الحمد وحده , والصلاة ةالسلام على من لانبي بعده , أما بعد ...
إن عقوق الوالدين كبيرة من أعظم كبائر الذنوب ؛ لقول النبي : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر : الإشراك بالله , وعقوق الوالدين ) متفق عليه
فانظر يا عبد الله ؛ كيف جعل عقوق الوالدين بعد أعظم الذنوب على الإطلاق , وهو الشرك بالله . ذلك الذنب الذي لا يغفر إذا مات عليه صاحبه
وقد بين الله تبارك وتعالى أدنى العقوق في قوله : ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما ) اٌلإسراء :23 ـ
وقال ابن كثير : أي لا تسمعهما قولاً سيئاً حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيء ( ولا تنهرهما ) أي ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح , كما قال عطاء بن أبي رباح : أي لا تنفض يدك عليهما !
ولمّا نهاه عن القول القبيح والفعل القبيح أمره بالقول والفعل الحسن فقال ( وقل لهما قولاً كريماً ) أي ليناً طيباً حسناً وتوقير وتعظيم . ( واخفض لهما جناح الذل من الرحةٍ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) الإسراء:24
أي في كبرهما وعند وفاتهما .
وقال النبي : " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه , ومدمن الخمر , والمنّان عطاءه . وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه , والديوث , والرجُلة " [ رواه النسائي وقال الألباني : حسن صحيح ]
فانظر كيف كرر النبي عقوق الوالدين في هذا الحديث إشارة إلى القبح والتناهي في السوء , ومن العقوق أن يتسبب الرجل في شتم والديه ولو على سبيل المزاح ؛ لقوله : " من الكبائر شتم الرجل والديه " قالوا : يا رسول الله ! وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال : نعم يسب أبا الرجل , فيسب أباه , ويسب أمه [ متفق عليه ]
وهذا يحدث كثيراً من بعض الأصدقاء الذين لم تكن صداقتهم ومحبتهم في الله تعالى فيفعلون ذلك على سبيل الضحك و المزاح .
والصحابة ما كانوا يتصورون أن هناك من يشتم والديه ولذلك : قالوا وهل يشتم الرجل والديه !!
فكيف لو رأوا اليوم من يشتم ويلعن والديه ؟
كيف لو رأوا اليوم من يضرب والديه بيده وقدمه ؟
كيف لو رأوا من يطرد من البيت أو يلقي بهما في أحد دور العجزة منتظراً موتهما في أي لحظة ؟
بل كيف لو رأوا من يقتل والديه ويذبحهما ؟
بل كيف لو رأوا من قتل أباه في المسجد !! وهذا ما حدث أخيراً وتحدثت عنه الصحف ووسائل الإعلام ..( الله المستعان )
قال النبي : " لعن الله من سب والديه " [ رواه ابن حبان , وصححه الألباني ]
وقال : " ملعون من عقّ والديه " [ رواه الطبراني والحاكم وقال الألباني : صحيح لغيره ]
اللهم أرزقني طاعتهما وبرهما وإحسانهما وارحمهما كما ربياني صغيرا اللهم آمين يارب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .