناس، فقلت: إني أحبُّ أن ألقاك، قال: القني في المسجد، قال: وكان فارسيًّا، فما ذكر ذلك ابن المُنكَدِر لأحدٍ حتى مات الرجل. قال ابن وهب: بلغني أنه انتَقَل من تلك الدار، فلم يُرَ ولم يُدرَ أين ذهب، فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المُنكَدِر، أخرج عنَّا الرجل الصالح. ويُروَى أنَّه حجَّ، فوهب كلَّ ما معه، حتى بقي في إزارٍ، فلمَّا نزل بالروحاء قال وكيله: ما بقي معنا درهم، فرفع صوته بالتلبية، فلبَّى أصحابه، ولبَّى الناس، وبالماء محمد بن هشام، فقال: إني أظنُّ محمد بن المُنكَدِر بالماء، فنظروا فقالوا: نعم، قال: ما أظنُّ معه شيئًا، احملوا إليه أربعة آلاف، فأُتِي محمد بها. من أقواله: عن أبي خالد الأحمر، عن محمد بن سوقة، عن ابن المُنكَدِر قال: إن الله يحفظ العبد المؤمن في ولدِه وولدِ ولدِه، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فما يزالون في حفْظ أو في عافية ما كان بين ظهرانيهم. وعن ابن المُنكَدِر قال: نِعمَ العونُ على تقوى الله الغِنَى. وقيل له: أيُّ العمل أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن. وعن عثمان بن واقد قال: قيل لابن المُنكَدِر: أيُّ الدنيا أحبُّ إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان. وقال الحميدي: حدثنا سفيان قال: كان ابن المُنكَدِر يقول: كم من عين ساهِرة في رزقي في ظلمات البر والبحر! قال المُنكَدِر بن محمد: كان أبي يحجُّ بولده، فقيل له: لِمَ تحجُّ بهؤلاء؟ قال: أعرضهم لله. وعنه قال: ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يخلص فيه إلا مَن دعا كدعاء الغريق. وفاته: قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة، ثنا زيد بن بشر، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن زيد قال: أتى صفوان بن سليم إلى محمد بن المُنكَدِر وهو في الموت، قال: فقال: يا أبا عبدالله، كأنِّي أراك قد شقَّ عليك الموت؟ قال: فما زال يهون عليه الأمر وينجلِي عن محمدٍ حتى إنَّ وجهه لكأنَّه المصابيح، ثم قال له محمد: لو ترى ما أنا فيه لقرَّت عينك، ثم قضى - رحمه الله. قال الذهبي: قال الواقدي وابن المديني وخليفة وجماعةٌ: مات ابن المُنكَدِر سنة ثلاثين ومائة، وقال الفسوي: سنة إحدى وثلاثين. مصادر الترجمة: • "طبقات ابن سعد". • "تاريخ دمشق". • "حلية الأولياء". • "سير أعلام النبلاء". منقول الموضوع الأصلي: العالم البكَّاء محمد بن المنكدر رحمه الله ... || الكاتب: السليماني || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد hguhgl hgf;~Qhx lpl] fk hglk;]v vpli hggi >>> hggi hglk;]v hgf;~Qhx hguhgl
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
السليماني |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|