الشيخ : أي نعم، مع الأسف الشديد، يقال كما سمعتم بهذه المناسبة قال الله عز وجل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو يقولون قال الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كذا وكذا . هذا خطأ، لأنه في التعبير العربي قال الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذا مقول القول، يعني بيكون هذا قاله الله وهذا ما قاله الله، ويتأكد هذا المعنى إذا قيل بعده، أي أن الله قال أعوذ ثم بعدها قال كذا، والأمر ليس كذلك .
الآية التي تريد أن تستشهد بها فيما يتعلق بقصة يأجوج ومأجوج وأنهم من كل حدبٍ ينسلون ما فيها قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإذا هذه لأوة فما هو الصواب؟ الصواب في حالتين يجب أن نفرّق بينهما، إذا أراد المسلم أن يتلوا القرآن تقربًا إلى الله بالتلاوة فهنا يرد قوله عز وجل (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ))، أما إذا أردت أن تتلو آية استشهادًا أو سؤالًا أو نحو ذلك وليس للتلاوة فهنا لا يرد الاستعاذة، وهذا معروف من تتبع أحاديث الرسول الكثيرة التي جاء فيها ذِكر آيات عديدة، فالآن صحح سؤالك لنصحح نحن إن شاء الله الجواب .
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]