لم تبدأ العلاقة بين "حزب الله" وبين الحركة الإسلامية النيجيرية بزعامة إبراهيم زكزاكي صدفة، فرجل الدين الشيعي النيجيري، تأثر بداية بفكر الإخواني المصري سيد قطب، حيث جرب نقل الفكرة السياسية والتنظيمية للإخوان إلى بلاده لجمع ما أمكن من مسلمين حوله. لذلك أسس الحركة الإسلامية النيجيرية وأصبح زعيمها الروحي منذ كان طالباً في الجامعة في جو كانت تسود فيه الأفكار الشيوعية والرأسمالية.
ولكن عام 1979 ومع انتصار الخمينية في إيران انتقل زكزاكي، إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله الخميني، هناك وجد الدعم المالي وإمكانيات أخرى يمكن أن تؤدي إلى نجاحه بالوصول إلى رأس السلطة في بلاده.
وفي منتصف الثمانينات، مد الشيخ زكزاكي إلى حزب الله عبر لبنانيين يعملون في نيجيريا، حيث أقنعوه بداية بإرسال شبان للتعلم في مدارس دينية (حوزة) في لبنان.
ونجح التواصل بين المجموعتين، وصارت كل "حوزة" يديرها حزب الله في لبنان تضم بين طلابها شبانا نيجيريين أرادوا دراسة الدين فتحولوا إلى متدربين على حمل السلاح والأعمال الأمنية التي يمكن أن تطلب منهم في بلادهم من قبل مسؤولي حزب الله.
والوجود اللاحق لميليشيات حزب الله صار من يومها منظما بشكل واضح، عبر نقل التجربة العسكرية والأمنية إلى أبوجا. ونيجيريا هي وجهة مهمّة لحزب الله، فالتجمع الإسلامي يمكن اختراقه عبر رجال الدين الذين تدربوا في لبنان. ومنها يمكن وصل عمل الشبكات في إفريقيا.
ومع وجود الحراك الديني في نيجيريا المدعوم من إيران، تقاطعت عمليات التهريب، هناك مركز لاستقبال ما يتم تهريبه من كندا وأمريكا الجنوبية، إلى إفريقيا، ومن ثم يتم نقله إلى كوتونو حيث تنقل بالطائرات إلى بيروت.
ونجح حزب الله بنقل تقاليده الإيديولوجية والسياسية والمذهبية إلى شيعة نيجيريا، وحولهم إلى مجموعة على خلاف مع أبناء بلدهم، ومع حكومتهم. يتظاهرون ويهاجمون مقرات حكومية، ويتدربون على السلاح في بلد هم فيه أقل من أقلية.
بوكوحرام أخرى
وهكذا، يصف مركز الدراسات الإفريقية دور جماعة زكزاكي في نيجيريا، فهم يبنون قاعدة خلفية لحزب الله، ويهددون مناطق بكاملها كما التنظيم المتطرف، يجهزون معاركهم للاستيلاء على مناطق يديرون منها عملياتهم المالية كما دربهم حزب الله.
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)
قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة