1ـ كره أن يشتغل بتفصيل منافعها عن سماع كلام الله تعالى ففصل البعض وأجمل الباقي بقوله : (ولي فيها مآرب أخرى) والله أعلم بما أجمله .
2ـ أنه ذكر المنافع التي هي له ألزم , وحاجته إليها أمس وإن كانت المنافع التي أجملها أعجب وأغرب
3-الاستعظام بأنها أكثر من أن تحصى
4-يحتمل أن يكون رجاء أن يسأله الله سبحانه عن تلك المآرب فيستأنس
بكلامه عز وجل مرة أخرى..والله أعلم
قال تعالى : (وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)
السؤال هنا عن سبب العجلة ؟
فإن موسى لما واعده ربه بإنزال التوراة عليه بجانب الطور الأيمن ، وأراد الخروج إلى ميعاد ربه اختار من قومه سبعين رجلا يصحبونه إلى ذلك المكان ثم سبقهم شوقا إلى ربه وأمرهم أن يلحقوا به ، فعاتبه الله عز وجل على ذلك ، فكان الجواب المطابق أن يقول : قصدت زيادة رضاك ، أو الشوق إلى لقائك ،
فكيف قدم مالا يطابق السؤال وهو قوله : (هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي) ؟
يقول العلماء : ما واجهه به ربه تضمن شيئين إنكار العجلة في نفسها والسؤال عن سببها ، فبدأ موسى بالاعتذار عما أنكره الله تعالى عليه بأنه لم يوجد منه إلا تقدم يسير لا يعتد به في العادة ، ثم عقب العذر بجواب السؤال عن السبب بقوله : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)
قال تعالى : (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى)
الخطاب في الآية الكريمة لآدم وحواء ، فلم قال الحق تبارك وتعالى : (فتشقى) ولم يقل (فتشقيا) ؟
ذكر العلماء وجوها في ذلك نذكر منها :
الأول : أسند الشقاء إليه دونها مراعاة للفاصلة ( فتشقى - تعرى – تضحى) .
الثاني : أن الرجل قيم أهله ، وأميرهم ، فشقاؤه يتضمن شقاءهم ، كما أن سعادته تتضمن سعادتهم ، ومعاداته تتضمن معاداتهم ، فاختصر الكلام بإسناد الشقاء إليه دونها لما كان متضمنا له .
الثالث : أنه أراد بالشقاء الشقاء في طلب القوت , وإصلاح المعاش ، وذلك وظيفة الرجل دون المرأة , قال سعيد ابن جبير : أهبط إلى آدم ثور أحمر يحرث عليه ، ويمسح العرق عن جبينه فذلك شقاؤه
قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)
ونحن نرى المعرضين عن الذكر الحكيم والنهج القويم في أرغد معيشة وأخصبها
فكيف قال الحق تبارك وتعالى ذلك ؟
أولا : نقول وبالله التوفيق : يقول ابن عباس ا : المراد بالمعيشة الضنك الحياة في المعصية وإن كان في رخاء ونعمة .
ثانيا : أن المراد بها عيشته في جهنم في الآخرة .
ثالثا : أن المراد بها معيشته في الحياة الدنيا مع الحرص الشديد عليها وعلى أسبابها ..
الهي كيف أدعوك وأنا انا وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت .الهي ان لم أسألك فتعطني فمن دا الدي أسأله فيعطني؛وان لم أدعك فتستجيب لي فمن دا الدي أدعوه فيستجيب لي ؛وان لم أتضرع اليك فترحمني فمن دا الدي أتضرع اليه فيرحمني.
اله وكما فلقت البحر لموسى فنجيته من الغرق؛فصلي وسلم يارب على محمد وآل محمد ونجني مما أنا فيه من كرب بفرج عاجل وغير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين.