لم نجد ما نقدم به "يوسف باستثناء" هذا التقرير من مكتب الجيل للصحافة بغزة:
في الوقت الذي يقضي فيه العديد من الناس أوقاتا طويلة أمام الإنترنت، يضيعونها في الشات، ويقضونها في الكلام غير المجدي، بل والضار أحيانا، فإن هذا الأمر لا ينطبق على الجميع؛ فمن الناس من كان الإنترنت سببا رئيسا في تعديل مجرى حياتهم، بل وتغيير اتجاههم بزاوية معاكسة تماما، ومن هؤلاء "يوسف الخطاب"، أو يوسف كوهين سابقا، كيف؟ ومتى وأين حدث هذا؟!!
"يوسف ليونارد كوهين" هذا هو الاسم الذي كان يحمله يوسف الخطاب قبل أن يسلم، عندما جاء إلى فلسطين مع المهاجرين اليهود بصحبة زوجته وأبنائه، وسكن في حي للمتدينين اليهود في القدس الغربية، درس التوراة في كنيس، وكان يمضي وقته في دراستها متجاهلا أمور الحياة ومشاغلها، كان يسمع بما يجري في الأراضي الفلسطينية من أحداث دامية، لكنه لم يكن يأبه بذلك كثيرا، لكنه كان أكثر اطلاعا على الإنترنت، ومن خلاله تعرف على الشيخ "صالح" من الإمارات العربية، الذي كان سببا أساسيا في تحول يوسف ليونارد كوهين اليهودي المهاجر إلى يوسف الخطاب المسلم المقيم في القدس العربية بجوار المسجد الأقصى.
بداية الهداية
وحول قصة الهداية واعتناق يوسف للإسلام يقول خطاب -الذي يقطن الآن في منزله المتواضع، الذي منحه إياه أحد أصحاب الخير في القدس العربية ليسكن مع زوجته التي أسلمت أيضا ومع أولاده الثلاثة وابنته الوحيدة-: "في أحد الأيام خلال وجودي على شبكة الإنترنت دخلنا غرفة للدردشة، وفيها تعرفت على الشيخ صالح من الإمارات العربية المتحدة، حيث دار نقاش بينه وبيننا حول الديانة اليهودية والإسلام، ولم يخلُ النقاش من الحديث عن واقع الأحداث بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن معظم من معي لم يأبه للنقاش، فطلبت من الشيخ صالح الحديث على انفراد -أي محادثة خاصة بين الطرفين على الإنترنت-. واستمر الحديث بيني وبينه عدة ساعات وكله باللغة الإنجليزية، ودار حول الأمور الدينية والشرعية.
وأضاف خطاب أن "الشيخ صالح كان ملما بالعقيدة الإسلامية، وكنت أنا ضعيفا خلال نقاشي معه؛ حيث كان يعتمد على الأدلة والبراهين. ومع أنني درست التوراة، لكن قدرته على الإقناع فاقت قدرتي، وبعد هذا النقاش الطويل تركته على أمل اللقاء به مجددا بعد تبادل العناوين".
التفكير أولا
كان هذا النقاش الساخن هو ما دفع بكوهين إلى التفكير مطولا وهو مستلقٍ على فراشه، كان حديث الشيخ صالح يدغدغ تفكيره، وكان يعيد التفكير فيما دار بينه وبين ذلك الشيخ البعيد عنه من أحاديث وقصص تم سردها، وذهب بعيدا في تفكيره، وغاص في حلمه مترددا متسائلا قلقا، لكنه في اليوم الثاني عاود الاتصال به.
يقول يوسف كوهين: "استمررت في الاتصال مع الشيخ صالح، وكنا في كل مرة نتطرق إلى مسائل مختلفة، واقتنعت في النهاية بأن المسلمين في فلسطين مضطهدون من قِبل اليهود، وكذلك في سائر بلاد العالم، لكنني مع ذلك كنت أرى في الفلسطينيين نموذجا غريبا؛ فهم يعانون، وكنت أرى ابتسامتهم أحيانا على وجوههم وكأنهم يملكون عزيمة قوية.
ثم قراءة القرآن!!
ويتابع كوهين حديثه مشيرا إلى أنه التقى في أحد الأيام قرب باب الخليل في المدينة بشاب عربي، قال: إنه من سلوان، وبعد التعارف بين الاثنين قال كوهين له: إنه ينوي الدخول في الإسلام وترك اليهودية، وطلب منه المساعدة، لكن الشاب العربي نصحه بإحضار مصحف كريم مكتوب باللغة الإنجليزية، وقراءته جيدا وبتمعن قبل إعلانه هذا.
وقال كوهين: "طلب مني قراءة القران مسبقا، وفعلا أحضرت نسخة، وقرأته جيدا، ولاحظت فيه ما لم ألاحظه في الكتب الأخرى؛ وهو ما دفعني إلى إعادة الاتصال بهذا الشاب، وإخباره بما جرى، وعزمي على اعتناق الإسلام، لكنه قال لي مرة أخرى: اقرأ من جديد وخذ بضعة أيام أخرى للتفكير وقرأته وتمعنت فيه رغم أن قراءته تعتبر من الكبائر في الديانة اليهودية، لكني كنت مقتنعا في قرارة نفسي، ولم أبُح بسري لأحد حتى زوجتي".
وتابع "أخبرت الشيخ صالح بما جرى بيني وبين الشاب المقدسي، وقد فرح لهذا الأمر، ونصحني بالتقرب منه، وفعلا بعدها اتخذت قرارا نهائيا، وأخبرت زوجتي بهذا الموضوع حيث فوجئت كثيرا، لكني قلت لها: أنت حرة في التفكير؛ فأنا لن أفرض عليك أي شيء، وقد أسلمت من أجل مصلحتي ومصلحة أولادي، وبعد أسبوعين من إسلامي اعتنقت زوجتي الإسلام".
أعداء الهداية!!
لم يكن قرار كوهين سهلا؛ فهو ما زال في حي للمتدينين اليهود، وأبناؤه في مدارسهم، ويذهب هو للكنيس، ويعمل عندهم؛ فكيف يمكنه الخروج من هذا الوضع ويمارس شعائر الإسلام بكل حرية ويعلم أبناءه العربية؟
يقول كوهين: "توجهت إلى صديقي المقدسي، ونصحني بإخفاء الإسلام حتى يحين أمر الله، وطلب مني إعلان الإسلام والتوجه معه إلى الأوقاف الإسلامية في القدس، وفي تلك الفترة كنت أمارس شعائر الدين داخل منزلي، وكنت وقتها أغلق الشبابيك والأبواب حتى لا يراني أي من سكان الحي اليهود".
وحسب كوهين، فقد طلب الشاب المقدسي منه إخلاء منزله والسكن في منطقة عربية حتى يتعلم أبناؤه لغة المسلمين ولغة القرآن، فاختار السكن في قرية "أبو غوش" غربي المدينة، وقال كوهين: سكنَّا هناك على أمل مخالطة العرب والمسلمين، لكن أملنا خاب كثيرا حين وجدنا أن معظم سكان البلدة يتحدثون العبرية، وعاداتهم مثل اليهود. وفي تلك الفترة توجهت إلى الأوقاف الإسلامية من أجل تأكيد إسلامي أنا وأفراد أسرتي، وكان وقتها مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري خارج البلاد، ولم يمنحني القائمون هناك حجة إسلام، وطلبوا مني مراجعة الشيخ صبري أولا.
ويضيف كوهين "رجعت مرة أخرى، وفي هذه المرة التقيت مع الشيخ صبري وأخبرته بقصتي وضرورة منحي حجة إسلام حتى أتمكن من دخول المساجد وبخاصة المسجد الأقصى، لكنه طلب مني مسبقا التوجه إلى المحكمة الشرعية الإسرائيلية وإصدار حجة إسلام منها قبل أن يتم منحي حجة إسلام من الطرف الإسلامي في القدس".
وبناء على ذلك توجه كوهين إلى المحكمة الشرعية الإسرائيلية في القدس، وهناك طلب من القاضي منحه حجة إسلام؛ لأنه يريد الخروج من ديانته اليهودية مع أفراد أسرته. وبعد فترة عصيبة تمكن خلالها كوهين بعد إلحاحه الشديد من الحصول على إشعار إسلام له ولزوجته وأطفاله جميعا من قاضي القدس الشرعي "محمد رشيد زبدة"، وذلك بتاريخ 4-10-2001. وبعد ذلك توجه كوهين الذي أصبح "يوسف الخطاب" إلى الأقصى مرة أخرى ليصادق على حجة إسلامه، وبذلك يكون قد مُنح الحجة من القائمين على أمور الدين في القدس الشريف.
بعد أن تمكنت عائلة كوهين من اعتناق الديانة الإسلامية سهل الله لها عددا من أصحاب الخير؛ فنقلوا العائلة للسكن في مكان قريب من المسجد الأقصى، وكما يقول يوسف: "أعطونا منزلا مجانا، وبدأ أصحابه باصطحابنا إلى المسجد الأقصى للصلاة يوميا، وأنا الآن أعمل في شركة للمقاولات، وأولادي سجلتهم في مدارس القدس، ويعود الفضل في ذلك إلى الشيخ وليد خريم والشيخ محمد تيسير شويكي اللذين ساعداني في كل شيء".
وينهى الشيخ يوسف حديثه بالقول: "الحمد لله، أنا سعيد على ما أنا فيه اليوم، وأشكر الله كثيرا الذي فتح قلبي على الإيمان ونعمة الإسلام، وأشكر كل من ساعدني ووفر لي ما استطاع من أجل راحة أسرتي وأولادي الذين بدءوا حياتهم من جديد مع الدين الإسلامي".
الله اكبر
الله يزيد ويبارك
نسأل الله الثبات لنا وله
بارك الله فيج اختي
توقيع : جيش عمر الفاروق
يا ابن الخطاب
حكمت الدنيا وثوبك مرقع وهزمت كسرى وقيصر ودكيت حصونهم
وقلاعهم وبيتك من طين
واقمت العدل فأمنت فنمت بلا حراسه
فرقت بين الحق والباطل
فأسماك نبيك وحبيبك محمد
الفاروق
ودعى لك من قبل بأن يعز الله بك الاسلام
فأستجيبت دعوته فكان اسلامك فتحآ وهجرتك فتحآ واشتد عود الاسلام بك
رضي الله عنك وارضاك